مفهوم الجلد النباتي يزدهر في عالم الصناعة... أرخص من الجلد الحيواني وأفضل من الصناعي
ازدهر مفهوم الجلد النباتي في عالم الصناعة بشكل لافت مؤخرًا، حتى إنّ شركة "تسلا" التي يمتلكها أغنى رجل في العالم ستطرح "سيارة نباتية بالكامل". وغالبًا ما تكون بدائل الجِلْد هذه أرخص من نظيرتها الطبيعية، وهي أكثر فعالية من ناحية مرونة الاستخدام والتصنيع.
خطأ شائع... الجلد النباتي يختلف عن الجلد الصناعي منخفض الجودة:
يشير مفهوم الجلد النباتي بين الناس في الغالب إلى المنتجات الاصطناعية، التي تصنع بدلًا من جِلْد البقر المعالَج أو جِلْد الغنم من كلوريد البولي يوريثين (PVC) والبولي يوريثين (PU).
ومع ذلك، توجد أيضًا مجموعة متنوعة مبتكرة من المنتجات القائمة على المكونات الطبيعة، مثل تلك المشتقة من الفلّين أو اللحاء أو أوراق الأناناس أو قشر التفاح. ويقول مُصنِّعو البدائل عالية الجودة إنها تطابق الجِلْد الطبيعي، على الرغم من أن الجِلْد النباتي لا يتحسَّن مع تقدُّم العمر كما هي الحال مع جِلْد الحيوانات.
هل تلقى الجلود النباتية رواجًا بين الناس؟
يبدو الأمر كذلك، خصوصًا في الولايات المتحدة. ووفقًا لشركة أبحاث البيع بالتجزئة "دبليو جي إس إن"، فقد زاد توافر المنتجات الجلدية النباتية عبر الإنترنت بأكثر من الضعف في المملكة المتحدة، وارتفع بنسبة 54% في أمريكا بين النصف الأول من عام 2018 والفترة نفسها من العام الحاليّ.
كما ازداد الطلب بشكل خاصّ على صناعة الأحذية في ظلّ رغبة مزيد من الأمريكيين في ارتداء أحذية رياضية خالية من جلود الحيوانات لأسباب بيئية. وكذلك تحوّلت صناعة السيارات من استخدام الجِلْد الأصلي إلى الجِلْد الصناعي.
ومن المتوقَّع أن يؤدّي استخدام الأحذية وصناعة السيارات للجلود الصناعية إلى زيادة معدّلات نموّ الطلب العالمي عليها بنسبة 7%، بحيث تصل إلى 45 مليار دولار في عام 2025، وفقًا لبحث "غراند فيو ريسيرش"، في حين قُدِّرَت المبيعات العالمية للجلود التقليدية بمبلغ 95.4 مليار دولار في عام 2018.
هل الجلود النباتية أرخص؟
تُعتبر البدائل القائمة على البلاستيك أرخص بشكل عامّ، كما أنّ صيانتها أسهل، وهو سبب رئيسيّ في اهتمام مُصنِّعي السيارات بها.
ومع ذلك إذا كنا سنتحدث عن الجلد النباتي العضوي (المصنوع من الموادّ العضوية مثل أوراق الأناناس)، فهو أغلى من نظيره البلاستيكي، على الرغم من أنه يبقى أرخص من الجِلْد التقليدي. وتوجد أيضًا مسألة المتانة، إذ يتميز الجِلْد النباتي بكونه أرقّ بكثير من الجِلْد الحقيقي ومِن ثَمّ يمكن أن يدوم لسنوات.
وإذا كان الحديث عن البيئة، فالجلود النباتية العضوية مثالية بشكل مذهل، حيث يمكن تحويل الجلود مثل "بايناتكس" (المصنوعة من أوراق الأناناس) و"آبييل" (المصنوعة من قشر التفاح) إلى سماد أو غاز حيويّ.
لماذا يرغب الناس بالتخلص من استخدام الجلد الحيواني والاصطناعي؟
يعاب على الجلد الأصلي استخدامه للموادّ الكيميائية السامّة في عملية الدباغة، بالإضافة إلى أنّ الأبقار تُعتبر من أكبر مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة وتتطلب كمّيات كبيرة من الأعلاف والأراضي والمياه.
ومن ناحية أخرى، غالبًا ما يستخدم الجِلْدُ الاصطناعي البترولَ في مرحلةٍ ما في تصنيعه، في حين يمكن القول إنّ الجلود التقليدية هي مجرّد مُنتَج ثانويّ لإنتاج الألبان واللحوم، التي قد تذهب إلى النفايات إذا لم تُصنَّع.
لذلك فإن صناعة الجلد الحيواني تُواجِه بعض الضعف بسبب بعض المستهلِكين، إذ أدّى الطلب القياسي على لحوم الأبقار الأمريكية إلى زيادة المعروض من جلود الحيوانات، ما يعني أنّ كثيرًا من المنتجات ستتحول إلى قمامة، حتى إنّ البعض يتجه إلى مدافن النفايات، ما يصفه كثير من العاملين في تلك الصناعة بأنه "أمر لا يمكن تصوُّره". ومن ناحية أخرى، هذه الصناعة عُرضة للتحوُّل إلى نفايات لأنّ كثيرًا من الجلود لا ترقى إلى المستوى المطلوب للتصنيع بسبب العيوب التي تشوبها.