طريقة واحدة فعالة للادخار... نتائجها سريعة ويمكن للجميع تطبيقها
أصبح ادخار الأموال حاجةً ضرورية في زماننا الحالي الذي تتوالى فيه الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية، فبغض النظر عن راتبك الشهري أو مدى قدرتك على الالتزام بخطة ادخارية محكمة أم لا، يجب عليك ألا تستهين مطلقًا بضرورة الادخار في هذا الزمن.
وهنا تجب الإشارة إلى أن الادخار الفعال ليس الادخار الذي تحافظ فيه على الأموال لوقت طويل بشكل نقدي، لكنه الادخار الذي تكون نتيجته هي حفظ قيمة أموالك، لذلك يقال إن الاستثمار الناجح يمكن أن يكون أكبر ادخار للمستقبل.
على أي حال فإن حديثنا اليوم متعلق بطرق تخصيص الأموال للادخار، أو بالأحرى عن طريقة أساسية بسيطة وفعالة أشار إليها موقع "فوربس" الاقتصادي في تقرير للكاتبين، "كونال فارما" و "آشيكا جاين"، اللذين أكدا أن وجود صندوق طوارئ أو مدخرات جيدة يجعل المرء مسترخيا ويعينه في مواجهة أي أزمة مالية قد تظهر له، كما أوضحا أن توفير المال هو مسألة اعتياد تبدأ ببطء ثم تتسارع وتصبح أصلا في حياة الإنسان.
ويؤكد الكاتبان في تقريرهما على أن توفير المال ينشأ بدافع العادة، فبمجرد ما تبدأ لن تتوقف، والطريقة الأكثر بساطة لبدء توفير المال هي وضع قائمة بنفقاتك الشهرية والسنوية، فعندما تريد الإنفاق، اسأل نفسك "هل أحتاج هذا الآن؟" حيث إن هذا يخلق بيئة يمكنك التوفير فيها بنجاح، وتمكنك من تحديد الأشياء التي لا تحتاجها.
وفي هذا الصدد، يمكن الاعتماد على قاعدة 50-30-20، التي يمكن تطبيقها كما يلي:
- تخصيص 50 بالمئة من الراتب للنفقات الأساسية الثابتة والتي تلبي الاحتياجات الشهرية؛ كفواتير الكهرباء والمياه ومصاريف التعليم ومصاريف الرعاية الصحية ومصاريف النقل ومصاريف الاتصالات وغيرها. ويختلف حجم هذه المصاريف من شخص لآخر طبقاً لعدة معايير مثل مستوى المعيشة وعدد أفراد العائلة والدخل الشهري.
- تخصيص 30 بالمئة من الراتب للنفقات المتغيرة؛ قد يعبر عنها بالكماليات التي تساهم في رفع مستوى رفاهية العيش؛ مثل التسوق والأنشطة الترفيهية والرحلات والهدايا. قد يختلف توزيع البنود الخاصة بقسم النفقات المتغيرة من شهر لآخر وذلك بحسب الأولوية والهدف المطلوب تحقيقه.
- تخصيص ما لا يقل عن 20 بالمئة من الراتب للخطط المالية المستقبلية مثل زيادة المدخرات، أو تعجيل سداد الديون، أو اتباع خطة استثمارية، أو الادخار لحالات الطوارئ.
لنضرب مثال على أرض الواقع؛ نفترض أن هناك شخص يحصل على راتب شهري قدره 1000 دولار، ويرغب في إدارة ميزانيته الشهرية من خلال اتباع قاعدة 50 – 30 – 20 لتقسيم الراتب.
الخطوة الأولى: تخصيص مبلغ 500 دولار لتغطية المصاريف الأساسية مثل الأقساط الشهرية، مصاريف السكن، فواتير الخدمات، مصاريف التنقل وغيرها.
الخطوة الثانية: تخصيص مبلغ 300 دولار لتغطية النفقات المتغيرة مثل التسوق، السفر، الأنشطة الترفيهية وغيرها.
الخطوة الثالثة: استقطاع ما لا يقل عن 200 دولار للادخار أو الاستثمار أو السداد المبكر للديون.
طرق أخرى بسيطة للادخار
أولًا طريقة الظرف
تعود هذه الطريقة إلى نحو 80 عامًا، لكنها لا تزال فعالة، يجب أن تتسلم دخلك كاملًا نقدًا ثم تحدد جميع المصاريف الشهرية التي ينبغي عليك تغطيتها، وبمجرد معرفة كيفية تقسيم دخلك، قم بوضع المبلغ المخصص لكل نوع من النفقات في ظرف خاص به.
بمجرد توزيع الأموال في المظاريف، ستعرف مقدار الأموال المتوفرة لديك للنفقات الأخرى الأقل أهمية، هذا إلى جانب تخصيص 10% من دخلك للادخار.
ثانيًا: تحدي الـ 30 يومًا
في هذا التحدي عليك تجميع العديد من الدولارات في شهر واحد، وهو ما سيساعدك في الحصول على "احتياطي أمان" في غضون بضعة أشهر.
وفي خطوات التطبيق، فينبغي توفير دولار واحد في اليوم الأول، ثم دولارين اليوم الثاني، وتكرار نفس الأمر مع بقية أيام الشهر وصولا إلى اليوم الثلاثين.
بهذه الطريقة، سيكون لديك في المحصلة 465 دولار. وإذا كان دخلك منخفضًا، يمكنك تخصيص أموال أقل للادخار كل يوم، والمهم هو التعود على الادخار، لأن النتائج تستحق العناء.