المدينة الفاضلة للبيتكوين... السلفادور تخطط لبناء مدينة مذهلة تعتمد على عالم الكريبتو

أفصح الرئيس السلفادوري "نجيب بوكيلة"، عن الشكل الذي ستبدو عليه مدينة “بيتكوين” التي تخطط دولته لبنائها، مؤكدًا أن تطويرها “يأتي بشكل جميل”.

ونشر "بوكيلة" فلسطيني الأصل، عبر حسابه في “تويتر”، في وقتٍ سابق من الشهر الحالي، صورًا لنماذج مصغرة للمدينة التي تعمل بما أسماه ”الوقود المشفر”، والتي سيتم بناؤها بالقرب من بركان كونتشاغوا، على خليج فونسيكا جنوب شرقي الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.

هذه المدينة التي وصفها بعض أنصار العملات الرقمية بأنها “المدينة الفاضلة المشفرة”؛ ستكون خالية من الضرائب، سواء على الممتلكات أو الدخل أو البلدية، ولن ينتج عنها أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى امتلاكها مطارًا.

وسيتم استخدام الطاقة الحرارية الجوفية من البركان لتشغيل المدينة، وكذلك لتعدين عملة “بيتكوين”، علمًا أن تعدين البيتكوين كان يتعرض للانتقاد بسبب استهلاكه الكثيف للطاقة والموارد، مما يضر بالبيئة.

ويتزامن هذا الحديث عن التصميمات المعمارية والصور التوضيحية لمدينة “بيتكوين”، التي قدمها المهندس المعماري "فرناندو روميرو" إلى حكومة السلفادور، في وقت تشهد فيه سوق العملات المشفرة انهيارًا واسع النطاق وأيامًا عصيبة، مثلها بذلك مثل سوق الأسهم التي تتدهور أيضًا إثر سياسة الولايات المتحدة الجديدة بخصوص تشديد الفائدة.

وأظهر المهندس المكسيكي الذي قدم مخطط المدينة "روميرو" (هو صهر الملياردير من أصول لبنانية كارلوس سليم)، في عرض تقديمي، مدينة دائرية الشكل تضم ثماني مناطق تطوير على الأقل في شكل محيط.

وكان الرئيس "بوكيلة"، قد أعلن عن خطط حكومته لتطوير مدينة “بيتكوين” لأول مرة في مؤتمر أمريكا اللاتينية منذ ستة أشهر، على أمل تشجيع النمو الاقتصادي وجذب الاستثمار الأجنبي.

ما هي خطة السلفادور لتحويل هذا المشروع المثير إلى واقع؟

صرح "بوكيلة" في الماضي أنه يهدف إلى الحفاظ على المدينة واقفة على قدميها من خلال استخدام الدخل الفائض من عملة “بيتكوين” على وجه الخصوص. ومن المقرر تنفيذ العمل على منحدرات بركان كونتشاغوا، في مقاطعة لا أونيون، باستثمار قدره 500 مليون دولار أمريكي.

وللحصول على السيولة من أجل هذا المشروع، ستقدم السلفادور مليار دولار في شكل سندات رمزية مدتها عشر سنوات، وستدفع السندات فائدة سنوية بنسبة 6.5%، وستدر أرباحًا بعد خمس سنوات عندما يتم بيع نصف رأس المال بالكامل، وفق آلية إقراض جماعي تستند إلى الاعتقاد بأن عملة “بيتكوين” ستستمر في الارتفاع.

ويعتبر التمويل معقدًا، لأنه يعتمد على إيداع ألف مليون دولار أمريكي في سندات “بيتكوين”، التي تخلت عنها الحكومة السلفادورية، وتعاني السلطات من ظروف معاكسة في الأسواق نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

علاوة على ذلك، أظهر سعر “بيتكوين” علامات التراجع مع وصوله إلى مستويات منخفضة قياسية للعام الحالي، وفشله في الصمود أمام التضخم وقرارات الفائدة (كان أنصار البيتكوين يفتخرون بأنه أصل مالي ممتاز للتحوط ضد التضخم).

الجدير بالذكر، أنه عندما أعلنت السلفادور عن مدينة “بيتكوين” لأول مرة في تشرين الثاني 2021، كان سعر العملة المشفرة أكثر من 56 ألف دولار أمريكي.

ما هي أخبار السلفادور بعد تدهور البيتكوين؟

تدهورت التوقعات المالية للسلفادور بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، وأثار اعتماد “بيتكوين” شكوكًا في الأسواق المالية التقليدية، وانخفضت أسعار السندات السلفادورية بنسبة 15% في نيسان الماضي وحده.

لكن رئيسها "بوكيلة" لا يزال مخلصًا لالتزامه تجاه “بيتكوين”، وقد أضاف إلى خزينة دولته، في 9 من أيار الحالي، حوالي 500 عملة أخرى من “بيتكوين”، بقيمة 15.5 مليون دولار إلى خزائن الحكومة، ليصبح المجموع 2.301 عملة، تم شراؤها منذ إعلان “بيتكوين” عملة رسمية للبلاد.

واشترت السلفادور عملة “بيتكوين” بمتوسط ​​سعر 30744 دولارًا، وفقًا لتغريدة الرئيس بوكيلة، ليصل إجمالي احتياطي الدولة إلى حوالي 71.7 مليون دولار بالأسعار الحالية، بناء على البيانات التي تتبعها “بلومبيرغ”.

هذا ويتضمن جزء من انتقال السلفادور على الصعيد الوطني إلى عملة “بيتكوين”، إطلاق محفظة افتراضية وطنية تسمى “Chivo” تقدم معاملات دون رسوم، وتسمح بالدفع السريع عبر الحدود.

وبالنسبة لدولة لا يتمتع 70% من مواطنيها بإمكانية الوصول إلى الخدمات المالية التقليدية، يُنتظَر من محفظة “Chivo” تقديم وسيلة تنقل مريحة لأولئك الذين لم يكونوا من قبل جزءًا من النظام المصرفي.

وقد أقر مديرو صندوق النقد الدولي أن محفظة “Chivo” الإلكترونية يمكن أن تسهل وسائل الدفع الرقمية، وبالتالي تساعد على “تعزيز الشمول المالي”، على الرغم من أنهم أكدوا الحاجة إلى “تنظيم ورقابة صارمة”.

هذا ويعد "بوكيلة" أحد أبرز المدافعين عن العملة الرقمية، إذ استثمر ملايين الدولارات من الأموال الحكومية في العملة المشفرة، وأصبحت السلفادور في عهده أول دولة في العالم تتبنى عملة “بيتكوين” كعملة رسمية عام 2021.