استنزاف مخيف لمخزونات النفط الأمريكي بهدف زيادة الصادرات للصين وأوروبا

كشف موقع "أويل برايس" (OilPrice) الأميركي الشهير، في تقريرٍ نشره حديثًا، أن الولايات المتحدة تصدّر حاليًا ملايين براميل النفط من احتياطياتها النفطية الهامة إلى أوروبا وآسيا، بما في ذلك الصين المنافس الجيوسياسي الأول لأميركا. وانتقد كاتب التقرير هذه السياسة، معربًا عن استغرابه مما يحصل.

في التفاصيل، فقد ذكر التقرير أن الولايات المتحدة انكبت على تصدير احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي إلى أوروبا وآسيا منذ يونيو/حزيران الماضي، بما في ذلك إلى أكبر منافس جيوسياسي للولايات المتحدة في الساحة العالمية، حتى مع ارتفاع أسعار البنزين والديزل في البلد إلى مستويات قياسية.

ومن الواضح أن مزاعم وتحركات الرئيس الأميركي "جو بايدن"، بخصوص خفض أسعار المستهلك القياسية داخل الولايات المتحدة، لا قيمة لها وهي أشبه بالخطابات الفارغة في ظل تصدير النفط الخام بهذا الشكل.

استنزاف مخيف... احتياطي النفط الأمريكي في مستويات مقلقة:

لفت التقرير إلى استنزاف حوالي مليون برميل يوميا من احتياطي البترول الإستراتيجي حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي بوتيرة مخيفة وغير مسبوقة، مضيفا أن هذا الاستنزاف يعني انخفاض مخزونات احتياطي البترول الإستراتيجي إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1986.

وقال إن العقود الآجلة للخام الأميركي تجاوزت 100 دولار للبرميل، وأسعار البنزين والديزل أعلى من 5 دولارات للغالون في خُمس البلاد، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا قد حذروا من ارتفاع أسعار النفط هم على حق بالفعل.

لكن الغريب أن الاحتياطي الذي يفترض به أن ينقذ الشعب الأمريكي من الغلاء والتضخم يتم تصديره للصين العدو الإستراتيجي الأهم لأمريكا!

وأشار التقرير إلى أن تصدير النفط إلى الصين "العدو اللدود للولايات المتحدة" يساعدها في الاستفادة منه الآن بشكل مباشر على حساب المستهلكين الأميركيين نتيجة الذعر المتصاعد لـ "بايدن"، الذي يتخبط محاولًا التراجع عن عواقب سياساته "الكارثية" من خلال بيع الأصول الأميركية الثمينة مباشرة إلى بكين.

وأضاف "لكن الأمر الأكثر ترويعا هو عدم رد البيت الأبيض عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تبيع احتياطي نفطها المخزن للطوارئ إلى الصين".

وذكر التقرير أنه بينما ستأتي الانتخابات النصفية وتذهب وسيعاني الديمقراطيون من خسارة تاريخية فإن صورة الطاقة في الولايات المتحدة تزداد سوءا كل دقيقة بسبب عدم الكفاءة و/أو الفساد المطلق للسلطة التنفيذية، فمخزونات النفط الخام -وفق التقرير- هي الأدنى منذ عام 2004، إذ تعمل المصافي بالقرب من مستويات الذروة، فيما بلغت نسبة استخدام المصافي في ساحل الخليج الأميركي 97.9%، وهي النسبة الأكبر في 3 سنوات ونصف السنة، وهذا يعني -حسب التقرير- أنه حتى أصغر حادث يمكن أن يرفع أسعار النفط إلى أعلى مستوى ممكن.