أمريكا تطرق باب الصين الذي أغلقته بنفسها سابقًا... ما هدمته السياسة يرممه الاقتصاد
قال مسؤولان كبيران في البيت الأبيض، في خطوة غير معهودة ومخالفة لتوجهات سياسة الولايات المتحدة الروتينية، إن إدارة الرئيس "جو بايدن" تدرس إلغاء بعض الرسوم الجمركية على السلع الصينية. بالإضافة إلى وقف الضريبة على الغاز في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من ارتفاع في الأسعار لمستويات غير مسبوقة.
وتعبر هذه الخطوة عن تقاربٍ واضح من طرف الولايات المتحدة نحو الصين، على الرغم من توتر العلاقات السياسية بين البلدين. فيما يعتبره البعض إشارةً واضحة على أن الغرب مهما كبر وعظم شأنه لن يستطيع التخلي عن البضائع والعمالة الآسيوية الرخيصة.
واعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية "جانيت يلين" أن بعض الرسوم الجمركية على الصين التي وضعتها الإدارة السابقة بعهد الرئيس "دونالد ترامب" لا تخدم أي هدف استراتيجي. وأضافت أن "بايدن" يفكر في إزالتها سعياً لخفض التضخم.
أما فيما يتعلق بأسعار الغاز، قالت وزيرة الطاقة في البلاد "جينيفر جرانهولم" إن الرئيس كان يدرس تعليقًا مؤقتًا للضريبة على الغاز.
وتأتي هذه التصريحات بعد أسابيع من إعلان وزيرة التجارة الأميركية أن الرئيس الأميركي "بايدن" طلب من فريقه إعادة النظر في خيار رفع بعض الرسوم الجمركية التي وضعها الرئيس السابق دونالد ترامب على الصين في عامي 2018 و2019.
ويتزامن ذلك مع معاناة الأميركيين من ارتفاع تكلفة المعيشة لأعلى مستوياتها في 40 عاماً، الأمر الذي أجبر الفدرالي على استخدام سياسة متشددة للحد من الارتفاعات، مما رفع من مخاوف الأسواق من حصول ركود اقتصادي.
وحول تلك المخاوف، أكد صناع القرار وأهل الاقتصاد في أمريكا بأن الركود ليس حتميًا، حيث قالت وزيرة الخزانة إن سوق العمل وإنفاق المستهلكين لا يزال قوياً.
وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، في 2018، رسومًا جمركية عقابية على منتجات صينية تمثل ما يعادل 350 مليار دولار من الواردات الأمريكية السنوية، مستنكرة ممارسات بكين التجارية "غير العادلة" التي أدت وفقها إلى عجز هائل في ميزان المبادلات الثنائية.
وحظي ذلك الإجراء بشعبية على الصعيد السياسي. لكن مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا، يسعى "بايدن" لإيجاد طرق لتخفيف الأعباء المؤدية إلى ارتفاع الأسعار من خلال خفض تكاليف الاستيراد، فيما قال إن رفع بعض الرسوم الجمركية قيد الدراسة.
هل يمكن أن ترى الولايات المتحدة الصين كحليف تجاري؟
الجواب ببساطة ووضوح هو لا، فالصدام بين الدولتان قديم ومتجذر، والولايات المتحدة تدعي أن للصين مطامع وآفاق كبيرة وتحذر من ذلك مرارًا وتكرارًا.
فقبل بضعة أيام، حذرت واشنطن من رغبة الصين في "الهيمنة على العالم"، وفق قولها، داعية أوروبا إلى "مواءمة" مقاربتها مع الولايات المتحدة في مواجهة المنافسة من بكين.
جاء ذلك في تصريحات للمسؤولة الثانية في وزارة الخارجية الأمريكية "ويندي شيرمان"، التي قالت: "حتى قبل أن يعلن الرئيس الصيني شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شباط/ فبراير شراكتهما غير المحدودة، تحدت الصين الأمن في أوروبا والاقتصاد في أوروبا والقيم في أوروبا".
وفي حديثها عن "المضايقات الاقتصادية" التي تمارسها الصين على أوروبا، أشارت إلى حظر الصين مؤخرا الصادرات الليتوانية و"فشل" بكين في بناء طريق سريع في الجبل الأسود، إضافة إلى استهداف شركات أوروبية مثل "أديداس" و"نايكي"، وفق قولها.