سوريا تستقبل ناقلة نفط رابعة... الأزمات مستمرة والسوق السوداء على قدمٍ وساق
وصلت إلى سوريا، يوم السبت الماضي، ناقلة نفط رابعة، رست في ميناء بانياس النفطي، بالتزامن مع استمرار أزمة المحروقات المتفاقمة التي تعيشها مختلف المحافظات السورية.
وقال موقع "أثر برس" المحلي، نقلاً عن مصدر في مصفاة بانياس، إن ناقلة جديدة وصلت إلى مرابط مصب ميناء بانياس النفطي، محمّلة بمليون برميل من النفط الخام.
وادعى المصدر أن التوريدات الجديدة الواصلة إلى الميناء "ستعطي استمرارية لعمل المصفاة، وستسهم في استمرار انسياب المشتقات النفطية إلى السوق". ليزعم أن الانفراج لا يقتصر على واقع المحروقات فقط، وإنما يتعداه إلى الكهرباء التي ستشهد انفراجاً من خلال إعادة إقلاع بعض العنفات التي تعمل على الفيول".
وقبل ذلك، كانت قد وصلت ثلاث ناقلات نفط خام قدّرت حمولتها بنحو 2.3 مليون برميل نفط خام، لكن الناقلة الرابعة تأخر وصولها عدة أيام من دون صدور توضيح رسمي من قبل الحكومية.
أزمة المحروقات مستمرة بدون هوادة:
للأسبوع الثالث على التوالي لوحظ "شبه غياب" للسرافيس في خطوط النقل بدمشق، في الوقت الذي أكدت فيه المصادر الرسمية في المحافظة عدم حصول الميكروباصات على مخصصاتها من مادة المازوت، ليبقى العمل ضمن الآلية السائدة لحين زيادة الكميات المخصصة للمحافظة.
ويأتي ذلك على الرغم من الإعلان الرسمي عن زيادة الكميات لمختلف المحافظات، وزيادة توزيع مادة البنزين إلى 4 ملايين ليتر وزيادة مادة المازوت إلى 4.5 ملايين ليتر مازوت يومياً بعد أن كان التوزيع سابقاً لا يتجاوز 3.6 ملايين بنزين و4.2 ملايين ليتر مازوت يومياً، الأمر الذي من المفترض أن ينعكس إيجاباً على مدة انتظار رسائل البنزين وواقع توزيع المازوت، مع التأكيد أن العمل متواصل لتحقيق زيادات لاحقة.
في هذا الصدد، نقلت صحيفة "الوطن" المحلية، عن مصدر مسؤول في محافظة دمشق لم تسمه، أن الكميات من مادة المازوت لم تزدد لغاية الآن، وما زال العمل ضمن الآلية السابقة التي خفضت فيها الكميات إلى نحو 18 طلباً مقارنة مع عدد الطلبات السابق الذي تجاوز الـ 22 طلباً.
وكانت محافظة دمشق أعلنت في التاسع من حزيران الماضي، عن تخفيض الكميات المخصصة (عدد الطلبات) من مادة المازوت بنسبة تتراوح بين 25 و30 بالمئة، مع استثناء عدد من القطاعات التي تشكل أولوية كبيرة كالمشافي والأفران التي يستمر تزويدها بالمادة.
هل الأزمة هي في توفر المحروقات فعلًا؟
يؤكد عضو مجلس الشعب السوري "زهير تيناوي"، وجود فساد في آليات توزيع البنزين والمازوت. مشيرًا في تصريحات سابقة أدلاها لصحيفة محلية إلى أن “الدليل على الفساد، هو أن هذه المواد متوافرة بكثرة في السوق السوداء لكنها ليست متوافرة لدى شركة “محروقات”، وهذا يشير إلى وجود خلل في التوزيع وهذا الخلل تتحمل مسؤوليته وزارة النفط والتموين”.
هذا فضلا عن عدم تقليص مُدة رسائل البنزين، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه مجددا لتجار السوق السوداء، الذين كالعادة استغلوا النقص في ضخ المادة من شركة محروقات ليرفعوا سعر(التنكة) لتتراوح اليوم بين 100 و150 ألف ليرة.
أما بالحديث عن المازوت، فالليتر منه بالسوق السوداء قد بلغ 5000 ليرة أو يزيد، علمًا أنه متوافر بصورة جيدة ويمكنك شراء الكمية المطلوبة بدون أي مشاكل.