التحوط للركود القادم... 3 نصائح فقط لتقي نفسك أزمة اقتصادية وخيمة قد تأتي قريبًا

ليس الركود بالمشكلة التي يمكن حلها بالتجاهل أو انتظار مرورها، بل هي أزمة ينبغي التحوط لها قبل أن تبدأ حتى. فنظرًا للتأثير الخطير الذي خلّفه الركود الكبير لعام 2008، فإن التزام الهدوء أو الانتظار فقط لن يكون كافيا هذه المرة للتعامل مع مشاعر القلق التي تسيطر عليك بشأن مستقبلك المالي.

 وما عليك تجنبه بالطبع هو اتخاذ خطوات متهورة من شأنها أن تجعلك في وضع مالي أسوأ، بناءً على مخاوف الركود. وبما أن الركود المتوقع بعد صدمات رفع الفائدة لم يبدأ بعد، فإن الوقت ما زال أمامك متاحًا للتحوط من هذه الأزمة قبل أن تبدأ، ويتم ذلك كما يلي:

ابحث عن عمل إضافي:

حتى إذا لم تكن بحاجة إلى المال في الوقت الحالي، فقد يكون الوقت مناسبا للبحث عن وظيفة ثانية أو عمل إضافي في اقتصاد الوظائف المؤقتة لزيادة دخلك ومدخراتك.

والسبب ببساطة أن إيجاد العمل في فترة الركود سيكون كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، لأن الوظائف ستقل ونسب البطالة ستزداد والمبالغ المدفوعة مقابل جهود مضنية ستصبح أقل وأقل، وهذا الكلام ينطبق بالدرجة الأولى على الدول الفقيرة، وبشكل أقل على الدول المتقدمة.

لذلك فإن ضمان نفسك في عمل إضافي سيقيك من الوقوع في أزمة مالية أولًا، وسيقلل مخاوفك بشأن فقدان عملك الحالي بسبب إفلاس الشركة أو الجهة التي تعمل معها ثانيًا.

لكن لابد من أن تضع خطًا فاصلًا واضحًا بين عملك الإضافي ووظيفتك الأساسية، فلا تجعل من عملك الإضافي يؤثر سلبًا على وظيفتك الأساسية، ويدفعك إلى التقصير فيها، فأنت في النهاية مؤتمن لدى جهة ما، وموكل بالمهام المحددة لك، والتي يجب أن تؤديها على أكمل وجه.

ويجب أن تعرف طبيعة الأوقات التي قد تستغرقها في عملك الإضافي، وأن تكون صادقًا مع نفسك وجهة عملك في هذا الاتجاه، فإذا قبلت بمهام لا تستطيع أداءها في الموعد الزمني المحدد، فلن تستطيع التوفيق بين تلك المهام، وبدلًا عن أن تزيد إنتاجيتك، فستشعر بالإرهاق.

ادخر ما أمكنك قبل أن تبدأ العاصفة:

إذا كنت تعتقد أن التضخم يضيق عليك ويتسبب بتآكل أموالك ونفاد الراتب بسرعة، فإن الركود قد يمنعك من الحصول على هذه الأموال أصلًا، لذلك فإن سيناريوهات مثل إقالتك من عملك الحالي إذا كنت موظفًا أو إفلاس متجرك إذا كنت تاجرًا ينبغي أن تضعها بعين الاعتبار.

وإذا لم يكن لديك صندوق طوارئ جيّد، تجنّب المصاريف الزائدة أو المشاريع غير الضرورية.

كيف أنجح بالادخار في خضم الغلاء؟

قد يتمكّن العمال الأصغر سنا بفضل مرونة أسلوب حياتهم من الحصول على رفيق سكن أو اثنين أو تبديل الوظائف للاستفادة من فرص العمل الجديدة، ما من شأنه أن يساعدهم على جمع احتياطيات طوارئ كافية لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.

أما إذا كنت أكبر سنا ولا يمكنك تغيير وضعك السكني أو وظيفتك أو كليهما، فعليك تجميع ما يكفي من المدخرات عن طريق تطبيق نظام تقشفي، والحرص للغاية ألا تستهلك مدخراتك الموجودة أساسًا.

تخلص من ديونك:

الديون ثقيلة لكنها في فترة الركود قاصمة للظهر، لأن الدائن لن يصبر عليك حينها وسيحاول تحصيل حقه منك طوعًا أو كرهًا. فننصحك بالتخلص من كافة ديونك اليوم قبل أن تجد نفسك في موقف لا تحسد عليه غدًا.

ليست كل الديون على نفس السوية، فالدين الذي تقترضه من أحد أقربائك أو أصدقائك المقربين يختلف عن ذلك الذي تقترضه من بنك أو جهة تفرض عليك الفوائد في حال تأخر السداد، حيث ننصح بالابتعاد تماماً عن التورط مع أي جهة من الممكن أن تفرض فوائد على الديون.

لذلك فحتى لا تقحم نفسك بمشاكل إضافية ينبغي عليك معرفة اختيار أولوية السداد، والتخلص فوراً من الديون القادمة من جهات تفرض فوائد في حال تورطك معها، ومن ثم التوجه فوراً إلى سداد باقي الديون وفقاً لمعايير عديدة أهمها: مدى حاجة الدائن للمال، وماهية علاقتك مع الدائن، وحجم الدين الواجب دفعه.

من المفيد للغاية أن تفكر في سداد الديون الكبيرة على دفعات بدلاً من الانتظار حتى يتوفر لديك المبلغ كاملاً، وإذا كنت لا تستطيع سداد دفعات منتظمة ضع حصالة في متناول يديك واترك فيها كلما استطعت مبلغاً من المال حتى تجمع خلال مدة معينة دفعة واحدة.

ويندرج تحت طائلة تجزئة السداد أن تقوم بدفع المال لشخص تلو الآخر إذا كنت مديون لأكثر من جهة، وذلك بعد ترتيب الأولويات كما ذكرنا أعلاه.