أقوى 8 عملات في أسواق الفوركس... اليورو لم يفقد هيبته وعملة أفريقية بالقائمة

السوق الذي يتم فيه تداول العملات بمختلف أنواعها، ويشار إليه عادة باسم سوق "الفوركس"، هو أكبر سوق مالي في العالم، حيث تتجاوز قيمته وحجم التداولات به نظيرتها في سوق الأسهم عدة مرات.

غالبًا ما يعتقد الناس أن سوق الفوركس هو سوق تداول العملات بين الناس أو الشركات، لكن غالبية التداولات في سوق الفوركس تتم بين البنوك باختلاف أحجامها، ويتم ذلك بشكل مباشر بين بعضها البعض ومن خلال الشبكات الإلكترونية. وتعمل البنوك على تسهيل معاملات الفوركس للعملاء وتجري صفقات المضاربة من مكاتب التداول الخاصة بها.

فيما يلي أقوى 8 عملات في سوق الفوركس الضخم:

أولًا: الدولار الأمريكي

بدأ تداول الدولار المعروف في هذه الأيام عام 1913، بموجب قانون مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، وهو الهيئة المصرفية المركزية في الولايات المتحدة.

وكما هو الحال مع أي عملة، يُدعم الدولار من خلال الأساسيات الاقتصادية، بما في ذلك الناتج المحلي الإجمالي GDP وتقارير الصناعة والتوظيف. ومع ذلك، فإن الدولار يتأثر أيضا على نطاق واسع بسياسات البنك المركزي وأي قرارات بخصوص أسعار الفائدة. والدولار هو المعيار الذي يجرى تداوله مقابل العملات الرئيسية الأخرى، خاصة اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني.

ثانيًا: اليورو

يقع المقر الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، ألمانيا، وهو البنك المركزي للدول الـ 19 الأعضاء في منطقة اليورو. وعلى نسق لجنة السوق المفتوحة في الولايات المتحدة، لدى البنك المركزي الأوروبي هيئة رئيسية مسؤولة عن اتخاذ قرارات السياسة النقدية، هي المجلس التنفيذي الذي يتألف من 4 أعضاء إضافة إلى الرئيس ونائبه. علما أن المقاعد محجوزة لأربعة من أكبر 5 اقتصادات في المنطقة هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا.

ورغم أن النظام النقدي الأوروبي معقد إلى حد ما، إلا أن العملة ليست كذلك. ففي مقابل الدولار، يميل اليورو إلى أن يكون عملة أبطأ مقارنة بزملائه الجنيه الإسترليني أو الدولار الأسترالي. ففي يوم عادي، يمكن أن يجرى تداول العملة بتقلبات ضمن هامش بين 70 و80 نقطة أساس، وصولا إلى 100 نقطة أساس (1%) في اليوم.

الجدير بالذكر أنه يمكن رؤية تداول اليورو بسعرين خلال تداخل الوقت بين لندن والولايات المتحدة، وهو يحصل من الساعة 8 صباحا حتى الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

ثالثًا: الين الياباني

أُسّس "بنك اليابان" عام 1882 ليكون المصرف المركزي لثالث أكبر اقتصاد في العالم، وهو المسؤول عن رسم السياسة النقدية وضمان العملة وعمليات أسواق المال وتحليل البيانات الاقتصادية.

من خلال تقديم سعر فائدة منخفض، يوضع الين مقابل العملات ذات العوائد المرتفعة، خاصة الدولار النيوزيلندي والدولار الأسترالي والجنيه الإسترليني. ونتيجة لذلك، يتبنى متداولو العملات الأجنبية رؤى فنية على أساس طويل الأجل. ويتراوح متوسط النطاقات اليومية لتقلب سعر الين بين 70 و140 نقطة أساس، مع حدود قصوى يمكن أن تزيد عن 200 نقطة (2%).

رابعًا: الجنيه الإسترليني

يُعد الجنيه الإسترليني أكثر تقلبا قليلا من اليورو، ويميل إلى التداول في نطاق أوسع خلال اليوم، إذ يمكن أن تشمل التقلبات ما بين 100 و150 نقطة أساس (1.5%)، إذ ليس من غير المعتاد رؤية تداول الجنيه بهامش تقلب عند 20 نقطة أساس.

خامسًا: الفرنك السويسري

يختلف البنك المركزي السويسري عن جميع البنوك المركزية الرئيسية الأخرى، إذ يُنظر إلى "البنك الوطني السويسري" على أنه هيئة حاكمة ذات ملكية خاصة وعامة. وينبع هذا الاعتقاد من حقيقة أن البنك هو من الناحية الفنية شركة خاضعة لتنظيم خاص. ونتيجة لذلك، فإن ما يزيد قليلا عن نصف الهيئة الإدارية مملوك من قبل الكانتونات أو الدول ذات السيادة في سويسرا وغيرها من المؤسسات العامة.

وثمة علاقة مثيرة للاهتمام بين اليورو والفرنك السويسري. فعلى غرار اليورو، بالكاد يقوم الفرنك السويسري بتحركات كبيرة في أي من جلسات التداول. ونتيجة لذلك، يتم تداول هذه العملة في متوسط النطاق اليومي المحدد والبالغ 45 نقطة أساسا (0.45%) يوميا.

سادسًا: الدولار الكندي

أُسّس "بنك كندا" المركزي بموجب قانون خاص به سنة 1934، معتمدا التركيز على أهداف التضخم المنخفض والمستقر، وعملة آمنة ومأمونة، والاستقرار المالي، والإدارة الفعالة للأموال الحكومية والدين العام. وهو يتصرف باستقلالية، ولديه أوجه تشابه مع البنك الوطني السويسري لأنه يُعامل أحيانا كشركة، حيث يمتلك وزير المالية أسهما مباشرة.

يميل الدولار الكندي إلى التداول في نطاقات تقلب يومية هامشها بين 50 و100 نقطة أساس. وتتحرك العديد من أسعار العملات والسلع معا، وأحد الجوانب الفريدة للدولار الكندي هو علاقته بالنفط الخام. إذ لا تزال الدولة مصدّرا رئيسيا للسلعة، ونتيجة لذلك، يستخدم الكثير من المتداولين والمستثمرين هذه العملة إما وسيلةَ تحوط ضد مراكز السلع الحالية أو المضاربة البحتة، متتبعين الإشارات من سوق النفط.

سابعًا: الدولار الأسترالي/ النيوزيلندي

يقدم بنك الاحتياطي الأسترالي أحد أعلى معدلات الفائدة في الأسواق العالمية الرئيسية، وقد أيد دائما استقرار الأسعار والقوة الاقتصادية كحجر زاوية في خطته طويلة الأجل. ويتألف مجلس إدارته، برئاسة المحافظ، من 6 أعضاء، إضافة إلى نائب المحافظ ووزير الخزانة، وهؤلاء يعملون معا على تحقيق التضخم المستهدف بين 2% و3%، ويجتمعون 11 مرة سنويا.

وبطريقة مماثلة، يتطلع بنك الاحتياطي النيوزيلندي إلى تعزيز استهداف التضخم، على أمل الحفاظ على أساس الأسعار.

وكانت كلتا العملتين محط اهتمام متداولي الشراء بالاقتراض، حيث يقدم الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي أعلى عوائد بين 7 عملات رئيسية متاحة على معظم المنصات. ونتيجة لذلك، تمكن ملاحظة تقلباتهما في حالة حدوث تأثير في تخفيض المديونية. وبخلاف ذلك، تميل العملتان إلى التداول ضمن هامش تقلب من 70 إلى 80 نقطة أساس. كما تحافظ العملتان على علاقة وثيقة مع السلع، وأبرزها الفضة والذهب.

ثامنًا: الراند الجنوب أفريقي

صُمم بنك الاحتياطي الجنوب أفريقي سابقا على غرار "بنك إنكلترا" المركزي. وعبر تحمّله مسؤوليات رئيسية مماثلة لتلك التي تتحملها بقية المصارف المركزية، يُعرف هذا البنك بأنه "مقرض" في أوضاع معينة، وكذلك يعمل كبنك مقاصة والوصي الرئيسي على الذهب. وقبل كل شيء، هو المسؤول عن تحقيق استقرار الأسعار، بما يشمل التدخل في أسواق الصرف الأجنبي كلما اقتضت الحاجة.

ومن المثير للاهتمام أنه لا يزال كيانا خاصا مملوكا بالكامل لأكثر من 800 مساهم يجرى تنظيم حصصهم من خلال امتلاك كل منهم أقل من 1% من إجمالي عدد الأسهم القائمة، للتأكد من أن مصالح الاقتصاد تسبق مصالح أي فرد.

ويمكن أن يصل متوسط نطاق التقلب اليومي للراند الجنوب أفريقي إلى عدة آلاف من النقاط، لكن لا تدع النطاق اليومي الواسع يخدعك، فهذه النقاط عند ترجمتها إلى نقاط بالدولار، تكون الحركات مساوية لمتوسط يوم واحد في حالة الجنيه الإسترليني، ما يجعل الراند فرصة جيدة للتداول به مقابل الدولار، خاصة عند الأخذ في الاعتبار إمكانية الشراء.

وينظر التجار أيضا إلى علاقة الراند بالذهب والبلاتين لكون الاقتصاد رائدا عالميا في صادرات هذين المعدنين، ولذلك من الطبيعي أن يكون ثمة ارتباط مشابه للعلاقة بين الدولار الكندي والنفط الخام.