خطأ يقع به الكثيرون... تعرف على الفرق بين الصناعة والإنتاج

من الأخطاء الشائعة التي يقع بها الكثير من الناس هي اعتبار الإنتاج والتصنيع كلمتين بنفس المعنى، إلا أن الإنتاج عملية أوسع بكثير من أن يتم حصرها بتصنيع شيء ما، وبينما يتم استخدام كلمة الإنتاج في العديد من السياقات، سواء داخل الصناعة أو خارجها، فإن كلمة التصنيع تُستخدم عادة في القطاع الصناعي فقط.

لو اعتبرنا أن الإنتاج بستان كامل فإن التصنيع شجرة في هذا البستان، ومن ثم يمكن القول بأن جميع أنواع التصنيع تدخل تحت فئة الإنتاج، بينما لا تدخل جميع أنواع الإنتاج تحت فئة التصنيع.

ما الفرق بين الإنتاج والتصنيع؟

يمكن تعريف الإنتاج ببساطة على أنه تحويل المدخلات، بمختلف أنواعها المادية وغير المادية والخام والمعقدة، إلى مخرجات عبر عدد من العمليات. بينما يشمل التصنيع جميع العمليات التي يكون استهلاك المواد الخام بها ضرورياً، ومن ثم فإن الاختلاف المميز بينهما يكمن في المواد الخام.

يمكن أيضاً أن تُستخدم كلمة "إنتاج" في العديد من المجالات المتنوعة، فأحيانًا نستخدمها للإشارة إلى عمل أدبي أو فني، أو عرض مسرحي أو درامي، كما يُقال أيضاً منتجي الأفلام، ولا تُستخدم كلمة تصنيع في أي من الأمثلة المذكورة.

وبالنسبة للتصنيع فهناك تعريف بسيط له، وهو صنع سلعة أو مادة قابلة للاستخدام من مادة خام، ومن الأمثلة على ذلك إنتاج المصانع الصلب باستخدام الحديد، أو إنتاج الأثاث باستخدام الخشب.

باختصار، فإن المنتجات الملموسة يمكن إنتاجها أو تصنيعها، بينما المنتجات غير الملموسة مثل الأعمال الفنية لا يمكن تصنيعها وإنما إنتاجها فقط. وعندما يتم إنتاج شيء ما أيضاً وفقاً لخطة منظمة تتضمن التخصص وتقسيم العمل، فإن أفضل وصف لهذا النوع من الإنتاج هو التصنيع.

ما أهمية التفريق بين هذين المصطلحين؟

في العالم الحديث باتت كلمة التصنيع تستخدم أكثر للعمليات التي يمكن إنجازها باستخدام الآلات، وأصبح الشرخ يتوسع بين ما يتطلب وجود وتدخل الإنسان وبين ما يمكن إنجازه باستخدام المكنات المؤتمتة.

لذلك فإن مصطلح التصنيع والصناعة عالميًا بات يتحول إلى مفهوم يتعلق بسلسلة إنتاج تعتمد على خطة منظمة وتتضمن آلات يمكن برمجتها لتسيير العملية؛ بينما تشترط عمليات الإنتاج تدخل الإنسان وتواجد الموظفين، وهذا التطور سيؤثر على التسميات في سوق الوظائف والمجالات الاقتصادية والعلمية.

والجدير بالذكر أن العديد من الكلمات الأجنبية قد دخلت إلى اللغة العربية رغم وجود مصطلحات فصحى مؤهلة لأن تحمل معناها، بسبب عدم اهتمام الناس بالتفريق بين المصطلحات في المجالات العلمية والاقتصادية، فيؤول الأمر إلى أن الكلمة تتطور لأن تصبح غير قابلة للفهم إلا كمصطلح أجنبي.