4 شروط كافية لنجاح أي مشروع ومنافسة الكبار حتى لو كنت غرًا في عالم التجارة والأعمال
على عكس الصورة النمطية التي يحملها البعض، فإن المشروع الناجح ليس بالضرورة أن يكون ابتكارًا فريدًا مولود من رحم فكرة عبقرية، فالمشاريع التقليدية أيضًا يمكن أن تحقق النجاح، بل دعنا نقول إن أغلب المشاريع التي اكتسبت شهرةً وبريقًا في عالم الأعمال كانت في الأصل نموذجًا محسنًا عن فكرة موجودة من قبل.
لكن ذلك لا يتعارض مع فكرة أن النجاح في أي مشروع يتطلب شروطًا يمكن تسميتها "أعمدة النجاح"، فإذا قمت ببناء مشروعك على هذه الأعمدة المتينة ستنجح وقد تنافس الكبار حتى لو كنت مبتدئًا أو غرًا في عالم الأعمال.
الشرط الأول: التغيير المنضبط والنفس الطويل
تخسر العديد من المشاريع وتنهار العديد من الأفكار النيرة التي كان من الممكن أن تدر ثروات على أصحابها، إما بسبب نقص الانضباط والمسؤولية، أو بسبب انعدام الصبر وتوقع الأرباح السريعة والازدهار المباشر.
ينبغي معرفة أن عالم المال والتجارة قد لا يحترم منطقك الشخصي، فحين ترى أنك فعلت اللازم للنجاح ولكسب العملاء ولا يحدث ذلك، يجب أن تهرع إلى ما نسميه "التغيير المنضبط".
التغير المنضبط أو المدروس يتطلب صبرًا جمًا ونفسًا طويلًا، ولا يحدث فجأة، فليس من المنطق أن تفاجئ السوق والعميل كل يوم بمنتج أو خدمة مختلفة. فالأمر يتعلق بمراقبة متأنية للسوق ومتطلباته والقيام بتغييرات جزئية وبطيئة وفقًا للحاجة.
أما عن التغيير المفاجئ والسريع، فإنه سيتسبب بكارثة... فقط فكر قليلًا بهذا المثال: إذا قمت بإعطاء جوال أيفون 13 لرجل عجوز معتاد على هاتف بأزرار، هل سيكون ممتنًا لك أم أنه سيشعر بأنك ورطته بجهاز عجيب لا يفهم استعماله؟!
الأسواق والمجتمعات هي تمامًا كهذا الرجل العجوز، فالناس معتادون على نمط منتجات وخدمات معين، ولن يكون من الحكمة أن تصدمهم بشيء خارج عن المألوف... قد تلفت النظر قليلًا، وقد تحقق نجاحًا باهرًا بضربة حظ، لكن ما هكذا تعمل الأمور.
الشرط الثاني: إدارة أموالك بفعالية
دائمًا ما تتعرض الشركات أو المؤسسات التجارية لضغط مستمر للحصول على المال المطلوب لدفع الرواتب والفواتير الأخرى، وهي تستطيع تجاوز هذه الضغوط من خلال مراقبة التدفق النقدي -الأموال الواردة والصادرة- كما تعمل أيضًا على التحكم في التكاليف وجمع الأموال المستحقة عليها.
إذًا إن كنت تتطلع إلى تحقيق النجاح في مشروعك التجاري فيجب عليك فهم الثقافة المالية وكيف يُمكن إدارتها بالشكل الصحيح، إضافة إلى أنك بحاجة إلى معرفة كيفية جمع المعلومات المالية التي تحتاجها لإدارة عملك بشكلٍ جيد.
بغض النظر إذا تعذر تعيين محاسب خاص لمتابعة هذه الأمور في البداية أم لا، إذا لم تتعلم أنت شخصيًا مبادئ وأساسيات التعامل مع الأموال، وأصول التمويل والاقتراض وما شابه، لا تنتظر إلا التورط بمشاكل على المدى البعيد أو القريب.
الشرط الثالث: إرضاء العمل
تُعتبر عملية إرضاء العملاء من أهم 4 أسرار عن المشاريع الناجحة، ونظرًا لأن العملاء جزء أساسي من العملية نفسها فدائمًا ما تحرص المؤسسات التجارية الناجحة على إرضائهم طوال الوقت، فقد يجذبون العملاء من خلال حملات إعلانية رائعة، لكنهم سيحتفظون بهم فقط من خلال توفير سلع أو خدمات عالية الجودة، إلى جانب توفير قنوات اتصال فعالة لتلقي الآراء والشكاوى وأيضًا الاستفسارات.
لذلك بصفتك صاحب عمل وترغب في الوصول إلى النجاح يجب عليك أن تعمل باستمرار على إرضاء العملاء والتواصل معهم، وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم بأعلى جودة ممكنة.
الشرط الرابع: تجنب الغموض واتباع رؤية واضحة للمستقبل
هناك مفتاح مهم آخر للأعمال التجارية الناجحة هو اتباع نهج واضح لرؤية ورسالة ريادة الأعمال الخاصة بك، ربما تقضي وقتًا في إنشاء لوحة رؤية أو بيان مهمة لعملك، أو ربما تنشئ عرضًا تقديميًا؛ حيث يمكنك تحديد العناصر الرئيسية لعملك، مثل: الخدمة الفريدة التي تقدمها أو البضائع التي تبيعها كجزء من مشروعك.
أضف إلى ذلك أنه يجب أن ترتبط رؤية عملك بمهمة ريادة الأعمال الخاصة بك، مثل: أهداف عملك على المديين القصير والطويل، بهذه الطريقة عندما تبدأ في الشعور بالإرهاق أو عدم اليقين أو التوتر بشأن عملك يُمكنك العودة إلى رؤية ومهمة عملك.