بعد سنوات طويلة من الظلام... أحياء حلب تحصل على محولات لتصلها الكهرباء الحكومية

أعلن وزير الكهرباء السوري "غسان الزامل" أن 150 محوّلة من مقاسات مختلفة ستصل لحلب تباعاً حتى نهاية العام. حيث ستسهم في إعادة الكهرباء لعدد من المناطق التي لم تصلها الكهرباء منذ أكثر من 6 سنوات وأهمها مناطق صلاح الدين والشعار والشيخ خضر وكرم القاطرجي والمشاطية والبلاط والشيخ مقصود وباب النيرب.

وأكد الوزير، في حديثه لصحيفة "الوطن"، إتمام نقل وإيصال 50 محولة لهذه الأحياء، على أن يتم توريد بقية المحولات التي تم تخصيصها لحلب تباعاً حتى نهاية العام الجاري.

وضع الكهرباء والأمبيرات في حلب:

ادعى "الزامل" أن حلب تسجل حالة تحسن واضحة في الكهرباء ومعظم برامج التقنين أصبحت ساعتين (تغذية) مقابل أربع ساعات (قطع) بعد أن كانت تصل ساعات التقنين لأكثر من 12 ساعة في العديد من المناطق.

وأكد على التوازي تم إعفاء مختلف المناطق والتجمعات الصناعية من التقنين بما فيها مدينة الشيخ نجار. وذلك عبر تأمين خطوط معفاة من التقنين للمنشآت الصناعية على مدار أيام الأسبوع من دون انقطاع، بما يسمح في تعزيز حركة الإنتاج وتشغيل كامل الطاقات الصناعية المتاحة في المعامل والمنشآت الصناعية.

بالحديث عن ظاهرة الأمبيرات ومصيرها في المدينة، فقد ذكر مصدر في شركة كهرباء حلب أنه مع تحسن واقع الكهرباء سينخفض الطلب على الأمبيرات. مؤكدًا أنه في العموم هذه الظاهرة (الأمبيرات) مخالفة وشركة الكهرباء غير معنية بها ولا تتدخل في ذلك لكونها خارج مهامها.

وأكد المصدر من شركة الكهرباء إدراكه كيف يتم استغلال حاجة الناس للطاقة الكهربائية عبر بيعهم هذه الأمبيرات بأسعار مرتفعة، علمًا أنها لا تسمح بتشغيل أكثر من الإنارة المنزلية وشاشة التلفاز من دون القدرة على تشغيل بقية التجهيزات الكهربائية مثل البراد والغسالة وغيرها. وفي حال رغبة المستهلك بتشغيل كهرباء المنزل كاملة عبر الأمبيرات، سيحتاج أسبوعياً لشراء أكثر من أمبير وفي المحصلة هي مسألة عالية الكلفة وغير قانونية وتترافق مع حالة إزعاج وضجيج أثناء عمليات تشغيل المولدات في الأحياء السكنية والصناعية وغيرها.

صيانة وترميم:

بيّن المصدر أن هناك حالة صيانة وترميم تعمل عليها شركة كهرباء حلب جراء تعرض أجزاء واسعة من الشبكة الكهربائية للضرر والخراب خلال السنوات الماضية.

وكانت مذكرة في وزارة الكهرباء أظهرت الضرر والتخريب الذي لحق في شبكات التوتر العالي والمنخفض، وأن أجزاء شبكة التوتر العالي من محطات التحويل وخطوط التوتر العالي تعرضت لأضرار جسيمة من تدمير ونهب. وكذلك سرقة المواد من حديد الأبراج وأمراس الألمنيوم والأهم نحاس ملفات المحولات الرئيسية والكابلات الأرضية.

وفي هذا الصدد يقدر الخبراء أن إعادة وضع الكهرباء من الناحية الفنية ومن ناحية سلامة التمديدات والمحطات إلى مستوى ما قبل الحرب، هو أمر مستحيل تطبيقه على أرض الواقع. والسبب يعود للتكاليف الباهظة للغاية، والأضرار الجسيمة الواصلة في كثير من الأحيان إلى درجة يتعذر فيها تطبيق أي إصلاح، إذ لا يمكن إلا استبدال المنظومة بالكامل.

ويجدر بالذكر أن وضع شبكة الكهرباء السورية كان تعيسًا حتى قبل الحرب. وقد أشارت تقارير سابقة إلى أن الكثير من المحطات الحرارية كانت تخدم مع انتهاء عمرها الافتراضي، وكثير من التمديدات والشبكات كانت ضعيفة للغاية وتتعرض لأعطال مستمرة.