15 دولة ستغير شكل عملتها بعد رحيل ملكة بريطانيا

يتساءل البعض، بعد رحيل الملكة "إليزابيث الثانية"، عما سيحصل بشأن العملات الورقية والمعدنية، في الدول الخاضعة للتاج البريطاني، والتي تحمل عملاتها وجه ملكة بريطانيا السابقة.

من المتوقع أن يجري تغيير على عملات 15 دولة، لتحمل وجه الملك تشارلز، خليفة الملكة الراحلة. لكن هذا التغير في شكل العملة، لن يكون فوريًا، كما أن العملات الحالية، سيستمر العمل بها بشكل قانوني، وقد يجري استبدالها بشكل تدريجي.

وقد أصدر بنك إنجلترا المركزي بيانًا، أكد فيه أن الأوراق النقدية التي تحتوي على صور الملكة إليزابيث الثانية ستظل عملة قانونية بعد وفاتها، وأنه سيُصدر إعلانا آخر بشأن الأوراق النقدية الحالية بعد انتهاء فترة الحداد.

ما هي الدول التي ستغير شكل عملتها بعد وفاة الملكة؟

هي الدول الخاضعة للتاج البريطاني أو ما يعرف بـ "مجموعة الكومنولث"، وهي تتكون أساسًا من 54 دولة، بعضها كانت خاضعة للإمبراطورية البريطانية، وأخرى لم تكن تحت الاستعمار البريطاني، ومن بين هذه الدول، 15 دولة فقط ما زالت تحت التاج البريطاني.

والدول الـ 15 هذه هي: أستراليا، كندا، نيوزيلندا، أنتيغوا وبربودا، الباهاس، بيليز، غرينادا، بابوا غينيا الجديدة، سانت لوسيا، جزر سليمان، سانت كيتس ونفيس، والقديس فيسونت، سانت فينسنت والغرينادين، وجامايكا، والبهاما.

وتضم مجموعة "كومنولث" نحو ثلث سكان العالم (2.6 مليار نسمة)، بالنظر لكون الهند تنتمي لهذه المجموعة، إضافة إلى باكستان ونيجيريا وبنغلاديش والمملكة المتحدة.

وتأسست هذه المجموعة بناءً على اتفاق لندن سنة 1949، وانضمت لها دول جديدة مثل رواندا وموزمبيق مع بداية الألفية الجديدة.

هل يتم تغيير العملات فورًا؟

الجواب هو لا، فعلى الرغم من أن الملكة تولت عرش بريطانيا، في عام 1952، لكنها لم تظهر على الأوراق النقدية إلا في عام 1960، عندما ظهرت صورتها لأول مرة على ورقة نقدية فئة 1 جنيه إسترليني، وظهرت صورتها لاحقا على باقي الأوراق النقدية.

وفي أستراليا لم يرَ معظم الأستراليين أي وجه آخر على عملاتهم المعدنية، بخلاف الملكة "إليزابيث". ولعقود من الزمان، كانت صورة الملكة تذكيرا مهما لعلاقة أستراليا بالعائلة المالكة ووضعها كملكية دستورية.

ومن المتوقع أن تظل صورة الملكة على العملات المعدنية، والعملة النقدية من فئة 5 دولارات في أستراليا، لبعض الوقت، وأن يحدث الانتقال بشكل تدريجي إلى العملات التي تحمل صورة الملك تشارلز. كما أنه من الممكن أن يجري تداول العملات التي تحمل صورة كل منهما معا.

ومنذ عام 1966، تم سك أكثر من 15 مليار قطعة من العملات المعدنية، في أستراليا، معظمها تحمل صورة الملكة "إليزابيث"، لكن بعد وفاتها، وبحسب ما ذكره بنك الاحتياطي الأسترالي، فإن جميع العملات والأوراق النقدية، الصادرة منه منذ عام 1913، بما في ذلك التي تحمل صورة الملكة الراحلة، تحتفظ بوضعها القانوني كعملة للبلاد.

وبحسب بعض الخبراء فإنه من المتوقع أن يظهر وجه الملك "تشارلز" على العملة الكندية في غضون عام أو عامين، على حسب خطط الجهة المسؤولة عن سك العملة.

هل تحكم بريطانيا الدول الخاضعة لتاجها فعلًا؟

في الدول التي ما زالت تحت التاج البريطاني، يُعترف بالملك على أنه رأس الدولة، لكن من دون صلاحيات حقيقية، وكل دولة لها حكومة مستقلة تماما عن الملك وبرلمان مستقل عن المملكة المتحدة.

وأحيانا يكون في هذه الدول حاكم يتصرف كممثل عن الملك، ويكون له دور رمزي في بعض المناسبات، مثل استقبال بعض السفراء أو الوزراء، أو نقل خطابات الملك لحكومات وبرلمانات هذه الدول.

لكن هذا لا ينتقص من صلاحيات هذه الدول في كل مجالات السيادة، بل هي حرة في اتخاذ كل القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع والأمن والاقتصاد.