أوروبا تفصح أخيرًا عن بدائل الغاز الروسي... إحداها يتجاوز الواردات الروسية

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، "أورسولا فون دير لاين" روسيا بالـ "دولة غير الموثوقة"، واتهمتها بالتلاعب بأسواق الطاقة، مضيفةً أن دول الاتحاد الأوروبي لديها القدرة على تعويض نقص إمدادات الغاز الروسي من مصادر أخرى.

وضربت رئيسة المفوضية مثالًا على الدول التي يمكن أن تكون بديلًا لروسيا، بـ: "النرويج والجزائر والولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن واردات الغاز من النرويج وحدها أصبحت حاليا تفوق الواردات الروسية.

جاء ذلك بعدما قررت روسيا، في اللحظات الأخيرة، عدم استئناف ضخ الغاز عبر "نورد ستريم 1" يوم السبت، بعد 3 أيام من وقفه بغرض الصيانة.

وادعى الروس أن عدم ضخ الغاز يرجع إلى "تسرب نفطي في توربين". وتزامن وقف الإمدادات مع إعلان وزراء مالية مجموعة السبع وضع حد أقصى لأسعار النفط والغاز الروسي. حيث أكدت الدول الأوروبية أنها ستضع سقف لأسعار الغاز، وهي الخطوة التي يسعى لها الغرب من أجل حرمان روسيا من بعض إيرادات صادرات الطاقة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إن ارتفاع أسعار الطاقة يرجع إلى نقص البدائل المتاحة للغاز الروسي، وأن أسعار تتطلب وضع خطط مدروسة للبدائل مثل المفاعلات النووية.

بدوره، وصف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن"، مقترح وضع سقف على أسعار الغاز الروسي بأنه "خطوة غبية"، وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

يأتي ذلك بينما تعاني أوروبا من أسوأ أزمة طاقة منذ نحو 50 عاما، بسبب ما أدت إليه عقوباتها من إجراء روسي يقضي بتخفيض عمليات التسليم، وقد أدى عمليا إلى ارتفاع الأسعار مفاقما أزمة تكاليف المعيشة عالميا ودافعًا العديد من الاقتصادات إلى حافة الركود.

هل تستطيع أوروبا التخلص من تبعية الروس والتخارج من أزمة الغاز؟

الإجابة على المدى القصير والمتوسط هي بالتأكيد لا. إذ نقلت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية عن مصادر غربية أن نقص الغاز في أوروبا سيستمر حتى عام 2025 على أقل تقدير.

وحذرت "بلومبيرغ" من أن فقدان إمدادات الغاز الطبيعي الروسي سيستنفد احتياطيات القارة العجوز بوتيرة أسرع عندما تنخفض الحرارة في الأشهر المقبلة، ما سيجعل الاستعداد لمواسم التدفئة في العام التالي أكثر صعوبة.

ونقلت عن مسؤولين تنفيذيين في قطاع الطاقة قولهم إنه "مع الافتقار إلى حل سريع، من المرجح استمرار الأزمة حتى عام 2025 على الأقل"، فيما أشار "نيك دين هولاندر"، وهو كبير المسؤولين التجاريين لدى شركة الطاقة الألمانية العملاقة "يونيبر إس إي"، إلى أن أوروبا يمكن أن تواجه مشكلة أكبر في الشتاء المقبل، حيث من المحتمل ألا تستطيع الدول ملء خزاناتها بكميات كافية الصيف المقبل".

كما سيتعيّن على أوروبا الانتظار حتى وقت لاحق من هذا العقد قبل أن ترى أي تخفيف من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وفقا لمجموعة "سيتي غروب" Citigroup Inc، التي قال رئيس أبحاث السلع فيها وفقًا لما نقلت "بلومبيرغ" إنه "في وقتٍ ما بين عامي 2025 و2027 سنرى الأسعار في أوروبا تعود إلى ما كانت عليه في بداية عام 2021"، ذلك لأن الأمر سيستغرق وقتا لاستبدال الغاز الطبيعي المفقود من روسيا.

ويتخوف الخبراء من وقوع "منطقة اليورو" في فخ الركود التضخمي (الأسعار تستمر بالارتفاع والاقتصاد في حالة كساد) خلال الأشهر المقبلة، إذ أن تقليص الأسر والشركات استخدام الطاقة يؤثر بشدة على اليورو الذي انخفض 13% تقريبا بعدما كان عند مستويات 1.137 دولار في بداية العام الحالي 2022.