أوروبا تتعاون مع صاحب أكبر احتياطي نفطي في العالم لتعويض نفط روسيا المحظور

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن السماح لشركات طاقة أوروبية باستئناف تصدير النفط من فنزويلا إلى أوروبا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر وصفتها بالـ "مطلعة"، وهي خطوة من شأنها أن تعزز إمدادات النفط لدول الاتحاد الأوروبي التي فرضت حظراً جزئياً على نفط روسيا.

ونقلت رويترز عن "خمسة أشخاص مطلعين على الأمر"، قولهم إن شركة "إيني" الإيطالية وشركة "ريبسول" الإسبانية قد تباشران في شحن النفط الفنزويلي إلى أوروبا في أقرب وقت الشهر المقبل لتعويض الخام الروسي.

يأتي ذلك بعد بدء الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات على صادرات النفط من فنزويلا والتي استمرت لنحو عامين، بسبب خلافات عميقة بين البلدين.

وقد قال أحد الأشخاص الذين استشهدت الوكالة بكلامهم، إنه من المتوقع أن تحصل "إيني" و"ريبسول" على النفط بكميات غير كبيرة مبدئيًا، وسيكون تأثيرها محدوداً على أسعار النفط. لكن الضوء الأخضر لواشنطن لاستئناف تدفقات النفط الفنزويلي المجمدة منذ فترة طويلة إلى أوروبا يمكن أن يوفر دفعة رمزية للرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو".

وقالت المصادر ذاتها لـ "رويترز" إن وزارة الخارجية الأمريكية أعطت الإذن للشركتين باستئناف الشحنات في رسالة، في الوقت الذي تأمل فيه إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أن يساعد الخام الفنزويلي أوروبا على خفض الاعتماد على روسيا وإعادة توجيه بعض شحنات فنزويلا من الصين إلى القارة العجوز.

وأكدت، أن شركتي الطاقة الأوروبيتين، اللتين لديهما مشاريع مشتركة مع شركة النفط الفنزويلية التي تديرها الدولة، يمكنهما تسديد قيمة شحنات الخام من الديون غير المدفوعة وتوزيعات الأرباح المتأخرة لدى الشركة الفنزويلية.

وقال أحد الأشخاص الذين نقلت عنهم الوكالة إن الشرط الرئيسي لبدء التصدير هو أن النفط المستلم "يجب أن يذهب إلى أوروبا ولا يمكن إعادة بيعه في مكان آخر".

وأضاف أن واشنطن تعتقد أن شركة النفط الفنزويلية لن تستفيد مالياً من هذه المعاملات الخالية من النقد، على عكس مبيعات النفط الحالية للصين.

هذا وكانت فنزويلا قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 2019، فيما حاولت الولايات المتحدة الإطاحة بالرئيس "نيكولاس مادورو"، الذي لم تعترف بإعادة انتخابه عام 2018، من خلال فرض حزمة عقوبات على فنزويلا ولا سيما حظر استيراد النفط منها.

وقبل قطع العلاقات عام 2019، كانت الولايات المتحدة المشتري الرئيسي للنفط الفنزويلي.

هل يمكن أن يكون بحر النفط الذي تقع عليه فنزويلا بديلًا عن الوقود الروسي؟

رغم أن فنزويلا تملك احتياطات نفط بين الأكبر في العالم، إلا أن الخبير النفطي "رافاييل كويروز"، يعتبر أنها "ليست خيارا بديلا عن النفط الروسي".

ويضيف الخبير: "كي تصبح خيارا مناسبا، يجب أن يكون لديها القدرة على زيادة إنتاجها"، مشيرا إلى أنه تم توجيه الإنتاج الحالي بعد الحظر الأميركي نحو الحلفاء السياسيين على غرار الصين والهند، بحسب وكالة" فرانس برس".

علمًا أن الرئيس الفنزويلي كان قد وعد مؤخرا بأن بلاده ستنتج هذا العام مليوني برميل في اليوم مهما حصل.

في المقابل فإن الخبير الاقتصادي المتخصص بشؤون النفط "كارلوس ميندوزا بوتيلا"، يؤكد أن "الأمر سيستغرق "4 أو 5 سنوات لتحقيق هذا الهدف".

علاوةً على ذلك، فإن بعض مواقع استخراج النفط في فنزويلا متداعية وحتى مهجورة، حيث يتطلب تحديث البنى التحتية ملايين الدولارات من الاستثمارات الأجنبية، وفقا للوكالة الفرنسية.

ويرى الخبراء أن هذه الأموال لن تؤمن إلا بإصلاح قانون المحروقات وضمان السلامة القانونية للشركات الخاصة التي تعرضت للتأميم في الماضي، ورفع العقوبات الأميركية للتمكن من التصدير.

ويعتبر الخبراء أن مصلحة واشنطن حاليًا هي أن تزيد فنزويلا إنتاجها وأن تسهم في استقرار أسعار النفط في السوق العالمية.