مقارنة بين الأسعار في سوريا ودول الجوار تكشف فارقًا كبيرًا في بعض السلع
يستمر ارتفاع الأسعار في سوريا بلا هوادة وتتراوح المبررات والحجج لهذا الغلاء بين انخفاض قيمة العملة وقوتها الشرائية، مرورًا بالأزمات العالمية والمشاكل الاقتصادية، وصولًا إلى اتهام التجار بالطمع والاستغلال.
ومع كثرة التحليلات والحجج والأعذار الحكومية التي أثقلت كاهل المواطن السوري بدون تقديم أي حل أو حتى تفسير مقنع لما يحصل، لا يتبقى أمام الناس لفهم الوضع الذي هم فيه إلا المقارنة مع دول الجوار.
في هذا الصدد فقد نشرت إحدى الصحف المحلية مقارنةً بين أسعار السلع في سوريا وفي الدول المجاورة لها، وقالت إنها حصلت على بيانات حول أسعار مجموعة من السلع الغذائية الأساسية في دول الجوار وفي الأسواق السورية، وتمت ترجمة كافة الأسعار إلى الليرة السورية حتى يتسنى للقارئ استيعاب الفارق بسهولة.
بالنسبة لأسعار الفروج والرز والزيت، وعند مقارنتها بين كل من سورية ولبنان والأردن والعراق، لوحظ انخفاض سعر الدجاج في كل من لبنان والأردن والعراق مقارنةً بأسعارها في سورية، حيث تراوح سعر كيلو الفروج (الوردة) بين 16,000 و20,000 ليرة في سورية، بينما تراوح بين 11,000 ل. س و18,000 في كل من لبنان والعراق والأردن.
ثم إلى الزيت النباتي الذي أثرت الحرب الروسية الأوكرانية في أسعاره عالمياً، فيتراوح سعر الليتر الواحد من زيت دوار الشمس في سورية بين 13,000 و16,000 ليرة، بينما أسعاره في كل من الأردن والعراق فبين 14,000 و16,000 ليرة، ليسجل لبنان أرخص ليتر زيت دوار الشمس بسعر 9000 ليرة.
أما الأرز المصري الذي يكثر استخدامه في المنطقة، فيصل سعر الكيلو لـ 7000 ليرة لبعض الماركات المحلية السورية، بينما يقف عند حاجز الـ 4500 ليرة في جميع دول الجوار.
وبخصوص الغذائيات المحلية المتفرقة مثل البيض والحليب واللبن التي تشكل جزءاً مهماً من غذاء شعوب المنطقة، فتقاربت الأسعار في كل من سورية والأردن لتسجل سعر 550 ليرة تقريباً للبيضة الواحدة، وأعلى بقليل في كل من لبنان والعراق. كذلك اللبن والحليب، إذ تراوح سعر الليتر المعلب بين 4500 و5500 ليرة في كل بلدان المنطقة.
وفيما يخص الخضروات الأكثر استهلاكاً عند الجميع، فيظهر عند المقارنة أن سعر كيلو البندورة في سورية يتراوح بين 1300 و1800 ليرة، والبطاطا بين 2000 و3000 ليرة، وهذه الأسعار مقاربة جداً لمثيلاتها في لبنان مع انخفاض السعر قليلاً لمصلحة لبنان، مع العلم أن سورية تقوم بتصدير البندورة.
ما هو سبب هذا الفارق الكبير في بعض السلع؟
لمعرفة أسباب ارتفاع أسعار المواد في سورية، تواصلت الصحيفة مع عضو لجنة سوق الهال "أسامة قزيز"، ومربي الدواجن والعضو السابق في لجنة المربين "حكمت حداد".
قال "قزيز" إن الإنتاج المحلي من البطاطا لا يغطي حاجة السوق، "لذا نلجأ في بعض المواسم للاستيراد، وهذا يتسبب برفع السعر، وحين ينخفض سعرها، يكون السبب أن المنتجين يقومون بتخزينها في المواسم الجيدة ليتم بيعها لاحقاً".
أما البندورة، يضيف "قزيز"، فسعرها في سوق الهال يتراوح بين 500 و700 ليرة، ولكن يضاف إليه تكاليف التوضيب والنقل، وهي تكاليف مرتفعة، إذ إن صندوق الفلين المستخدم لنقل البندورة يبلغ سعره 2500 ليرة، إضافة لأسعار المحروقات المرتفعة، موضحاً أن هذه الأصناف غير قابلة للاحتكار، وأن الفلاح مربحة قليل جداً.
من جهته، أكد "حداد" أن ارتفاع أسعار الفروج في سورية يعود بالمقام الأول لارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة 25 بالمئة عن بقية بلدان الجوار، وهو ارتفاع غير مبرر، وفي هذه المعادلة يخسر المربي والمستهلك، ويربح التاجر والمستورد اللذان يرفعان الأسعار ويزيدان أرباحهما بشكل دائم، موضحاً أن مربي الدواجن اشتكوا كثيراً لوزارة التجارة الداخلية، من دون الحصول على إجابات أو مبررات مقنعة.