شركة محروقات تعترف: أزمة البنزين في سوريا لها أسباب مختلفة عن نقص النفط الخام
اعترف مدير التشغيل والصيانة في شركة محروقات "عيسى عيسى"، بوجود نقص في مادة البنزين، خصوصًا أوكتان 95، موضحاً أن السبب هو نقص في الإضافات الكيميائية التي تدخل الإنتاج وهي مواد مستوردة ويتم العمل على تأمينها. وذلك يفسر استمرار الأزمة حتى مع وصول ناقلات النفط.
وكشف عن قيام الكوادر الفنية في المصافي في إيجاد بدائل محلية لإنتاج المادة وتوفيرها بأقرب وقت ممكن. لافتاً إلى صدور تعميم من شركة محروقات بمنع تزويد الدراجات النارية والسيارات العامة والبيك آب بكل أنواعها وأحجامها بمادة البنزين أوكتان 95 بهدف منع الاتجار بالمادة.
يأتي ذلك بعدما اشتكى العديد من الناس حول عدم توفر مادة البنزين أوكتان 95 في المحطات المخصصة له، إلى جانب تأخر وصول رسائل البنزين الحر.
من أين يأتي بنزين السوق السوداء إذن؟!
كلام مدير شركة محروقات لم يقنع الكثير من الناس، الذين تساءلوا عن مصدر كميات المادة التي تباع في السوق السوداء وعلى مرأى من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لافتين إلى وجود سيارات بك آب صغيرة وكبيرة تتزود بالمادة من محطات الأوكتان.
وإذا كنا نتحدث عن السوق السوداء فالحكومة تدرك جيدًا الأمر بل وإن وزير التجارة يعترف بعلمه بهذا الواقع؛ لذلك يستغرب الناس عدم اتخاذ أي حلول لهذه الظاهرة، ومنهم من طالب بإيجاد بديل عن الأوكتان 95 لتأمين احتياجات السفر.
أحدهم قال متسائلاً، كما نقلت عنه صحيفة محلية: "في حال وجود طارئ كوفاة أو عيادة مريض والاضطرار للسفر من أين يمكن أن أحصل على احتياجاتي من المادة، أليس من المنطقي تأمين بديل عن فقدان الأوكتان 95 كأن يتم السماح بالتزود من محطات البنزين الحر؟!".
وآخر قال: "لماذا يتم حصر البنزين الحر في كازيات معينة، مستغرباً عن عدم توفره في كل المحطات كما هو حال مادة الخبز، حيث يباع الخبز المدعوم والحر لدى كل منافذ البيع سواء مخابز أو معتمدين؟!"
لماذا تتأخر رسائل البنزين الحر؟
حول تأخر وصول رسائل البنزين الحر، أكد "عيسى" أن مادة البنزين متوفرة حالياً، منوهاً بانتظام التوريدات عبر الخط الائتماني الإيراني وبما يضمن تأمين الاحتياجات المحلية وفق المتاح.
ورجح أن يكون سبب التأخير في دمشق إلى قلة عدد المحطات المخصصة لبيع البنزين الحر قياساً إلى عدد الآليات المرتبطة بهذه المحطات وقد يكون أحياناً لأسباب تقنية تتعلق بالبرامج وتتم معالجتها من قبل الفريق الفني المختص.
هذا وقد أوضح "عيسى" أن زمن انتظار الرسالة للبنزين الحر محدد بأسبوع، معتبراً أن قرار تحديد الاستلام عبر الرسائل النصية القصيرة هدفه تخفيف الازدحام وتحقيق راحة المواطنين.
وأكد أن إطلاق الرسائل إلى المواطنين بعد وصول المادة إلى المحطة يتم على دفعات وخلال فترات زمنية متناسبة مع زمن تعبئة الآليات بالمحطة بما يضمن عدم حصول ازدحامات أمام المحطات.
وحول إمكانية توزيع الحر في كل المحطات، بيّن "عيسى" أن الموضوع تقني وقيد الدراسة ولا يوجد أي مانع لدى شركة محروقات من تطبيقه عند توفر الإمكانية.
أما بالنسبة لتأمين احتياجات المسافرين في ظل انقطاع مادة البنزين أوكتان 95، فتوقع أن يتم تأمين المادة قريباً في المحطات المتنقلة الموزعة على الطرق الرئيسة بين المحافظات والتي سيزداد عددها لتغطي كل المدن والمناطق بالقطر.