هام لكل من يفكر بشراء أو بيع الذهب... هذه أهم التوقعات بعد هبوطه المفاجئ
انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع، يوم أمسٍ الجمعة، إذ أدى ارتفاع الدولار وتوقعات رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة إلى تراجع جاذبية المعدن الثمين.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى حوالي 1746.3 دولار للأونصة، وهي أدنى مستوياته منذ 28 يوليو/تموز. وخلال الأسبوع، انخفض المعدن النفيس بحوالي 3%، وقد أغلقت التداولات على أول خسائر للذهب منذ خمسة أسابيع.
لماذا انخفضت أسعار الذهب؟
قبل مناقشة توقعات الأسعار في المستقبل، لا بد من تحليل أسباب الهبوط أولًا. وهي تتسم هذه المرة بأنها أسباب واضحة ومباشرة.
في هذا الصدد، يقول تاجر الذهب العالمي المخضرم "براين لان" إن الأسواق "تتوقع ارتفاع أسعار الفائدة أكثر وبالطبع يؤثر الدولار القوي على أسعار الذهب في الوقت الحالي".
حيث ارتفع الدولار إلى قمة شهر كامل مقابل العملات المنافسة، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
وقال عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، يوم الخميس الماضي، إن البنك المركزي بحاجة إلى مواصلة زيادة تكاليف الاقتراض للسيطرة على التضخم المرتفع.
ويتأثر الذهب بشدة بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، والذي يؤدي لزيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.
كيف يبدو مستقبل الذهب في الأسابيع والأشهر القادمة؟
لا يمكن إنكار أن الأمر برمته بات يتعلق حاليًا بـ 3 عوامل:
1- انخفاض أو ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية.
2- العلاقة المعقدة بين الركود والتضخم وفيما إذا كانت ستؤدي إلى تورط الأسواق بأزمة اقتصادية.
3- التوترات الجيوسياسية والحروب الممكن اندلاعها في المنطقة.
بدايةً فقد ناقش صانعو السياسة الحاجة إلى المزيد من رفع أسعار الفائدة. إذ اعتبرت مسؤولة في بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه من السابق لأوانه إعلان النصر على التضخم، مضيفة أنهم سيواصلون رفع أسعار الفائدة إلى "الحجم المناسب لها". مما يعني أخبارًا سيئة للذهب بطبيعة الحال.
بينما قال مسؤول آخر إنه يميل إلى دعم رفع سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس في سبتمبر/ أيلول، وأكد مسؤولون آخرون أنهم لن يتوقفوا عن تشديد السياسة حتى يصبحوا "مقتنعين تمامًا" أن التضخم المحموم ينخفض.
وجاءت تأكيدات مسؤولي الفيدرالي على استمرار الجهود المبذولة لمواجهة التضخم للوصول إلى هدف الفيدرالي عند معدلات تضخم في حدود 2% بينما تسجل الآن أعلى معدلات في 40 عام.
أما من الناحية الفنية فيبدو أن الاتجاه الهبوطي أكثر ترجيحًا للذهب، مدعومًا بالتكوين الفني الهبوطي على الرسم البياني اليومي في حالة صعود الذهب إلى مناطق 1775 لـ 1800 دولار لتكون فرصة جيدة لمن يريد البيع بشرط ألا يغلق السعر أعلى من 1815 دولار للأونصة على المدى اليومي (لو حدث وتم الإغلاق فوق هذا المستوى ستنتفي نظرية الهبوط وقد لا تكون مجرد فرصة جيدة للبيع).
في الاتجاه المقابل، تتركز أغلب النظريات التي تدعم صعود الذهب متعلقةً إما باتجاه الاقتصاد نحو الركود، أو بحصول توترات جيوسياسية جديدة متوقعة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان مثلًا.