لماذا ترتفع الأسعار في الأسواق السورية بشكل يفوق وتيرة تدهور الليرة؟

يستغرب الأهالي في سوريا من ارتفاع وتضخم أسعار المواد الغذائية بصورة تفوق في السرعة والقوة وتيرة تدهور الليرة؛ فإذا كان السبب الوحيد للغلاء هو انخفاض قيمة العملة ينبغي أن ترتفع أسعار المواد بنسبة توازي نسبة ذلك الانخفاض. لكن الواقع أن التضخم ينمو "بمستويات جنونية وأسرع من القدرة على القياس" كما يصف البعض.

في هذا الصدد، فقد أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق "محمد الحلاق"، أن الحكومة تعمل على تخفيض المستوردات بحسب الظرف الحالي للحفاظ على القطع الأجنبي، لكنها في الوقت نفسه تتسبب في ارتفاع وفوضى في الأسعار، أي مثل الطبيب الذي يصف دواء لمعالجة الكبد لكن الدواء يضر بالمعدة وهذا هو حالنا اليوم أنه لا يوجد علاج.

فعندما تقوم الحكومة بتقنين المستوردات، ومع عدم وجود ما يملأ ثغرتها من الإنتاج المحلي، سيؤدي ذلك بالضرورة إلى انخفاض العرض وارتفاع الطلب، وهي أبسط معادلة للغلاء. هذه المعادلة قد تسيطر على وتيرة تدهور الليرة عن طريق الحفاظ على القطع الأجنبي، لكنها تتسبب بأضرار كبيرة من ناحية أخرى.

حكومة تحاول إعادة اختراع العجلة:

في سياقٍ متصل، فقد كشف "الحلاق"، أن السبب الأساسي لارتفاع الأسعار في الأسواق والفوضى في التسعير يعود إلى هوامش الربح الموضوعة؛ حيث من غير المقبول أن يكون هامش الربح لمن يعمل في الشعلان نفسه لمن يعمل في المزه أو في الميدان، فالمخالفات والكلفة تختلف بين المتاجر وثمن المحال والتجهيزات مختلفة.

واعتبر أن الاقتصاد السوي بحاجة إلى مرونة وإلى "تكبير الكعكة" من أجل تخفيض الأسعار، لافتا إلى أن لجنة التسعير التي اجتمعت منذ أيام درست بيانات تكلفة لمستوردين في ثلاث أوراق تضم 10 أو 15 مستورداً ويجب أن يكون المستوردون بالمئات والآلاف حتى تنخفض الأسعار.

وأضاف: "ضمن هذه الأوراق فقط لدينا 6 إرساليات شاي و5 إرساليات رز دخلت إلى البلد، ومن المفروض أن يكون لدينا في الحد الأدنى 50 إرسالية حتى تنخفض الأسعار."

وعن هامش الربح الذي تضعه اللجنة للمستوردين، أوضح "الحلاق" أنه لا يوجد شيء اسمه تسعير في الأسواق العالمية ولا شيء اسمه هامش ربح، واصفًا الأمر بقوله: "نحن في سورية نخترع الدولاب من جديد، ونحن نقوم بالتسعير على الورق فقط، ندرس لكل مستورد الأرقام الذي قدمها ونوافق عليها."

وتابع موضحًا: "بكل بساطة عندما تقوم بعرض ألف ليرة وتقول لي هي 10 مئات جمعهم ألف ليرة وأنا أوافق على ذلك، هذا دورنا، وضع هامش ربح على هذه الألف ليرة تصبح 1200 والتسعيرة توضع فقط على الورق".

وأكد أن هذا النوع من العمل غير معمول به في دول العالم، وهذه الطاولة المسماة لجنة التسعير تم استحداثها في سورية وفي جميع دول العالم، لا يوجد هذا الشيء وكل عضو في اللجنة صرف 5 ليترات بنزين للوصول إلى الاجتماع لا فائدة منها.