أكبر الدائنين للولايات المتحدة في العالم... الصين تفقد المرتبة الأولى لصالح دولة أخرى

وفقًا لأحدث البيانات المتاحة، فقد بلغ إجمالي الدين القومي للولايات المتحدة الأمريكية 30.4 تريليون دولار، بعد تجاوزه 30 تريليون دولار لأول مرة في فبراير/شباط المنصرم.

وفي نهاية 2019، تحديدا قبل جائحة كورونا، كان الدين الوطني يبلغ 23 تريليون دولار قبل أن يرتفع بعد عام واحد إلى 27.7 تريليونا. ومنذ ذلك الحين، زاد أكثر من تريليونَي دولار.

ويُعزى سبب ضخامة الدين القومي الأميركي إلى أن الحكومات تواصل الإنفاق بأكثر من الإيرادات التي تحصل عليها، وهذا ما يضطرها إلى إصدار المزيد من الديون لتغطية الفارق. علما أن الدين القومي يأتي نتيجة تراكم عجز الموازنة الفيدرالية، وأن كل برنامج إنفاق وتخفيض ضريبي يضيف إلى الدين ما لم يتم تمويل سداده من خلال اعتمادات جديدة.

ما هي الدول التي تتربع على عرش أكبر الدائنين لأمريكا في 2022؟

في المرتبة الأولى: اليابان

احتفظت اليابان بـ1.3 تريليون دولار من سندات الخزانة الأميركية وفقا لبيانات مايو/أيار 2022، متجاوزةً بذلك الدائن الأعظم سابقًا أي الصين كأكبر حائز أجنبي لديون هذا البلد الذي لا يزال يحتل المرتبة الأولى بين الاقتصادات العالمية وتنافسه عليها الصين بقوة.

ويجعل سوق العائد المنخفض والسلبي في اليابان حيازة ديون الولايات المتحدة أمرا جذابا، إلى أن أصبحت اليابان تمتلك 16.8% من الديون الخارجية التي اقترضتها الولايات المتحدة.

ثانيًا: الصين

تحظى الصين باهتمام كبير لاحتفاظها بجزء كبير من ديون الحكومة الأميركية. ولا ينبغي أن يكون هذا الواقع أمرا مفاجئا نظرا إلى أن اقتصادها توسع بسرعة خلال العقود الماضية.

وتحتل الصين المرتبة الثانية بعد اليابان بين حاملي الديون الأميركية الأجنبية بحيازات خزانة بقيمة تناهز 1 تريليون دولار وفقا لإحصاءات مايو/أيار 2022.

في الواقع، تعتبر سندات الخزانة استثمارا منطقيا لدولة ذات احتياطيات عالية من العملات الأجنبية كالصين التي تمتلك حاليا حوالى 13.79% من الدين الخارجي للولايات المتحدة.

ثالثًا: المملكة المتحدة

زاد المستثمرون البريطانيون حيازاتهم من الديون الأميركية إلى 647.4 مليار دولار بحسب أرقام مايو/أيار 2022، صعودا من 612 مليار دولار في الشهر السابق.

وقد يكون استثمار المملكة المتحدة في ديون الولايات المتحدة مرتبطا بتنامي حالة عدم اليقين الاقتصادي في لندن التي لا تزال تتعافى من آثار جائحة كورونا وفقدان العديد من العلاقات التجارية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتمتلك الكيانات البريطانية 8.36% من إجمالي الدين الخارجي هذا.

رابعًا: أيرلندا

للوهلة الأولى قد يبدو مستغربا أن تكون أيرلندا هي رابع أكبر حامل للديون الأميركية، لا سيما عند مقارنة اقتصادها الصغير بدول أوروبية أخرى، مثل ألمانيا.

لكن أحد الأسباب الرئيسية لترتيب أيرلندا هو حقيقة أن العديد من الشركات الأميركية متعددة الجنسيات، مثل "غوغل"/ "ألفابت" والفروع الأوروبية للتكنولوجيا وشركات الأدوية، أقامت متاجر هناك للحصول على ضرائب أكثر تفضيلا على العائدات الأجنبية.

ثم تستثمر هذه الشركات أموالها الزائدة في استثمارات مختلفة منخفضة المخاطر، بما في ذلك ديون الخزانة. وبحسب أرقام مايو/أيار 2022، كانت أيرلندا تمتلك 334.3 مليار دولار من الديون الأميركية، وهو ما يمثل 4.31% من إجمالي الدين الخارجي.

خامسًا: لوكسمبورغ

هي خامس أكبر حامل للديون الأميركية بين البلدان الأجنبية، بينما تمتلك واحدا من أعلى نسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 116356 دولارا اعتبارا منذ عام 2020.

قد يكون هذا الترتيب بسبب وضع لوكسمبورغ كملاذ ضريبي، حيث يوقف المستثمرون الأثرياء أموالهم في ملكية محلية، ثم يتم استثمار الكثير من هذه الثروة في أوراق مالية مختلفة، بما في ذلك سندات الخزانة.

وبحسب مايو/أيار 2022، كانت لوكسمبورغ تمتلك 325.6 مليار دولار في سندات الخزانة الأميركية، أي ما يعادل 4.2% من إجمالي الحيازات الأجنبية.