روسيا تطالب الشركات الهندية بتسديد ثمن النفط بالدرهم الإماراتي بدلًا عن الدولار

طالبت روسيا عملاءها الهنود بتسديد مدفوعات صادرات النفط بالدرهم الإماراتي بدلًا عن الدولار. وذلك في الوقت الذي تحاول فيه موسكو تجنب الدولار لتحصين نفسها من آثار العقوبات الغربية.

وقد قامت شركتان هنديتان على الأقل فعلًا بتسديد بعض مدفوعات النفط الروسي بالدرهم، بحسب ما نقلته "رويترز" عن مصادر لم تسمها. وأكدت أن المزيد من هذه المدفوعات ستُسدّد بالدرهم الإماراتي في الأيام المقبلة.

وأظهرت فاتورة شراء أوردتها الوكالة وتحدثت عنها "فوربس" أيضًا، قبول الدولار كعملة دفع مقابل التوريد إلى مصفاة واحدة، وأن باقي المدفوعات مطلوب أن تسدد إلى غازبروم بنك عبر بنك المشرق، بنك المراسلة في دبي، بالدرهم حصرًا.

وذكرت المصادر أن الشركات التجارية التي تتعامل معها شركة "روسنفت" الروسية بدأت في طلب السداد المعادَل بالدولار بعملة الدرهم الإماراتي هذا الشهر. (أي أن يتم سداد ما يعادل المبلغ المطلوب لكن بالدرهم بدلًا عن الدولار).

وتضخّ شركة "روسنفت" الروسية النفط الخام من خلال شركات تجارية منها "إيفرست إنرجي" و "كورال إنرجي" إلى الهند التي هي الآن ثاني أكبر مشترٍ للنفط بعد الصين.

لماذا تخاطر الهند بالتعامل مع الروس وإزعاج الغرب؟

تعرّضت روسيا لسلسلة من العقوبات من الولايات المتحدة وحلفائها بسبب حربها في أوكرانيا منذ أواخر فبراير/شباط الماضي. إذ دفعت العقوبات الغربية العديد من مستوردي النفط إلى الابتعاد عن موسكو، مما دفع أسعار الخام الروسي في المعاملات الفورية إلى تسجيل انخفاضات قياسية مقارنة بالأصناف الأخرى.

أتاح ذلك لمصافي النفط الهندية، التي نادرًا ما كانت تشتري النفط الروسي بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، فرصة لاقتناص الصادرات بخصومات كبيرة مقارنة بمزيج برنت وخامات الشرق الأوسط.

وهكذا فقد حلّت موسكو محل السعودية بوصفها ثاني أكبر مورد للنفط للهند بعد العراق للشهر الثاني على التوالي في يونيو/ حزيران.

وكان وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" قد قال في أبريل/ نيسان إن بلاده تريد زيادة استخدامها للعملات غير الغربية في التجارة مع دول مثل الهند. كما قال الشهر الماضي إن موسكو قد تبدأ في شراء عملات الدول "الصديقة" بوصفها وسيلة لمواجهة المكاسب الحادة للروبل.

يأتي ذلك بينما ترفض الإمارات، التي تسعى للحفاظ على موقفها المحايد، المشاركة في العقوبات على موسكو.

حالة القوة القاهرة... إجراء انتقامي:

في غضون ذلك، أبلغت شركة غازبروم الروسية عملاءها في أوروبا أنها لا يمكنها ضمان إمدادات الغاز بسبب ظروف "استثنائية"، وهو ما يزيد المخاطر وسط إجراءات اقتصادية انتقامية بين موسكو والغرب بسبب الأزمة الروسية.

وقالت رسالة الشركة الروسية المؤرّخة في 14 يوليو/ تموز إن المحتكر الحكومي للغاز في روسيا يعلن عن حالة القوة القاهرة بشأن الإمدادات بدءًا من 14 يونيو/حزيران. بحسب رويترز.

وقد كانت شركة "يونيبر" الألمانية للمرافق، أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا، من بين العملاء الذين قالوا إنهم تلقوا رسالة، ورفضت رسميًا ذلك المطلب قائلة إنه غير مبرر.

وقالت "آر دبليو إي"، أكبر منتج للكهرباء في ألمانيا ومستورد آخر للغاز الروسي، أيضا إنها تلقت إخطارًا بالقوة القاهرة.

وقال مصدر تجاري، إن القوة القاهرة تتعلق بإمدادات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 وهو طريق إمداد رئيسي إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى، بحسب رويترز.

والتدفقات خلال خط الأنابيب متوقفة بسبب صيانة سنوية لخط الأنابيب بدأت في 11 يوليو/ تموز، ومن المقرر أن تنتهي الخميس.

وتخشى أوروبا أن موسكو قد تبقي نورد ستريم 1 متوقفًا عن العمل انتقامًا من عقوبات فُرضت على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وهو ما يبرز أزمة طاقة تخاطر بدفع المنطقة إلى الركود.