لماذا نفشل في مشاريعنا التجارية؟ إليكم الإجابة من تجارب رواد أعمال كبار

غالبًا ما يكون الفشل هو مصير أغلب المشاريع التجارية الناشئة، وهذا أمر منطقي ومتوقع، بسبب شدة المنافسة والتنوع الكبير والنظام الاقتصادي الذي تفرضه الرأسمالية الغالبة على العالم، والذي يجعل من الأسواق تسير على مبدأ أن الأقوى يلتهم ويسحق الضعيف.

لكن كل ذلك ليس تبريرًا للفشل ولا يعني أن عليك الاستسلام، فكثيرًا ما تكون التجربة والخبرة التي تكتسبها بعد الفشل هي أثمن وأغلى ما قد تمتلكه. ولأن الحصول على الخبرة والتجربة ليس بالأمر السهل، فمن المفيد الاطلاع على خبرات وتجارب الآخرين، وهذا ما سنقوم به فيما يلي:

الاعتقاد الخاطئ أنك تمتلك الخبرة الكافية ولا تحتاج لتعلم المزيد:

قال "دانيال ناثراث" المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Ada Health، عندما أسسنا Ada كانت لدي بالفعل خبرة كبيرة في الأعمال التجارية وريادة الأعمال، وكنت واثقًا من أن هذه المهارات والخبرات يمكن نقلها بسهولة إلى قطاع الرعاية الصحية.

وأضاف "ناثراث" أنه وجد صناعة الرعاية الصحية لا تشبه أي صناعة أخرى، حيث كان يعتقد أنه يمكن دخول مجال الرعاية الصحية بنفس نهج التحول والابتكار السريع الذي قام بتجربته في القطاعات الأخرى. ثم صُدم الرجل بأن ذلك لم يكن النهج الصحيح في هذه الصناعة.

وأشار "ناثراث" أنه كان لديه مؤسسان رائعان يتمتعان بخلفيات طبية وعلمية، ومن خلال العمل معًا والاستماع إلى وجهات النظر والتجارب المختلفة لهم، تمكنا من تحقيق توازن بين الابتكار والدقة.

وعلق "ناثراث"على هذه التجربة قائلًا: "أعتقد أن الدرس الأكثر أهمية الذي تعلمته هو يجب ألا أتوقف عن التعلم أبدًا، ولا أتوقف عن الاستماع أبدًا، لأن لا أحد بالتأكيد يملك كل الإجابات."

العمل الجماعي:

ينصحنا "قاسم الفلاحي"، وهو الرئيس التنفيذي لشركة Avanci قائلًا: "في أي عمل تجاري، يعتمد النجاح على عمل المنظمة معًا لتحقيق الأهداف المشتركة، وبالنسبة إلى الشركة الناشئة، يعد العمل الجماعي أمرًا حيويًا، وللمؤسس دور محوري في بناء ثقافة الشركة".

وأضاف "الفلاحي" أن السماح لأعضاء الفريق بمواصلة العمل على خلاف مع قيم العمل الجماعي يهدد بتقويض التزام المنظمة بأكملها، وفي هذه الحالة يجب القيام بإجراء لتجنب هذا الخطر.

تعلم أن تحب التغيير وتتقبله:

يبذل المرء الغالي والنفيس حتى يصل بعمله إلى نموذج روتيني معين يمكّنه من الاستمرار على نسق واحد محققًا عائدًا ماليًا يوافق حساباته وتوقعاته.

حتى تاجر الألبسة العريق تجده يميل إلى أصناف معينة من القماش التي وثق بها واشتهر باستخدامها، وصاحب المطعم الشهير يستمر على وصفة معينة عرف أن الناس يحبونها... هذه الروتينية هي أمر محبب ومطلوب بالنسبة لجميع التجار ورواد الأعمال لكنها قد تكون سمًا يقتل عملك وتجارتك ببطء وبدون أن تلحظ.

نتذكر جميعًا ما حصل مع شركة "نوكيا" العريقة والعملاقة؛ كيف بلغت عنان السماء ثم سقطت فجأةً واندثرت لتصبح أشبه بالصرح التاريخي أو بالذكرى التي يتخيل الناس أنها حدثت قبل زمان بعيد... خطأ نوكيا الوحيد كان رفض التغيير وعدم ركوب الموجة بالسرعة الكافية، كان خطئًا جسيمًا بما يكفي ليجعل "نوكيا" العظيمة تنهار.

وأخيرًا إذا أحببت النجاح بالفعل لا يجب عليك التماشي مع التغيير وجس نبض الأسواق باستمرار فحسب، بل يجب أن تكون أنت بنفسك صانع هذا التغيير.

أهمية توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب:

يتفق أغلب رواد الأعمال أن الفشل بانتظام العمل يأتي من تعيين الشخص الخطأ في الوظيفة أو عدم التفكير في العوامل الكلية المهمة التي تؤثر على عملك.

ينطبق هذا المفهوم بشكل مذهل على كافة الأعمال الصغيرة والمتوسطة والضخمة، فمهما كنت طموحًا ومهما كانت خططك محكمة، لن تنجح على الإطلاق بدون الحصول على المساعدة من موظف أو عامل مناسب ومخلص للعمل.

تذكر دائمًا: كما تنهار الأبنية المكلفة بسبب المهندس السيء، وتفشل الشركات الضخمة بسبب الموظف الفاسد، فقد ينتهي بعملك أو مشروعك يومًا ما بالحضيض لنفس السبب.

لا تعتقد أن "إيلون ماسك" أو "بيل جيتس" أو غيرهم قد جمعوا المليارات وبنوا الشركات الضخمة بجهودهم الشخصية فحسب، بل يقف وراءهم جيش من العباقرة والموظفين المخلصين الذين يقاتلون ويكابدون وراء الكواليس.