التضخم يصل إلى أرقام غير مسبوقة منذ القرن الماضي في 8 دول كبرى حول العالم
كان من المحتوم أن عاصفة التضخم ستهب على اقتصادات العالم بعد حزم التحفيز الضخمة التي ضختها الدول الكبرى في الأسواق، وعلى هذا الأساس وضعت البنوك المركزية خططها وحاك مسؤولو الاقتصاد في كل واحدة من دول العالم سياساتهم. لكن الأمر الوحيد الذي لم يكن بالحسبان أن الاقتصادات المنهكة التي ودعت بالكاد أيام الجائحة العصيبة، استقبلت مشاكلًا أخرى لا تعد ولا تحصى، أهمها الحرب الأوكرانية وأزمات سلاسل الإمداد.
نتيجةً لذلك تورطت دول ضخمة وعريقة بنسب تضخم "كارثية" لم يكن لها مثيل في القرن الحالي، ليحطم التضخم أرقامًا قياسية ويصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ القرن الماضي.
أولًا: إيطاليا... أعلى نسبة تضخم منذ 1986
ارتفع معدل التضخم السنوي في إيطاليا إلى 8% في يونيو/ حزيران الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أن سجل 8.2% في يناير/ كانون الثاني عام 1986.
وذكرت وكالة الإحصاء الإيطالية "إستات" في تقرير حديث أن الطاقة كانت وراء ارتفاع الأسعار، حيث ارتفعت بنسبة 48.7% على أساس سنوي في يونيو/ حزيران، مقارنة بـ 42.6% في مايو/ أيار.
وأشارت إلى أن مؤشر عربة تسوق السلع التي يجرى شراؤها بشكل متكرر، مثل المواد الغذائية والسلع المنزلية، ارتفع بنسبة 8.2% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى منذ يناير 1986.
ثانيًا: إسبانيا... التضخم الأعلى منذ 1985
ارتفع معدل التضخم في إسبانيا الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 37 عاما. وأوضح مكتب الإحصاء الإسباني، في بيان له، أن ذلك يعد أعلى مستوى في معدل التضخم منذ شهر إبريل/نيسان عام 1985، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين على أساس شهري بأسرع وتيرة بلغت 9.1% الشهر الماضي، بعد زيادة بنسبة 8.0% في الشهر الذي سبقه.
وأضاف البيان أن تكاليف النقل فقط ارتفعت بنسبة 2.19% على أساس سنوي بسبب ارتفاع أسعار الوقود، كما ارتفعت أسعار الأغذية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 9.12%، ما يعد أكبر زيادة سنوية منذ بدء تسجيل الإحصاءات في شهر يناير/ كانون الثاني عام 1994.
ثالثًا: الولايات المتحدة... التضخم الأعلى منذ 1981
ارتفع معدل التضخّم في الولايات المتحدة إلى 9.1% في يونيو/ حزيران، مدفوعاً بارتفاع كبير في أسعار البنزين.
والزيادة المسجّلة في مؤشر أسعار المستهلك هي الأسرع وتيرة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1981، وفق بيانات وزارة العمل. وساهمت الطاقة بنصف الزيادة الشهرية، إذ قفز البنزين بنسبة 11.2% في يونيو/ حزيران، و59.9% خلال الأشهر الـ12 الأخيرة. وبالإجمال، شهدت أسعار الطاقة أكبر زيادة سنوية في التاريخ منذ إبريل/ نيسان 1980.
رابعًا: فرنسا... أعلى تضخم منذ 1997
أظهرت أحدث بيانات مكتب الإحصاء الفرنسي ارتفاع معدل التضخم إلى مستوى قياسي جديد خلال يونيو/ حزيران الماضي، ويعد هذا أعلى مستوى للتضخم منذ بدء تسجيل البيانات عام 1997، فيما يعتبر ارتفاع أسعار الطاقة المسبب الرئيسي لارتفاع معدلات التضخم الفرنسية.
وارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 5.8% في يونيو/ حزيران الماضي مقارنة بـ5.2% في مايو/ أيار، ويرجع ارتفاع معدل التضخم بصورة كبيرة إلى ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 33.1%.
خامسًا: بريطانيا... أعلى تضخم منذ 1989
سجل معدل التضخم في المملكة المتحدة ارتفاعاً جديداً بلغ 9.1% على أساس سنوي منذ 40 عاماً. إذ بلغ معدل التضخم في المملكة المتحدة 9.1% على أساس سنوي في مايو/ أيار، مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، ما ساهم في تعميق أزمة تكلفة المعيشة في البلاد.
وجاء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 9.1% متماشياً مع توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته رويترز، وأعلى قليلاً من الزيادة البالغة 9% المسجلة في إبريل/ نيسان، مسجلة أكبر ارتفاع سنوي منذ بدء التسجيلات في عام 1989.
سادسًا: كندا... الأعلى منذ 1982
يتوقع بنك كندا أن يرتفع معدل التضخم "قليلا" عن 8%، بمجرد صدور بيانات شهر يونيو/ حزيران في الأسبوع المقبل، وأن يظل في هذا النطاق بضعة أشهر أخرى، حسب ما قال محافظ البنك.
وقد بلغ التضخم الكندي 7.7% في مايو/ أيار، وهو أعلى مستوى منذ يناير 1983. ويتوقع المحللون الذين استطلعت رويترز آراءهم أن يصل التضخم في يونيو/ حزيران إلى 8.3%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1982.
سابعًا: بولندا... الأعلى منذ 1997
سيرفع البنك المركزي البولندي تكلفة الائتمان في اجتماعه المقبل لتحديد سعر الفائدة في سبتمبر/ أيلول، حسب ما نقل عن عضو مجلس السياسة النقدية "لودفيك كوتيكي"، حيث حذر من أن البلاد تتجه إلى "التضخم المصحوب بركود اقتصادي".
مخاوف من تباطؤ النمو تعني أن البنك المركزي رفع أسعار الفائدة أقل من المتوقع في يوليو/ تموز، وأشار إلى أنه يقترب من نهاية دورة التضييق، لكن مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى منذ 1997، يرى الاقتصاديون أن المزيد من الزيادات أمر لا مفر منه.
بلغ التضخم في بولندا 15.6% في يونيو/ حزيران، وحذر "كوتيكي" من أنه قد يرتفع أكثر نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة. وقال: "في موعد أقصاه بداية العام، سنواجه زيادات قوية للغاية في أسعار الكهرباء والغاز، والتي قد يُقلّل من شأنها في توقعات التضخم. وهذا من شأنه أن يشير إلى أن التضخم في يناير قد يقفز فوق 20%".
ثامنًا: كوريا الجنوبية.... الأعلى منذ 1998
رفع البنك المركزي في كوريا الجنوبية سعر الفائدة في سياسته بنصف نقطة، يوم الأربعاء، بهدف سحب التضخم من أعلى مستوياته منذ 1998 مع ارتفاع الخوف من تباطؤ اقتصادي حاد مع تعثر نشاط الأعمال.
على الرغم من أن نسبة التضخم البالغة 6% دفعت إلى اتخاذ إجراءات، إلا أن معدل السياسة، الذي شوهد على نطاق واسع يصل إلى ذروته بنهاية العام عند 2.75%، أي أعلى بخمس مرات مما كان عليه في بداية جائحة COVID-19 منذ أكثر من عامين، من شأنه أن يزيد الضغط على المستهلكين الأكثر مديونية في العالم الذين يتنافسون أيضًا مع معدلات الرهن العقاري عند أعلى مستوياتها في تسع سنوات.