تحذيرات من ضرر كبير على اقتصاد وإمدادات العالم بسبب حرب قد تنشب بين الصين وتايوان

يكمن جوهر الصراع بين الصين وتايوان في حقيقة أن بكين ترى تايوان مقاطعة منشقة سيعاد ضمها إلى البر الصيني في نهاية المطاف، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهة نظر بكين، إذ أنهم يرون أن لديهم أمة منفصلة، سواء تم إعلان استقلالها رسميا أم لا.

لذلك فهناك خلاف وارتباك حول ماهية تايوان. وتعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية تعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، لكن قادة تايوان يقولون إنه من الواضح أنها أكثر من مجرد مقاطعة، مشددين على أنها دولة ذات سيادة. ولدى تايوان دستورها الخاص، وقادتها المنتخبون ديمقراطيا، وحوالي 300 ألف جندي عامل في قواتها المسلحة.

وقد أعلن وزير الدفاع الصيني "وي فنج"، أن بلاده "ستقاتل حتى النهاية" لمنع تايوان من إعلان الاستقلال، في أحدث تصريحات له وسط تصاعد التوتر بين بلاده والولايات المتحدة في هذا الخصوص.

ثمن كبير سيدفعه العالم بحال اندلاع حرب في تايوان:

قال كبير المفاوضين التجاريين لحكومة تايبيه في تايوان، "جون دينغ"، يوم أمسٍ الثلاثاء، إن أي هجوم عسكري صيني على بلاده سيكون له تأثير على تدفقات التجارة العالمية أكبر من الحرب في أوكرانيا، مضيفًا أنه سيؤدي إلى نقص في رقائق أشباه الموصلات.

وقال "دينغ" إنه ”إذا شنت الصين هجومًا على تايوان فإن التعطلات المحتملة ستكون أكثر سوءًا“، مشيرًا إلى ”اعتماد العالم على تايوان في الرقائق الإلكترونية المستخدمة في السيارات الكهربائية والهواتف المحولة“.

وأضاف في مقابلة مع وكالة ”رويترز“ على هامش اجتماع وزاري مهم لمنظمة التجارة العالمية في جنيف أن ”العرقلة لسلاسل التوريد الدولية، والعرقلة للنظام الاقتصادي الدولي، ولفرص النمو، ستكون أكبر بكثير.“ وتابع: ”سيكون هناك نقص في المعروض حول العالم.“

ولم تعلن حكومة تايبيه عن أي علامات على هجوم وشيك من الصين، لكن تايوان رفعت مستوى التحذير منذ بدأت الحرب في أوكرانيا، مع خشيتها من نوايا بكين.

وتقول الحكومة الصينية إنها تريد ”إعادة توحيد سلمية“ لكنها تحتفظ ”بخيارات أخرى“ بشأن تايوان التي تعتبرها إقليميًا صينيًا.

وتهيمن تايوان على السوق العالمي لإنتاج معظم الرقائق المتقدمة، بل يمكن القول إنها تحتكره، إذ بلغت صادراتها 118 مليار دولار، العام الماضي، وفقًا للبيانات الرسمية.

يمكن قياس الأهمية البالغة لتايوان في مجال صناعة أشباه الموصلات العالمية من حقيقة أن أزمة سلاسل التوريد الخانقة التي أعقبت انحسار جائحة كورونا والتي أدت إلى تقليص إنتاج شريحة واسعة من المنتجات تشمل السيارات والهواتف المحمولة والأجهزة الكهربائية والمعدات العسكرية المتطورة، سببها مشكلات في الإنتاج بتايوان فقط.

وقد يكون من المثير للقلق بالنسبة لتايوان أن حليفتها الكبرى أمريكا تسعى لاستضافة جزء من صناعة أشباه الموصلات على أراضيها، ومع أن الهدف من هذا التوجه الأمريكي يبدو من الوهلة الأولى منع تكرار أزمة سلاسل التوريد الحالية من جراء احتكار تايوان لهذه الصناعة.

ولكن قد يكون الهدف الأمريكي الأعمق، والأكثر استراتيجية، هو منع تحكم بكين في هذا القطاع، في حال سقوط تايوان بين أيديها.

ويوم الأحد، ذكر رئيس الوزراء التايواني "سو تسينغ تشانغ"، أن تايوان لا تريد إغلاق الباب أمام الصين ومستعدة للتواصل بنية طيبة، ولكن على أساس المساواة ودون فرض شروط سياسية مسبقة.