إيران تستبشر بإمكانية حظر النفط الروسي بعد نشوب ما هو أشبه بحرب طاقة باردة بين البلدين

من المعروف أن مشاكل الطاقة في العالم لا تتعلق بوفرة أو ندرة مصادرها، بل بكيفية الوصول إلى تلك المصادر والدول التي تتحكم بها، لذلك يجد المعسكر الغربي نفسه مضطرًا لتحقيق معادلة تكون نتيجتها التسبب بأقل الضرر، وهو يعلم أنه لن يكون صاحب الكلمة العليا في معركة الطاقة على الدوام.

من هذا المنطلق ظهرت إيران كمصدر محتمل لواردات الطاقة بدلًا عن روسيا، وقد استبشرت الحكومة الإيرانية بذلك وسعت إلى وضع أوراقها على الطاولة بخصوص الاتفاقيات النووية كثمن لتحرير الغرب من النفط الروسي، علمًا أن إيران تمتلك أحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم.

في هذا الصدد، فقد أكد تقرير أمريكي أن أي قرار غربي بحظر النفط الروسي، قد يرفع الطلب على الخام الإيراني وسيجعل سوقه ”مزدحما بالمشترين“، وبالتالي تسريع الوصول إلى الاتفاق النووي مع طهران لأجل ذلك.

وذكر التقرير الذي نشرته شبكة "CNN"، أن ”الاتحاد الأوروبي يسعى للانضمام إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في فرض عقوبات على النفط الروسي“.

وأفاد بأن ”مسؤولين أوروبيين يحاولون التوصل إلى توافق بشأن وقف واردات النفط الروسية، قد يوقعه قادة الاتحاد في بروكسل الأسبوع المقبل“. بالإضافة إلى أنه ”إذا تم التوصل إلى اتفاق، فستحرم روسيا من أكبر سوق نفطي لها“.

وأوضح التقرير أنه ”بالنسبة لإيران التي تعاني من حظر صادرات النفط، فإن هذا يعني أن سوق نفطها سوف يزدحم، وسيكون لدى المشترين المزيد من الخيارات“.

وتابعت الشبكة الأمريكية: ”من المحتمل أن تبدأ حرب أسعار بين المنتجين. وهذه الخطوة قد تعطي المزيد من الإلحاح لطهران للتوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي الذي تخلت عنه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018. وسوف يرفع الاتفاق العقوبات ويعيد النفط الإيراني للسوق العالمية“.

حرب طاقة باردة بين روسيا وإيران:

نقلت ”CNN“ عن خبراء قولهم إن ”صادرات النفط الخام الإيراني إلى الصين تراجعت منذ أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، في حين ارتفع حجم صادرات النفط  الروسية إلى الصين“.

ومنذ بداية الحرب، اشترت الصين أكثر من 7.5 مليار دولار من الوقود الأحفوري الروسي، فيما تراجعت صادرات النفط الإيرانية للصين بأكثر من الربع.

وذلك إن دل فيدل على حرب الطاقة الباردة بين الصديقتين السابقتين روسيا وإيران، وهو دلالة أيضًا أن الصين تولي أهمية لمصالح حليفها الروسي، ولو على حساب تضرر الأطراف الإيرانية.

في نفس السياق، يقول "أمير هنجاني" من ”معهد كوينسي“ الأمريكي: ”أعتقد الآن أن الانخفاض بصادرات النفط الإيراني بحوالي الربع يوشك أن يصبح الثلث وأنه مع توجه العملاء الصينيين إلى شراء نفط أقل من إيران وطلب تخفيضات سعرية أكبر، فقد تفقد طهران عائدات حيوية من العملات الأجنبية“.

وأضاف أن ”شريان الحياة الوحيد الذي تمتلكه إيران في الوقت الحالي لخامها يمر عبر الصين... لقد كانت الصين حقا هي التي تبقي إيران واقفة على قدميها“.

وقال خبراء نفط إن ”روسيا تعرض على الصين حسومات سعرية ودرجة نفط أعلى، ما أثار قلق البعض في إيران وسط مخاوف من حرب أسعار“.

وكان وزير النفط الإيراني "جواد أوجي"، ذكر أن ”طهران تبيع نفطها بسعر جيد وأنه تم تحديد أسواق جديدة“.

بدوره، أوضح "حميد حسيني"، عضو مجلس إدارة اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني، أن ”على الحكومة أن تدرك أن صادرات النفط الإيرانية إلى الصين قد تتضرر مع دخول روسيا هذا السوق“.

وأضاف: ”يمكننا القول أخيرًا إن روسيا أخذت نصيبنا، وأن الوضع يمثل أفضل فرصة لإحياء الاتفاق النووي“.