المنافسة سهلة لكن التميز لعبة المحترفين... 4 أسرار لن تجدها بالكتب للتميز في عملك وتجارتك

في داخل كل منا رغبة كامنة بالتميز، وهذا ينطبق بالدرجة الأولى على أعمالنا ومشاريعنا أو تجارتنا، لكن ولأن فاتورة التميز باهظة سرعان ما نتخلى عن هذه الرغبة ونكتفي بما هو روتيني أو معتاد، ثم نشتكي من عدم بلوغنا النجاح الذي نتمناه.

في الواقع إن عصرنا الحالي لا يتسامح مع الأشخاص الروتينيين والمملين، خصوصًا في عالم العمل، فلا أحد على استعداد لإنفاق المال بدون دافع عاطفي وحماس لذلك، وهذا ينطبق على العميل الذي سيشتري منتجك، أو المدير الذي ترغب منه أن يوظفك أو يرقيك بالشركة.

ذكرنا آنفًا أن فاتورة التميز صعبة، لكن ذلك لا يعني أنه مستحيل أو أنه أمر لا يمكن تعلمه... ولأن التميز هو الوجه الإيجابي للاختلاف فلا يمكن أن نضع بضع عبارات في قالب جاهز تعطيك وصفةً سحرية للتميز، لكننا نعطيك شروطًا تجعلك تمتلك المؤهل حتى تصل إليه:

أولًا: واصل التفاعل مع عملائك

شرط بسيط لكنه ليس سهلًا على الإطلاق، فحتى الشركات الكبرى تفشل أحيانًا في الحفاظ على التفاعل مع عملائها وتضع لهم برمجيات ذكاء اصطناعي مملة تشعرهم بالضجر في صفحات خدمة العملاء.

في الواقع، لا يوجد أي بديل عن التفاعل الحقيقي والصادق. لا يمكنك شراء برمجية ذكاء اصطناعي للتظاهر بالتفاعل مع الناس. إذ إن التواصل بين البشر يساعد في بناء الثقة والروابط الإيجابية بين الشركة والعملاء. كما أنه يجعلك مطلعا بشكل مستمر على خيارات وتفضيلات من تتعامل معهم.

وبحسب طبيعة عملك يختلف نمط التفاعل المثالي، يمكن على سبيل المثال الظهور في بث مباشر على صفحة فيسبوك، أو التعقيب على تعليقات الزبائن، والإجابة على رسائلهم التي يوجهونها إلى صفحة الشركة. هذا يساهم في بناء روابط متينة بين الجانبين، ويخلق أجواء ثقة ووفاء.

الأمر ينطبق على الموظفين كما ينطبق على أصحاب الشركات والاستثمارات، فإذا أظهرت لمديرك خطة تفاعل وتواصل جيدة مع العملاء أو مع جهات العمل الأخرى، ستتحول من موظف عادي إلى ركيزة لا يمكن الاستغناء عنها.

ثانيًا: الموازنة بين التخطيط والتنفيذ وبين الأحلام والواقع

تعد الموازنة بين التخطيط والتنفيذ أحد استراتيجيات التميز في العمل الذي تساعد في تحقيق التميز الوظيفي، إذ يجب عليك التخطيط للأعمال التي ستقوم بها ثم تنفيذها على الوجه المناسب وِفق الخُطَّة.

إلا أن سير التنفيذ وفق الخطة بشكل متطابق أمر أشبه بالمستحيل، وعادةً ما يقع الموظفون الاعتيادين بخطأ لوم أنفسهم على تقصيرهم، ويتعدى الأمر ذلك ليصل إلى تأثر علاقته بالمحيط، نتيجة لهذا التقصير.

لتُظهِر التميز الوظيفي لديك، لا بد من امتلاك القدرة على تعديل الخطة بالشكل الأنسب لتحقيق الأهداف المطلوبة، وهذه نتيجة لممارسات وخبرات علمية وعملية متراكمة تساعدك في التميز لمراحل التخطيط والتنفيذ. فلا بد من تخصيص الوقت الكافي للمرحلتين، والرجوع لهما كل فترة للمقارنة في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة.

أما إذا كنت تاجرًا أو صاحب استثمار، لا يجب أن تهدر الكثير من وقتك على أحلام اليقظة مثل: "لو أني حققت مبيعات بمقدار كذا سأكسب كذا- لو أني أعلنت عند الجهة المشهورة الفلانية سأكسب الحشود من العملاء، لكن مهلًا هل أمتلك الموارد الكافية لخدمتهم؟!".

هذه الأحلام لن تساعدك في التميز، لكن تنفيذها ضمن خطة ناجحة ومتقنة للغاية وبذل الكثير من الجهد عليها سيفعل ذلك.

ثالثًا: افصل حياتك الخاصة ومشاعرك ومشاكلك عن عملك

يمتلك الكثير من الناس الأفكار الجيدة، التي تترافق مع عبقرية فذة وقدرة كبيرة على الاجتهاد، لكنهم يفشلون لأنهم يتركون حوادث الحياة وملماتها التي لا تنتهي لتؤثر عليهم، فإذا أنجزوا اليوم عجزوا عن الإنجاز غدًا.

الحياة صعبة نعلم ذلك، وكل يوم نسمع أخبارًا سيئة، وكل يوم يحدث لنا جديد ما في البيت من مشاكل عائلية لمرض أحد أفراد الأسرة، كل هذه العوامل وغيرها الكثير تساهم وبشدة في تغيير حالتك المزاجية وحالتك المزاجية بدورها تؤثر على تحقيق الجودة والاحترافية في العمل.

لهذا وكما لمحنا في النقطة السابقة تعوَّد دائمًا أن تفصل بين حالتك النفسية وعملك، إن كنت جالسًا تندب حظك ومكتئبًا في إحدى الغرف وتذكّرت أن هناك عملًا متراكمًا حولك فقم واذهب إلى علمك، انجزه بالكامل ثم عد وواجه مشاكلك، لا يأتي شيء في الحياة بالشكاية والتذمّر وأحزانك مهما كانت عميقة لن تقتلك، اقتلها أنت بعملك وبإرضائك لذاتك.

رابعًا: رأسمالك الحقيقي هو وقتك فحسب

لم ولن تسمع عن شخص وصل إلى التميز في عمله أو تجارته أو أي شيء آخر إطلاقًا وهو مهمل في تنظيم وقته. قد يبدو هذا كلامًا عامًا نسمعه كثيرًا لكنها الحقيقة التي تعاد علينا مرارًا وتكرارًا بدون أن نكترث لها.

نجد بالتجربة أن الإنسان الذي يقوم بتنظيم وقته يستطيع أن ينجز 3 أضعاف العمل الطبيعي مقارنةً مع شخص لا يفعل ذلك.

يخطئ الكثير من الناس حين يعتقدون أن تنظيم الوقت يعني أن تضع نفسك في المكتب لمدة 5 ساعات مثلًا، ثم تذهب للتسوق لمدة ساعة وما شابه؛ بل المعنى الحقيقي لتنظيم الوقت هو القدرة على أن تصب جام تركيزك على عمل واحد تنجزه بالتمام والكامل خلال وقت محدد بعناية وبشكل مدروس.

قد تقضي 5 ساعات على مكتبك وأنت لا تنجز شيئًا، إذ تصلك رسالة من فلان فترد عليها، ثم تشعر بالجوع فتتناول وجبة صغيرة، ثم تجد أن رأس ثقل قليلًا بعد الطعام فتقرر أنه وقت الاستراحة، وهكذا يمضي النهار وأنت لم تتقدم قيد أنملة.

في المقابل لن يهتم الشخص المنظم لوقته لأي رسائل تأتيه في وقت العمل، ولن يكترث لشعوره العابر بالجوع لأن وقت الغداء لم يأت بعد، وفي النهاية سيركز جيدًا على إنجاز العمل الذي وضعه نصب عينيه لأنه صارم مع نفسه ويرفض تركه حتى ينتهي.