أشجار الزيتون في اللاذقية تحمل أفضل محصول منذ عشرات السنين وتفاؤل بإنتاج تاريخي

يستبشر الأهالي في اللاذقية من موسم الزيتون للعام الحالي، إذ تشهد الأشجار حملًا كبيرًا لم يمر على البساتين الخضراء منذ عشرات السنين، ويتمنى الناس أن ينعكس ذلك على انخفاض أسعار الزيت على مبدأ العرض والطلب.

في التفاصيل، فقد رأى عدد من الفلاحين أن محصول الزيتون يشهد نقلة غير مسبوقة، بعد عامين من كارثة الحرائق التي التهمت الأخضر واليابس. ويتوقع الفلاحون أن الإنتاج لا علاقة له بالتسعير إذ إن المبيع متعلق بباقي المواد في السوق لتوازي القدرة الشرائية ومصروف الفلاح.

ويردون على من ينتظر انخفاض أسعار الزيت بشكل كبير بقولهم: "هل يعقل أن نبيع الزيت بالرخص ونشتري باقي احتياجاتنا بالغلاء؟".

في المقابل، يتساءل مواطنون عن سبب ارتفاع أسعار غالونات زيت الزيتون بشكل كبير مقارنة بسنوات سابقة، ليتراوح سعرها بين 200 – 275 ألف ليرة، إذ بدأت بالارتفاع منذ موسم الحرائق والذريعة كانت بأنه لا مواسم ولا إنتاج بسبب التهام النيران للأشجار وتأثيرها على باقي المحصول، قائلين: "ما الحجة اليوم والأشجار مثقلة بالثمار ألا يجب أن تنخفض الأسعار مقارنة بحجم الإنتاج كما كان العكس عند انخفاض الإنتاجية وجنون التسعيرة في العامين الماضيين؟"

إنتاج ممتاز وأرقام غير مسبوقة... انخفاض أسعار زيت الزيتون ليس مستحيلًا:

أكد مدير الزراعة في اللاذقية "باسم دوبا"، أن محصول الزيتون هذا العام متميز بإنتاج يتجاوز 200 ألف طن كتقديرات أولية، وهو رقم لم يسجل منذ سنوات طويلة في تاريخ المنطقة، إضافة إلى أن الحالة الصحية للمحصول ممتازة لغاية تاريخه.

وبيّن "دوبا" أن الإصابة بذبابة الفاكهة لا تزال متدنية إذ كان لموجة الحر التي أصابت المحافظة خلال الفترة الماضية، أثر إيجابي في المحصول بتوقف دورة حياة الذبابة، ما يتطلب الاهتمام من المزارعين وجميع المعنيين خلال الفترة المقبلة للحفاظ على محصول صحي حتى تجاوز المرحلة القامة وهي مرحلة حرجة وهامة جداً بالنسبة للزيتون.

وأضاف أن على الفلاحين التقيد بالإرشادات الخاصة بموسم الزيتون للحصول على زيتون جيد بدرجة إصابة متدنية لأن الإصابة تؤدي لتدني جودة المحصول، مشيراً إلى أهمية مراجعة الوحدات الإرشادية للوصول إلى إجراءات دقيقة الهدف منها هذا العام إنتاج زيتون مطابق للمواصفات عالي الجودة لإنتاج زيت عالي الجودة مرغوب تفتح له أسواق التصريف.

وذكر "دوبا" أن أهم نصيحة هي التقيد بمواعيد القطاف دون تأخير أو تبكير، وذلك حسب كل صنف وكل منطقة، إضافة للتقيد بتعليمات عصر الزيتون وتخزين الزيت بدءاً من عدم تكديس الزيتون وانتظار الدور بالمعاصر منعاً لحدوث تخمرات تؤثر في نوعية الزيت المنتج.

وحول التوقعات بخصوص الأسعار، قال: "إن الموسم مبشر ومن المتوقع أن يكون هناك فائض بالإنتاج وبالتالي قد يحصل انخفاض بالسعر، وفي الوقت نفسه نتمنى أن يبيع الفلاح بسعر جيد يناسبه."

بدوره أشار رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة اللاذقية "عمران إبراهيم"، إلى أن زراعة الزيتون في اللاذقية تعتبر الزراعة الأولى من حيث المساحة، وتمتد على 45 ألف هكتار، وعدد أشجار الزيتون يبلغ نحو 10 ملايين شجرة مثمرة، ويعتبر الصنف الأكثر انتشاراً صنف الخضيري بأكثر من80 بالمئة، ويليه صنف الدرملالي وأصناف مثل الخلخالي المنتشر بالحفة والصفراوي والدكراوي في جبلة.

ولفت رئيس دائرة الأشجار المثمرة إلى اعتماد عدد كبير من العائلات في اللاذقية على زراعة الزيتون إذ تعمل بها أكثر من 65 ألف أسرة.