10 أمور قد تندم على عدم معرفتها في مسيرتك المهنية وحياتك المالية
يقول أحد الصحفيين المخضرمين في وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن أفضل جزء من عمله كمضيف للبرنامج الإذاعي الإلكتروني "ماسترز إن بيزنس" (Masters in Business) هو أنه تمكن من مقابلة شخص موهوب وبارع بشكل لا يصدق كل أسبوع لمناقشة حياته الشخصية والمهنية.
ويحتفظ الصحفي دائمًا بسؤاله المفضل للجزء الأخير، وهو: "ما الذي تعرفه اليوم عن المجال الذي اخترته وتمنيت لو كنت تعرفه عندما بدأت العمل منذ سنوات؟".
وهكذا وبما يمكن اعتباره زبدة تجارب عدد كبير من الناجحين والعباقرة في عالم المال والأعمال، فقد أسفرت النتيجة عن 10 أشياء لا بد أن كل شخص فينا سيتمنى لو أنه عرفها في مرحلة مبكرة من حياته:
أولًا: أهمية أن يقوم الإنسان ببناء مهاراته الخاصة وما يميزه شخصيًا
لمجرد أنك أنهيت تعليمك الرسمي لا يعني ذلك أنك قد انتهيت من التعلم، حيث يبدأ التعلم الفعلي عندما تبدأ العمل في العالم الحقيقي. فالاستمرار في تعلم المفاهيم والأفكار الجديدة التي يمكن أن تساعدك على النجاح في المواقف المهنية هو أمر مهم للغاية، ولا يمكن تركه للصدفة.
يمكن القيام بذلك عن طريق أخذ دروس، وقراءة قصص مبنية على أحداث واقعية والتعلم من واقع التجربة والاختلاط مع الناس المخضرمين.
ثانيًا: اتباع أسلوب الحذف والاصطفاء في الحياة:
يقول الصحفي: "في وقت مبكر، حاولت التعلم من خلال استهلاك كل ما أستطيع استهلاكه، لكني أدركت في النهاية أن مصادر المحتوى ليست جميعاً متساوية. قادني تنقيح المعلومات الأساسية إلى حذف الأشياء السيئة، واكتشفت في وقت لاحق من مسيرتي المهنية أنه حتى الأشياء الجيدة لم تكن جيدة بما فيه الكفاية."
يلخص الصحفي الأمر بقوله: "لتحقيق النجاح، كنت بحاجة إلى التركيز على التميز. وهذا يعني حذف كل شيء ما عدا الأفضل، سواء من قائمة القراءة الخاصة بي، أو المهام والوظائف التي توليتها، وحتى العملاء الذين عملت معهم."
قد يبدو هذا أمراً غير بديهي، فنحن "مبرمجون في نظامنا الأساسي على البحث عن التحولات التي تتم بالإضافة، وبالتالي نتغاضى عن التحولات التي تتم بالحذف" لكنها مهارة مفيدة.
تخبرنا هذه النصيحة أن الإنسان يجب أن يكون انتقائي للغاية في حياته، فوقتك الثمين لا يكفي لاستهلاكه في معلومة أو مشروع أو مع أي شخص تصادفه أمامك.
ثالثًا: أشخاص مجرد وجودهم في حياتك يجعلها أفضل
يقول الصحفي: "هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص الموهوبين ممن قد أفعل أي شيء تقريباً معهم أو من أجلهم، مثل: توظيفهم، العمل لصالحهم، الاستثمار في شركاتهم الناشئة، تعريفهم بجهات الاتصال الرئيسية الخاصة بي.. إلخ. فمجرد وجود هؤلاء الأشخاص حولك يجعل حياتك أفضل. وهذا يتجاوز شبكات العلاقات البسيطة. فهناك أشخاص ظهروا في بداية مسيرتي المهنية وكنت أتمنى لو قضيت المزيد من الوقت والجهد لتقوية العلاقات معهم."
رابعًا: المستشار الذي يستحق أن يكون وزنه ذهبًا
إن وجود شخص تثق في حكمه ويمكنه تقديم ملاحظات غير منقحة لك يعد أمراً ذا قيمة كبيرة للغاية. وهذا مختلف تماماً عن أخذ رأي أصدقائك وزملائك في العمل بشكل غير رسمي. فالمستشار القوي يستحق وزنه ذهباً.
يقول الصحفي: "كانت هذه خسارة كبيرة وواضحة بالنسبة لي في بداية مسيرتي المهنية. فالنصائح المنصفة هي نوع النصائح التي أصبحت كالهبة من السماء في وقت لاحق من مسيرتي المهنية، وستكون مفيدة بشكل لا يصدق لو جاءت في وقت سابق."
خامسًا: مفهوم الفشل
يخشى معظمنا من الفشل، بينما يجب أن نتقبله. فبدون فشل؛ لا يوجد نمو. إذا لم تفشل، فأنت لا تحاول أي شيء جديد، أو محفوف بالمخاطر، أو خارج منطقة الراحة الخاصة بك.
يقول الصحفي "عن نفسي أصبحت مهتماً بعمل راي داليو، مؤسس صندوق تحوط "بريدجووتر أسوشيتس" (Bridgewater Associates)، بسبب مدى أهمية دور الفشل في مسار حياته المهنية ونجاحه."
سادسًا: مقاييس النجاح
تحتوي كل مهنة على سلسلة من نقاط البيانات التي تُستخدم للحكم على ممارسيها، ومن ذلك مثلاً: حصص المبيعات، ونتائج الجراحات، وما إلى ذلك. قد لا يتم إخبارك صراحةً بأن هذه هي الطريقة التي يتم تقييمك بها، ولكن هذه هي الحقيقة، ومن المهم فهم هذه المقاييس.
سابعًا: تعلم استشراف المستقبل
يقول الصحفي: "استغرق الأمر مني بعض الوقت لتعلم كيفية "السفر" لبضعة عقود في المستقبل.. ثم العودة إلى الحاضر. إن القدرة على تصور شكل المستقبل أمر مهم، لكن الحيلة الحقيقية هي إدراك أن الديناميكية هي الأساس لكل شيء. فلا يوجد شيء ثابت، وكل الأشياء تتغير باستمرار وتتكيف وتتقدم للأمام."
ثامنًا: لا تقلق بشأن الوظائف الأولى التي تتولاها
يقول الصحفي: "هذا هو الرد الذي قاله العديد من ضيوف برنامج "ماسترز إين بيزنس" كإجابة على سؤالي، وهذا دفعني لإعادة التفكير في العقد الأول من حياتي المهنية. فلو كنت اتبعت هذه النصيحة؛ لربما أصبحت أكثر إنتاجية، وقل تركيزي على الأشياء التي أتضح أنها غير ذات أهمية، وربما كنت سأتقدم بشكل أسرع".
تاسعًا: أهمية التعاون
يخبرنا الصحفي "أمضيت النصف الأول من حياتي المهنية وأنا أعمل بمفردي في الغالب. وأتمنى لو كنت فهمت بشكل أفضل نتيجة العمل عن كثب مع الآخرين، والقدرة على تقسيم الواجبات وفقاً لمجموعة من المهارات. فهذا يسمح لك بالتركيز على ما تفعله بشكل أفضل. وتظهر نتائج العمل ضمن مجموعة في صورة إنتاجية أفضل، وعمل بجودة أعلى."
عاشرًا: العادات الحميدة
نحن ما نعتاد عليه. "فبعض الأشياء التي اعتدت على القيام بها جيدة جداً، مثل الاستيقاظ الساعة 4:30 صباحاً كل يوم لنشر 500 إلى 1000 كلمة من المحتوى على مدونتي. فبعد 20 عاماً من القيام بتلك العادة، جعلني ذلك كاتبا أفضل. إن تحويل المهام إلى روتين يصبح في النهاية عادة أمر كنت أتمنى لو تعلمته منذ عقود."