6 مواقف لا تصدق لجيوش أنهت معاركًا بتكلفة مالية صفرية عبر حيل ذكية على مر التاريخ
لطالما كانت الجيوش والدول والممالك على مر التاريخ ترصد الأموال الطائلة من أجل التسليح، ويصل الأمر إلى أن بعض الدول تخسر اقتصادها وتنهار ماليًا حتى لو فازت الحرب. وتفضل بعض الحكومات أن تركز على الإنفاق العسكري حتى على حساب رفاهية وسلامة شعبها (كوريا الشمالية مثلًا).
في المقابل، فإن الأموال الطائلة التي تهدر على تجهيز الجيوش، تكون أحيانًا بلا فائدة وعاجزة تمامًا أمام الاستراتيجيات العسكرية الماكرة. ويظهر لنا التاريخ مواقفًا عديدة لحروب أو معارك حُسمت لصالح الطرف الأذكى بدون أن يضطر لتكبد النفقات الهائلة التي تتطلبها الحروب، وبفضل تكتيكات ذكية بشكل لا يصدق، أهمها:
أولًا: عبقرية خالد بن الوليد في معركتي مؤتة واليرموك
يعتبر "خالد بن الوليد" رضي الله عنه هو الأب الروحي والمؤسس لأحد أهم الاستراتيجيات العسكرية على مرة التاريخ، وهي استراتيجية الهجوم العسكري غير المباشر التي تحدث عنها المؤلف الإنجليزي الشهير "ليدل هارت".
عبقرية "بن الوليد" لم تكن في تقسيم الجيوش لأول مرة إلى ميمنة وميسرة وقلب فحسب، بل كانت في بدء استراتيجية الهجوم غير المباشر كنمط لترتيب وتحضير الجيوش والخطط وفي إدارة القتال بل وفي تحديد أهداف القتال.
في معركة مؤتة كانت قوات المسلمين مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة "زيد بن حارثة". وعندما نزل هذا الجيش في معان، كان "هرقل" قد أقام معسكره في مآب، ومعه جيش من الروم تعداده مائة ألف مقاتل مع مائة ألف من قبائل لخم وجذام والقين وبهراء، وتقدم جيش المسلمين من معان إلى مؤتة والتقى الفريقان قرب مؤتة حيث قاتل المسلمون حتى قتل "زيد بن حارثة" ثم قتل "جعفر بن أبي طالب" وقتل "عبد الله بن رواحة" وتسلم خالد بن الوليد القيادة.
درس خالد الموقف فوجد أن أحسن السبل هو الانسحاب، وتحت ستار الليل تمكن من تغيير ترتيب الجيش فنقل الميسرة إلى الميمنة والميمنة إلى الميسرة، ووضع المقدمة مكان المؤخرة والمؤخرة محل المقدمة، ووضع خلف الجيش مجموعة من الجنود يثيرون الغبار ويحدثون جلبة عند طلوع الصباح. وتمكن بذلك من خداع الروم والغساسنة وأمن الانسحاب.
ارتبك الروم للغاية ولم يفهموا ما يحدث، وخافوا من اللحاق به خشيةً من الوقوع فيما يبدو وكأنه كمين واضح. وانتهى الأمر بأن تمكن "خالد بن الوليد" أن يخدع جيشا أكبر منه بثمانين مرة، وينسحب انسحابا استراتيجيا رائعا.
في معركةٍ أخرى، أمام حصون اليرموك، تمكن "خالد بن الوليد" من القيام بحركة بارعة نجح خلالها في فصل مشاة الروم عن خيالتهم، وذلك من خلال إفساح الطريق للخيل كي تفر أمام ضغط المسلمين فعاد مشاة الروم إلى خنادقهم وهم محرومون من دعم الخيالة.
ثم التف عليهم المسلمون فولوا هاربين إلى وادي الرقاد أو هوة الواقوصة. وهكذا تم الهجوم غير المباشر الاستراتيجي والتكتيكي وكانت هذه المعركة حاسمة في التاريخ إذ فتحت أبواب سوريا أمام الزحف الإسلامي.
ثانيًا: جيش الأشباح في الحرب العالمية الثانية
هو خداع تكتيكي استخدمه جيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية لخداع جيش هتلر والمعروف رسمياً باسم القوات الخاصة بالمقر الثالث والعشرين.
هذه الفرقة المكونة من 1100 شخص أسست جيوشاً وهمية باستخدام حيل فنية بسيطة مثل الأجهزة اللاسلكية والدبابات المطاطية ومكبرات الصوت ليظهروا وكأنهم حوالي 30 ألف جندي. حيث ظهرت هذه الفرق وكأن القوات تتحرك وتنتشر لخداع العدو.
ثالثًا: تكتيك شجرة الكريسماس
لجأ الجيش الكولومبي إلى هذا التكتيك في موسم أعياد الميلاد في عام 2010 وذلك أثناء حرب العصابات. حيث زينت القوات الأشجار في الأدغال إذ كان من المعروف أن قوات حرب العصابات تتحرك.
وباستخدام جهاز استشعار الحركة فإن الأضواء على هذه الأشجار تنشط وتضيء لافتة تقول "إذا كان عيد الميلاد يأتي إلى الغابة فيمكنك أنت أيضاً العودة إلى المنزل".
تلك الاستراتيجية أسهمت في استسلام حوالي 300 من رجال العصابات أي حوالي 5% من إجمالي قوتهم.
رابعًا: خديعة موت الملك هارلد الثالث
اشتهر الملك النرويجي بانتصاراته في عدد كبير من المعارك، لكن أحدها كان بواسطة تكتيك غاية في السهولة والذكاء في الوقت نفسه.
استخدم "هارلد" تلك الخدعة خلال حملته في صقلية عندما وصل إلى مدينة محصنة بشكل جيد، وهنا بدأت الشائعات تنتشر بأن الملك مريض ثم أخيراً تم إعلان وفاته.
ومع ذلك أكد جنوده أن أمنيته الأخيرة كانت أن يدفن على أرض الكنيسة أي داخل المدينة التي فتحت أبوابها أمام النعش الذي كان الملك يقبع بداخله لكنه كان لا يزال على قيد الحياة... وبمجرد دخول النعش استخدمه الجنود لإغلاق البوابات ومن ثم السيطرة على المدينة.
خامسًا: معركة الفارما
هي المعركة التي سهلت احتلال بلاد فارس لمصر قبل آلاف السنوات، إذ لجأ الفرس بقيادة ملكهم "قمبيز" حيلة ذكية لتسهيل مهمته وهي استخدام القطط كدروع له.
كان "قمبيز" على دراية بمدى تقديس المصريين القدماء للقطط واعتبارها تمثيلاً أرضياً للآلهة، ولذلك استخدمهم في مقدمة جيشه حتى لا يهاجمه المصريين الذين كان لا يجرؤون على إيذائها خشية من غضب الآلهة. وبالفعل تمكنت قوات بلاد فارس من الفوز في المعركة.
سادسًا: مدفع كويكر
هو تكتيك دفاعي تم استخدامه في الحروب خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وعلى الرغم أنه مجرد قطعة خشبية فإنه كان يتم طلائها باللون الأسود لتبدو وكأنها سلاح ويتم خداع العدو.
وهدد العسكري الأميركي "ويليام واشنطن" أعداءه في أحد المعارك باستخدام هذا السلاح الوهمي المخيف، فاستسلموا له جميعاً.