اكتشاف حقل غاز جديد بالجزائر باحتياطيات ضخمة... وليمة تتحرق أوروبا شوقًا لتناولها

تحدثت تقاريرٌ إخبارية من وكالات وصحف عالمية وعربية شهيرة، عن انتعاش آمال الأوروبيين في الحصول على حاجياتهم من الطاقة، بعد اكتشاف حقل غاز جديد سيكون جاهزا للاستغلال في منطقة حاسي الرمل وسط الجزائر.

وهكذا يستمر سعي الدول الأوروبية إلى تعويض واردات الغاز الروسي بشحنات من الجزائر (وهي أكبر مصدر للغاز في أفريقيا)، التي وقعت اتفاقا مهما مع إيطاليا في نيسان/أبريل بشأن زيادة إمدادات الغاز.

مخزون ضخم من الغاز في حقل جديد مكتشف بالجزائر:

كشفت شركة "سوناطراك" الجزائرية للنفط والغاز عن مخزون كبير من الغاز في محيط حاسي الرمل، وهي بلدة في ولاية الأغواط الواقعة في وسط البلاد، على بعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائر. ما قد يمثّل نقطة انطلاق لخطوط أنابيب تصدير الغاز إلى إسبانيا وإيطاليا، وفق تقرير نشرته مجلة "جون أفريك".

وبينما يتطلّع الاتحاد الأوروبي إلى التحرّر من إمدادات الغاز الروسي ويضاعف محاولاته لاستكشاف مصادر غاز جديدة تؤكد ”سوناطراك“ أن التقييم الأولي لهذا الحقل الجديد يظهر أنّ حجم الغاز يتراوح بين 100 و 340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف.

وتشكّل هذه الكميات واحدة من أكبر عمليات إعادة تقييم الاحتياطيات في السنوات العشرين الماضية، وفق ما أكدته المجموعة الوطنية للنفط والغاز في بيان صحفي الإثنين الماضي.

وأكد تقرير مجلة "جون أفريك" انّه يجري حاليًّا تنفيذ برنامج تطوير عمل، لتسليط الضوء على الإمكانات الكبيرة لهذا الحقل في محيط التشغيل في حاسي الرمل. وترغب الشركة الوطنية الجزائرية للنفط والغاز في تسجيل دخول هذه الوديعة المهمة حيز التشغيل اعتبارًا من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 بقدرة إنتاجية تقدّر بـ 10 ملايين متر مكعب يوميًّا.

ووفق التقرير سيكون بإمكان ”سوناطراك“ من الآن فصاعدًا الاعتماد على دعم شريكها الإستراتيجي، شركة ”إيني“ الإيطالية، حيث تمّ في نهاية أيار/ مايو الماضي توقيع مذكرة تفاهم في روما بين "توفيق حكار"، الرئيس التنفيذي للمجموعة الجزائرية و "كلوديو ديسكالزي"، عضو مجلس إدارة شركة ”إيني“ لتسريع تطوير حقول الغاز المكتشفة في الجزائر.

وفي ظل التقارب السياسي بين الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" ورئيس الوزراء الإيطالي "ماريو دراجي"، تعمل الشركتان الكبيرتان على تعزيز إنتاج الغاز الجزائري وزيادة الكميات المصدرة عبر خط أنابيب الغاز العابر للقارات ”إنريكو ماتي“.

الجدير بالذكر أن الجزائر وحدها، وهي ثالث مورد للغاز لأوروبا بعد روسيا والنرويج، توفر نحو 11% من الاحتياجات الأوروبية للغاز.

وفي حين أن كميات الغاز الروسي المرسلة إلى الدول الأوروبية آخذة في الانخفاض منذ بداية الحرب في أوكرانيا، فإن الضوء الأخضر من الجزائر العاصمة للتصدير من شأنه أن يعزز القدرات المالية لـ ”سوناطراك“ ويطمئن الأوروبيين بخصوص مصادر الطاقة البديلة عن الغاز الروسي، وفقًا لتقرير المجلة.