أوكرانيا تبيع ذهبًا بأكثر من 12 مليار دولار لإطعام شعبها والموقف الأوروبي من حربهم يتزعزع

كشفت نائبة محافظ البنك المركزي الأوكراني أن البنك باع بما يساوي 12.4 مليار دولار من احتياطيات الذهب منذ بداية الحرب في البلاد في 24 فبراير/ شباط.

وصرّحت النائبة "كاترينا روزكوفا" للتلفزيون الرسمي قائلةً: "نبيع (هذا الذهب) حتى يتمكن مستوردونا من شراء السلع الأساسية للبلاد". وأضافت أنه لم يتم بيع الذهب لدعم عملة أوكرانيا الهريفنيا.

حكومةً وشعبًا... أوكرانيا في موقف لا تحسد عليه:

في هذه الأثناء، تتوالى التصريحات الأوروبية التي تعتبرها كييف تغيرا في المواقف بعد ما يقارب 5 أشهر على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وآخر هذه التصريحات، ما أعلن عنه الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرغ"، حين قال إن الحلف يركز على مساعدة أوكرانيا عسكريا وليس على انضمامها له.

وأضاف "ستولتنبرغ" خلال اجتماع مشترك للجنتي الدفاع والخارجية في البرلمان الأوروبي: "تتركز الجهود الآن على مساعدة أوكرانيا في الحفاظ على استقلالها، فهذا هو الشيء الرئيسي، وليس عضوية الناتو".

وعبرت الحكومة الأوكرانية مؤخرا عن غضبها من خلال تصريحات وزير المالية الأوكراني، الذي أعلن منذ أيام عن عدم وجود توافق بين الدول الأوروبية بشأن حزمة مساعدات لأوكرانيا قيمتها 9 مليارات يورو.

واتهم الوزير خلال تصريحاته للإعلام الإيطالي، الألمان، بمنع تخصيص حزمة مساعدات بقيمة 9 مليارات يورو لأوكرانيا، حيث تعارض أوروبا تمويلها من الديون الأوروبية المشتركة.

الموقف الألماني متردد منذ البداية:

منذ بدء العمليات العسكرية، اصطفت معظم الدول الأوروبية إلى جانب كييف، داعمة إياها بالسلاح والعتاد، إلا أن الموقف الألماني كان محل انتقادات منذ بدء الأزمة.

وبهذا الخصوص يقول "آصف ملحم"، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات: "برلين من أكثر الدول تفهما لموسكو نظرا لعدة أسباب، تعود للتقارب الاقتصادي والثقافي، الذي ساعد في بنائه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل".

وأكد "ملحم"، خلال تصريحاته لوكالة أنباء عربية شهيرة، أن الملف الاقتصادي وحده كفيل بتردد ألمانيا، فثلث الغاز الروسي الذي يصل إلى القارة العجوز تستحوذ عليه برلين فقط.

في السياق ذاته، قال الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية "ديميتري فيكتوروفيتش": "مارست كييف ومعها لندن منذ بداية العملية الروسية جميع الضغوط على ألمانيا للوصول إلى موقف أوروبي موحد حتى لو كان ذلك ظاهريا فقط".

وأضاف في حديثه للوكالة ذاتها أن ألمانيا "تميل دائما إلى سياسة المنتصف أي عدم التورط بشكل صريح في أي أزمة تؤثر عليها اقتصاديا".

وقد توقعت أوكرانيا في بداية الأمر أن يخوض الناتو المعركة نيابة عنها ويتم حشد الجيوش لكييف، وهذا لم ولن يحدث، فأوروبا تدرك جيدا أن هذا يعني حربا عالمية ثالثة، وفقًا لرأي الأكاديمي الروسي.

وتخشى أوروبا من الانقطاع الكامل لإمدادات الغاز الروسي، بعد توقف خط أنابيب "نورد ستريم 1" للصيانة في 11 يوليو الجاري، لمدة 10 أيام.

ويعتبر "نورد ستريم 1" أكبر طريق منفرد للغاز الروسي، ويصل مباشرة إلى ألمانيا، عبر بحر البلطيق، حيث يجلب 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.