أسعار مستلزمات العيد في سوريا تقفز بأكثر من 30% مقارنة مع عيد الفطر الماضي

لم يكد الأهالي في سوريا يجدون الوقت الكافي لنسيان الصدمة التي شعروا بها نتيجة الغلاء الجنوني الذي عصف بمستلزمات العيد قبل فترة بسيطة في عيد الفطر، حتى أتتهم صدمة أخرى قبيل عيد الأضحى حين وجدوا أن الأسواق لم تعد تعترف على الأسعار القديمة وأن موجة غلاء جديدة قد عصفت بالأسعار.

في هذا الصدد، أكدت صحف ومصادر محلية أن أسعار مستلزمات العيد قد ارتفعت بنسبة تزيد على 30 بالمئة عن عيد الفطر، وأصبحت غير متاحة للمواطن السوري، حتى بالنسبة للبسيط والمتواضع منها. كما تراجعت نسب الإقبال على الشراء، ولم تعد وحدة قياس الكثير من أغراض وحلويات العيد هي الكيلو غرام، بل أصبحت تباع وتشترى بالغرام.

وقد اختفت ذرة الفوشار من الأسواق السورية ومن الشركات الكبيرة التي كانت تقوم بتغليفها وبيعها، كما ارتفعت أسعارها بنسبة 40 بالمئة خلال الأيام الماضية بالنسبة للمستوردة. وبالنسبة للذرة البلدية المحلية ارتفعت أسعارها أيضاً بنسبة ألف ليرة لكل كيلو، كما غاب مشهد الازدحام في المحامص ومحال الحلويات العربية و"الإفرنجية" المعتاد قبل الأعياد.

في سياقٍ متصل، قال مستورد للمكسرات والمواد الغذائية في تصريح لصحيفة "الوطن" المحلية: "إن أسعار المكسرات ارتفعت مع موجة التضخم التي تطول الأسعار حول العالم أكثر من 40 بالمئة". وبين أن الفستق الإيراني ارتفع بنحو 50 بالمئة والكاجو ارتفع بنحو 20 بالمئة من مصدره بالهند.

وصرّح "عبد الرزاق حبزه"، أمين سر جمعية حماية المستهلك، أن سبب فقدان وارتفاع أسعار ذرة الفوشار هو الحرب في أوكرانيا التي تعتبر المصدر الأكبر لمادة الذرة. فالكميات المعروضة في الأسواق انتهت، ولا تتوافر البدائل المحلية، وتزامن ارتفاع أسعارها مع الطلب عليها في موسم الأعياد.

وبالنسبة لأسعار المكسرات والموالح، فقد بين "حبزه" أنه لا توجد تسعيرة محددة لدى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لكونها تعتمد على بيانات التكلفة، وتختلف هذه البيانات بين محمصة وأخرى، وبين نوعية البضاعة قديمة أم حديثة، والكثير منها يتعرض للتلف بسبب قلة الاستهلاك وطريقة التخزين السيئة إضافة إلى الفطور السامة.

وأشار إلى أن الموالح أصبحت من الكماليات ومن يتسوق بالكيلو أصبح يتسوق بالغرامات لدى بعض العائلات، وطبعاً أصحاب الدخل المحدود ليسوا من هذه العائلات.

وبالنسبة لحلويات العيد الجاهزة، أكد "حبزه" أن أسعارها "محلقة جداً فوق التصور"، بسبب ارتفاع مكوناتها من السمنة والفستق والسكر والطحين، إذ تضاعفت أسعارها عن العيد السابق، ومن كان يستغني عن الحلويات بالصناعة المنزلية أصبح عاجزاً عنها بسبب تدني القدرة الشرائية.

ولفت إلى أن كيلو النمورة المحشية بالقشطة 25 ألف ليرة، إذ يتم استبدال القشطة بالنشاء والحليب والسميد وتحتوي على نسبة رطوبة عالية ونسبة قطر عالية ويتم وزن العبوة الفارغة من ضمن المادة الغذائية وهذه مخالفة. وبالنسبة للحلويات الجاهزة وصل سعر الكيلو لبعضها إلى 100 ألف ليرة وهناك حلويات بين 50 و100 ألف ليرة وتباع الحلويات بناء على بيانات تكلفة.