3 أخطاء تدمر رجال الأعمال والتجار في بداية طريقهم للنجاح... افهمها جيدًا واهرب منها
الخطأ هو جزء لا يتجزأ من مسيرة التعلم في حياة أي إنسان، وهو ضروري لتشكيل الخبرة واكتساب الحنكة بالنسبة لأي رائد أعمال أو تاجر في بداية وحتى في وسط مسيرته نحو النجاح المالي.
لكن بعض الأخطاء التي اخترنا وصفها بـ "المدمرة"، لا يُفضَل لأي أحد أن يقع بها، والسبب وراء التحذير منها لهذه الدرجة هو أنها خفية، فلا يشعر صاحبها أنها يرتكبها ويستمر بمواجهة الفشل معتقدًا أنه في الطريق الصحيح ومستغربًا من عدم حصد النتائج. أهم هذه الأخطاء هي:
أولًا: إضاعة الوقت والجهد والمال في البحث عن فجوة بالسوق
الخطأ الأول الذي يرتكبه العديد من رواد الأعمال هو البحث عن "فجوة" في السوق -أي وجود احتياج أو مشكلة لم يرها أي شخص آخر- ويتخيل رائد الأعمال أن لها حلًا لم يفكر فيه أي أحد آخر، ومن ثمّ يقضي الكثير من الوقت في أبحاث السوق وصقل المنتجات أو الخدمات من أجل العثور على الحل المثالي، وإذا لم ينجح ذلك، ينتقل إلى الفجوة التالية في السوق.
وتعتبر هذه الاستراتيجية خاطئة لعدة أسباب؛ أولاً، لأنه هناك مئات الفجوات في مئات الأسواق وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا لاتخاذ قرار، وثانيًا لأنه في أغلب الأحيان يكون الاحتياج أو المشكلة الموجودة مرتبطة بشخصية ورؤية رائد الأعمال نفسه لكن ليس لها سوقًا أو غير موجودة لدى الأشخاص الآخرين، وبالتالي لا تصلح أن يُبنى على أساسها منتج أو خدمة.
وأخيرًا، لأنه ليس من الضروري أن تكون شركة رائد الأعمال مجهزة بما يكفي لتلبية هذا الاحتياج أو للتعامل مع المشكلة الموجودة، إذ قد يكون هناك الآلاف من الشركات المجهزة بشكل أفضل والتي سوف تكتشف هذه الفجوة قريبًا.
ولتجنب هذا الخطأ، يقوم رواد الأعمال الناجحين بعكس ذلك، إذ يبدؤون بالنظر إلى أنفسهم وإلى شركتهم بدلًا من النظر إلى السوق ككل، ويعتمدون على الوسائل المتاحة وكفاءاتهم كنقطة انطلاق ويجعلونها الأساس لمنتجاتهم وخدماتهم، ثم يقومون بالتفاعل مع بقية الأطراف -كعميل أو مورد أو كموظف أو أي من أصحاب المصلحة- من أجل الترويج لهذه المنتجات أو الخدمات.
ثانيًا: التخطيط المفرط لأهداف العمل البعيدة... الانغماس بالمستقبل ونسيان الحاضر
الخطأ الثاني الذي يرتكبه العديد من رواد الأعمال هو الإفراط في التركيز على الأهداف بعيدة الأمد والأحلام والتطلعات. إذ يركزون على المستقبل ويقومون بوضع العديد من الخطط ومحاولة الالتزام بها وقياس مدى تقدمهم، دون النظر إلى الحاضر.
وبالطبع لا حرج في تحديد الأهداف ووضع الخطط، لكن الخطأ هو المبالغة في ذلك، ويجب تذكر دائمًا أن بقاء الشركة يكون بسبب منتجاتها وخدماتها ليس بسبب أهدافها، والإفراط في التركيز على الأهداف يصرف الانتباه بعيدًا عن المشاكل الاستراتيجية الحالية الأكثر أهمية بالنسبة لمستقبل الشركة.
على الجانب الآخر، يميل رواد الأعمال الناجحون إلى التركيز على الحاضر بدلًا من المستقبل والتركيز على ما يمكنهم التأثير عليه اليوم، وبدلاً من صياغة الأهداف، فإنهم يقومون بتشخيص وضعهم الاستراتيجي الحالي ويركزون على حل المشكلات الأكثر إلحاحًا والاستفادة من نقاط قوتهم وإيجاد حل لنقاط ضعفهم.
ثالثًا: الخوف من المنافسة وتجاهل المنافسين
الخطأ الثالث هو تجاهل منافسين الشركة ويأخذ هذا الخطأ شكلين، الأول في تركيز رواد الأعمال بالكامل على العميل دون إعطاء أهمية للمنافسين، والثاني، عندما يعتقدون أن أفكارهم أو تقنياتهم أو منتجاتهم أو خدماتهم جديدة ومختلفة لدرجة أنه لا يوجد لهم منافسون حقيقيون أو حتى ليس لديهم منافسون على الإطلاق.
وفي الحالتين، فإن تجاهل المنافسين أمر خطير لأنه هناك دائمًا منافسة.
ولتجنب هذا الخطأ يقوم خبراء ريادة الأعمال بوضع أنفسهم مكان عملائهم وينظرون إلى العالم من منظورهم، وبدلاً من التركيز فقط على مشاكل العميل واحتياجاته، فإنهم ينظرون أيضًا إلى البدائل التي لدى العميل أو التي قد يفكر فيها، ثم يقارنون أنفسهم بتلك البدائل ويقيمون نقاط قوتهم وضعفهم النسبية.