رغم انخفاضها عالميًا أسعار الذهب تحلق في سوريا... رئيس الصاغة يعلق
على الرغم من الانخفاض المتواصل في أسعار الذهب عالميًا، حيث بلغ سعر الأونصة حوالي 1746 دولارًا، إلا أن أسعار المعدن الثمين في سوريا شهدت خلال الأيام الماضية حالة ارتفاع مستمرة.
ويرتفع سعر الذهب في سوريا نتيجةً لتدهور الليرة، الذي اضطرت الجهات الرسمية للاعتراف به، لكنها تحججت بالمضاربة والتلاعب. حيث رفعت جمعية الصاغة تسعيرتها نسبيًا رغم انخفاض سعر الأونصة للتماشي مع تدهور الليرة.
ووفقًا للتسعيرة الرسمية الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق، فقد سجل سعر غرام الذهب 217 ألف ليرة لعيار 21 مبيعاً و216,500 شراءً. أما عن سعر مبيع الغرام من عيار 18 فبلغ 186 ألف ليرة، والشراء 185,500 ليرة.
ولو تطرقنا إلى السعر الفعلي المعتمد بالأسواق، فقد بلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 في دمشق 226,972 ليرة للمبيع و 224,972 ليرة للشراء، بينما سجل في حلب سعر 226,972 ليرة للمبيع و 224,972 ليرة للشراء، ووصل في إدلب إلى 224,472 ليرة للمبيع و 222,472 للشراء. لتفاصيلٍ أكثر شاهد: أسعار الذهب في سوريا.
الجدير بالذكر أن الفرق بين تسعيرة الجمعية والسعر الفعلي غالبًا ما يضاف كأجور صياغة، حيث يخضع الصائغ للمحاسبة والمخالفة في حال عرض أسعار غير متناسبة مع التسعيرة الرسمية، مما يضطره إلى اعتماد أساليب ملتوية لتجنب الخسارة.
رئيس الصاغة يعلق على ارتفاع أسعار الذهب:
اعتبر رئيس الجمعية "غسان جزماتي" في حديثه لصحيفة "تشرين" الحكومية، أن هذا الارتفاع هو نتيجة للمضاربة الحاصلة على الليرة السورية، متوقعاً انخفاض سعر الغرام نتيجة الخطوات المتوقع اتخاذها من السلطات النقدية، ومشيراً إلى أن سوق الذهب المحلية تشهد حركة جيدة هذه الأيام.
وقال "جزماتي" إن الحديث عن الاستثمار في الذهب لا يخضع لأي عرف اقتصادي، حيث أن الذهب هو مطرح ادخار وحفظ لقيمة العملة فقط.
وأكد خلو السوق السورية من أي نوع من أنواع الذهب المهرب، وذلك لأن أجرة الصياغة في البلدان الأخرى أعلى بكثير من سورية، الأمر الذي يجعل استيراده تهريباً من غير جدوى ربحية.
وحذر أصحاب المدخرات القليلة من شراء أي قطعة ذهبية مشغولة قبل التأكد من وجود دمغة عليها، لافتاً إلى أن هذه القطع قد تكون مغشوشة ومصنوعة بعيار أقل من العيار المصرح عنه، ما يجعل بيعها يكبد صاحبها الخسارة، مؤكداً أن جولات الرقابة ضبطت عدة محال صاغة تقوم ببيع قطع غير مدموغة وأغلبها أسماء تفصل حسب رغبة الزبون.
وقال مصدر في “مصرف سورية المركزي” الأربعاء 17 آب في تصريح لـ “صحيفة الوطن” إن المضاربة بسعر الصرف وتراجع سعر الليرة في السوق السوداء الحاصل منذ أيام ممنوع، وأن المركزي يتابع ما يحصل في سوق الصرف وسيتدخل بالوقت الذي يراه مناسباً لإعادة الاستقرار إلى السوق، وأن المركزي لا يحدد مسبقاً توقيت تدخله الذي قد يحصل في أي لحظة.
وأمام هذه التصريحات يستمر تدهور الليرة إلى مستويات قياسية جديدة، ويستمر معها تدهور القوة الشرائية للمواطن السوري، حيث أكدت أحدث البيانات تجاوز نسب الفقر في سوريا 93% وهو أعلى رقم يمكن الوصول له في أي مجتمع كما ذكر مختصون.