بوتين يتنبأ بكارثة إنسانية ويتحدث عن حقيقة قوافل الحبوب الخارجة من أوكرانيا

تنبأ الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، في كلمة خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي، بوجود كارثة إنسانية تلوح بالأفق؛ مؤكدًا أن مشاكل الغذاء ستزداد في العالم وخاصة في الدول الفقيرة.

وقال "بوتين" إن "حمّى العقوبات الغربية" تشكل تهديداً للعالم أجمع، معتبرًا أن شراء الدول الغربية للمواد الغذائية يتسبب في ارتفاع الأسعار وقد يتحول الأمر إلى "مأساة" للدول الفقيرة.

وكشف الرئيس الروسي أن 3% فقط من كميات القمح التي خرجت من أوكرانيا ذهبت إلى الدول الفقيرة والباقي إلى الدول الغربية. إذ قال: "كلّ الحبوب المصدّرة من أوكرانيا تقريبا لا تُرسَل إلى الدول النامية والدول الأكثر فقرًا، بل إلى دول الاتحاد الأوروبي".

التضخم في روسيا آخذ بالانخفاض وعملتها في أحسن الأحوال فماذا عن الغرب؟

في معرض حديثه حول التضخم والعملات، ذكر "بوتين" أن التضخم في روسيا آخذ في الانخفاض ووفقاً لنتائج العام سيكون عند 12 بالمئة، مشيرًا إلى أن “الدلائل تؤكد انخفاض الثقة في الدولار واليورو والاسترليني”.

وقال إن أحد أسباب إغلاق الشركات في أوروبا هو قطع العلاقات التجارية مع روسيا، وأن الولايات المتحدة قوضت أسس النظام الاقتصادي العالمي.

هل تستخدم روسيا الطاقة كسلاح؟

رفض الرئيس الروسي الاعتراف أن تكون روسيا تستخدم الطاقة "سلاحا" ضدّ أوروبا، وذلك بعد أيام من توقف شحنات الغاز الروسي عبر خطّ أنابيب "نورد ستريم".

ووصف "بوتين" كلام الدول الغربية وادعاءها أن روسيا تستخدم الطاقة كسلاح، بأنه "كلام فارغ". وأضاف: "أي سلاح نستخدم؟ نقوم بتوفير الكميات الضرورية وفقًا لطلبات الدول المستوردة".

وتابع الرئيس الروسي أمام قادة اقتصاديين وسياسيين آسيويين قائلًا: "أعطونا توربينًا ونعيد إطلاق نورد ستريم غدًا".

وجاءت هذه التصريحات في تعقيبٍ على الجدل الدائر بعدما أعلنت مجموعة "غازبروم" الروسية، يوم الجمعة الماضي، توقف عمل خط أنابيب "نورد ستريم" الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز "بالكامل"، حتى انتهاء إصلاح توربين فيه، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل السبت إثر عملية الصيانة.

وعزّز هذا الإعلان مخاوف الدول الأوروبية من انقطاع تامّ للغاز الروسي في أوروبا، قبل حلول فصل الشتاء وعلى خلفية تضخّم متسارع في أسعار الطاقة.

ويتّهم الاتحاد الأوروبي موسكو باستخدام شحنات الغاز كسلاح ضغط في إطار النزاع في أوكرانيا. من جانبها، تقول موسكو إن العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها أوكرانيا تسببت في نقص قطع الغيار، ما يهدّد تشغيل نورد ستريم.

ووفقًا لـ "بوتين"، لن تواجه روسيا مشاكل في بيع مواردها الهائلة من الطاقة في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من العقوبات التي تهدف لحرمان الكرملين من عائدات الطاقة الحيوية.

بوتين يهدد المعسكر الغربي:

هدد الرئيس الروسي المعسكر الغربي مؤكدًا أن بلاده ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا حُدّد سقف للأسعار. وأضاف أن ألمانيا والعقوبات الغربية هي المسؤولة عن عدم تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 1 وأن أوكرانيا وبولندا قررتا بمفردهما إغلاق خطوط الغاز الأخرى إلى أوروبا.

وانتقد "بوتين" أوروبا بشأن وضع حد أقصى لسعر الغاز الروسي ووصفها بأنها خطوة "غبية"، وقال إن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وإن الطلب العالمي على الطاقة الروسية مرتفع.

وقال متوجّهًا إلى الأوروبيين "نحن مستعدّون (لاستئناف التصدير عبر نورد ستريم) غدًا"، مضيفًا "كل ما عليكم فعله هو الضغط على زرّ"، مذكّرًا بأن ليست روسيا هي من "فرض عقوبات". وتابع: "لكننا وصلنا إلى طريق مسدود بسبب العقوبات الغربية" على موسكو.

عزل روسيا "مستحيل":

وصف "بوتين" عزل روسيا بأنه أمرٌ "مستحيل"، حتى رغم العقوبات غير المسبوقة التي تفرضها دول غربية على موسكو على خلفية غزوها لأوكرانيا.

وقال: "بغض النظر عن مدى رغبة البعض في عزل روسيا، من المستحيل تحقيق ذلك".