أي تجارة أو مشروع بدون فهمها هو محرقةٌ للمال... 5 تحديات تواجه كل تاجر
رأس المال هو ليس كل شيء، وهو ليس حتى الشرط الرئيسي لبدء أي عمل أو مشروع ناجح، فالكثيرون باشروا أعمالهم بدينٍ من صديق، أو شراكةٍ مع آخر، ونجحوا بدون امتلاك أي رؤوس أموال ضخمة؛ والكثيرون أيضًا دخلوا إلى عالم الأعمال والتجارة ومعهم المبالغ الهائلة، وما لبثت إلا أن اختفت وتبخرت.
على وجه العموم يتطلب الخوض في غمار عالم الأعمال والتجارة قدرًا كبيرًا من الحنكة والخبرة والذكاء، وإذا أردنا أن نخصص أكثر، فيمكن سرد 5 تحديات تواجه كل تاجر أو رائد أعمال، بحيث يكون الدخول في أعمل بدون فهم التعامل معها مخاطرة كبيرة ترقى لأن توصف بأنها "محرقة للأموال".
أولًا: اكتساب الخبرة
الخبرة لا تقدر بثمن بالنسبة لرجل الأعمال. يقول رائد أعمال أمريكي: "لدي صديق كان عمل والده ناشر صحف... فعل صديقي كل شيء من بيع الصحف في ناصية الشارع عندما كان طفلا إلى كتابة المقالات عندما كان مراهقا. وعندما حان الوقت لبدء عمله الخاص قبل 25 عاما، بدأ نشاطا في الرسائل الإخبارية. فكانت خبرته في الصحافة مفيدة وسببًا لنجاحه".
الخبرة تحتاج عمومًا الكثير من الوقت لاكتسابها، وتترسخ بالتدريج، لذلك ننصح رائد الأعمال ألا ينخرط أساسًا في أي عمل لا يفهم به، وإن كان ولا بد، يجب عليه أن يضم أشخاصًا ذوي خبرة ودراية في مجال عمله، على مبدأ المثل السوري: "عطي الخباز خبزه ولو أكله نصفه".
ثانيًا: الجرأة والصلابة أمام الانتكاسات والخسائر
سوف ترتكب أخطاء... كل رجال الأعمال يفعلون ذلك ولا مفر منه. لكن التحدي يتعلق بالشجاعة والثبات أمام هذه الأخطاء والانتكاسات.
يخوض بعض الناس أعمالًا ومشاريعًا على أمل الثراء السريع والربح الوفير، فترى أن الأمر يصل بهم إلى حد الجنون من الغضب والإحباط مع أول خسارة أو فشل. فهؤلاء المساكين لا يدركون أن التجارة وريادة الأعمال ليست مديرًا يقدم لك راتبًا ثابتًا شهريًا، بل قد تكون وحشًا يتغذى عليك وتطعمه بإرادتك ومن رأس مالك يومًا بعد يوم حتى يصبح أليفًا وتستفيد منه.
ثالثًا: المرونة في التوظيف والتفويض
أخبر أي أحدٍ من أهل الدراية في مجالات الأعمال والتجارة أنك تفضل عمل كل شيء بيدك، وأنك لا تحتاج أحدًا على الإطلاق، ولا تحبذ تدخل أحد أو تفويض أحد، ولن يستغرق الأمر سوى 10 ثوانٍ حتى يصفك بالمغفل أو ينهي الحديث معك فاقدًا الأمل في نصحك.
لم يخلق الله أحدًا من البشر وهو عارف ومتقن لكل شيء، بل خلقنا ونحن في حاجةٍ لبعضنا، فإذا كان فلان خبيرًا بالتعامل مع الأموال والمحاسبة، سيكون الآخر خبيرًا بالتكنولوجيا والاتصالات، وسيكون غيره خبيرًا بالإدارة والعلاقات.
إذا كنت تبخل على عملك أن توظف فيه الأشخاص ذوي الكفاءة، وترى أن تقلل من عدد الناس الذي تفوضهم في مهامٍ إدارية وتجعلهم يتحملون المسؤولية إلى جانبك، فاعلم أنك تلقي بأعمالك وأموالك إلى الهاوية.
رابعًا: الصبر على العملاء وتحملهم بكل سرور
يجب أن تعلم أنك لا تملك أي فضل على العميل، فلا تشعره بأن خدماتك أو منتجاتك هي مكرمة تقدمها ليحصل هو عليها بعدما استحقها. هذا السلوك المتعالي في التعامل مع الناس تتصف به العديد من الشركات والمتاجر والجهات الفاشلة.
اعلم أنك في سوق شديد التنافسية، وأن العميل الذي يتركك اليوم ستجده عند منافسك اللدود غدًا. ناهيك أن العديد من الأشخاص يفضلون التعامل مع جهة معينة لا لأجل أسعارها أو جودة منتجاتها فحسب، بل لحسن خلق أصحابها وتفهمهم وبشاشة محياهم.
خامسًا: رفض الاستقرار والاستمرار بالتطور
في عالم الأعمال والتجارة هناك قاعدة يعرفها الجميع: "لا يوجد ثبات أو استقرار، إما ربح أو خسارة، إذا كنت في مكانك ذاته لفترة طويلة فأنت حاليًا تخسر بالفعل!".
شاهد كافة الشركات العالمية واسأل كل من تقابل من الناجحين وأهل الخبرة، ستجدهم جميعًا لا يتوقفون عن النمو والتطور، ليس طمعًا في المزيد من الربح فحسب، بل لأنهم يدركون أن التوقف أثناء صعود الجبل سيعني الانزلاق، وأن السوق لن يرحمهم كما لم يرحم عملاق الهواتف المحمولة "نوكيا" عندما لم يستجب لرياح التغيير في الوقت المناسب.