للراغبين بشراء أو بيع الذهب... 3 قرارات رئيسية ينبغي ترقبها خلال الأيام القادمة
تباينت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الأربعاء بشكل واضح، حيث استهلت الجلسة بخسائر ظاهرة واقترب من قاع 11 شهرًا. ثم ارتفعت تدريجيا لتستقر الآن عند مستويات سالبة طفيفة، في نفس الوقت الذي تهبط فيه عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 و30 عاما.
لماذا بدأ الذهب تعاملات اليوم منخفضا؟
تعرض المعدن النفيس لضغوط قوية في بداية اليوم، حيث يدرس البنك المركزي الأوروبي الآن رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس باجتماعه الخميس القادم، أي ضعف توقعات الأسواق، مما دفع اليورو للأعلى محققا أكبر مكاسبه منذ شهر، وضغط على سعر الذهب أمام الأصول المسعرة باليورو.
وقد ساهم أيضا في انخفاض سعر الذهب اليوم ارتفاع أصول المخاطرة في الولايات المتحدة، حيث قفزت الأسهم الأمريكية بعد صدور تقارير الأرباح القوية التي دفعت وول ستريت قدما.
ومع ترقب عدة اجتماعات أخرى لبنوك مركزية هامة هذا الأسبوع والذي يليه، فإن الذهب يقع تحت ضغوط مشددة ويتداول في نطاق ضيق، مائل نحو الهبوط بسبب ارتفاع شهية المخاطرة اليوم.
ما المؤثرات التي يجب أن ننتبه لها عند بيع أو شراء الذهب في هذه الفترة؟
المؤثر الأول والأهم هو نسب الفائدة في أمريكا، حيث يؤكد اثنان من أهم أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، على أن قرار رفع الفائدة باجتماع البنك القادم في الأسبوع المقبل ما يزال بمقدار 75 نقطة مئوية فقط، ليس 100 نقطة كما تتوقع الأسواق، مما قد يؤثر إيجابًا على سعر الذهب. وسيتوضح ذلك في 26 و27 من الشهر الحالي.
أما القرار الثاني والثالث فهو اجتماع كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان يوم الخميس، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعلن المركزي الأوروبي زيادة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس.
وأخيرًا، فيتأثر الذهب بتوجهات السياسة النقدية بعيدة الأمد وحركة الدولار. حيث صرح المحلل المخضرم "إدوارد مويا" لوكالة "بلومبيرج" أنه: "قد لا يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسة بقوة كما كانت تفكر الأسواق في البداية، لكن دورة رفع أسعار الفائدة يمكن أن تستمر حتى أوائل العام المقبل". مما قد يعني أخبارًا إيجابية للذهب على المنظور المتوسط والبعيد.
لكن الخبير أضاف: "الدولار يضعف لبدء أسبوع التداول، ولكنه لم يصل إلى قمته السعرية بعد، مما يعني أن الذهب قد يواجه صعوبة في التحرك فوق مستوى 1750 دولارًا".
الجدير بالذكر أنه فعليًا يُنظر إلى الذهب كوسيلة للتحوط في وجه التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة ترفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر، فيتوجه الناس للدولار كالملاذ الآمن الثاني الذي يدر عائدًا أكبر.