5 مواضع خفية لهدر المال... تجنبها لوضع مالي أفضل وأكثر استقرارًا

وسط الأحداث التي يشهدها العالم اليوم، وارتفاع معدل التضخم وزيادة الأسعار بشكل كبير، مع توقعات باتجاه الأسعار نحو المزيد من الارتفاع، بات من الضروري أن يتتبع الأشخاص نفقاتهم بحذر، حتى يعرفوا أين ينفقون أموالهم، ويتجنبوا النفقات غير الضرورية.

من السهل تتبع مواضع صرف الأموال الكبيرة، كإيجار المنزل أو الفواتير، لكننا قد نهدر كميات لا يستهان بها من الأموال في مواضع أخرى خفية، بحيث لا تبان على أنها نفقات كبيرة لوحدها لكنها تجتمع لتشكل عبئًا شديدًا على مصروفنا الشهري.

أولًا: إهدار الطعام

وفقا لاستطلاع أجراه موقع "ذا أسينت" (The Ascent) الاقتصادي، فإن 3 من بين أكثر 10 طرق نهدر بها الأموال ترتبط بالطعام والشراب.

يقع الكثير من الأشخاص في خطأ إهدار الطعام؛ نتيجة شراء أشياء أكثر من حاجتهم، وهو الأمر الذي لا يتسبب فقط في إهدار الأموال، وإنما أيضاً إهدار الموارد التي يعاني الكثير من الفقراء والمحتاجين الأمرين للحصول عليها.

 ومن أجل تجنب ذلك ينصح الخبراء الأشخاص بفحص ثلاجاتهم قبل الذهاب للمتجر، وتحديد الوجبات التي سيقومون بطهيها (وقائمة التسوق) بناءً على العناصر الموجودة في الثلاجة بالفعل، وبهذا لا يضمنون فقط أن هذه العناصر لن تفسد، وإنما يضمنون أيضاً أنهم لن يشتروا سلعاً ليسوا في حاجة إليها.

ثانيًا: عدم طلب خصم

تضع العديد من المتاجر تسعيراتها على اعتبار أن الزبون سيفاوض على السعر مسبقًا، ويُعتبر الزبون الذي يرضى بأول سعر يعرض عليه في هذه الحالة هو ضحية سهلة لهم.

لا ينطبق هذا الأمر في جميع أماكن التسوق فبعضها تعتمد بالفعل أسعار ثابتة وسيكون من المحرج لك مفاوضتها على تخفيضات. لذا يجب عليك فهم هذه التفاصيل جيدًا وهي أمور متعلقة بعادات البلد، إذ تعتبر المفاوضة على السعر أمر شائع في متاجر الألبسة الصغيرة والمتوسطة والأسواق الشعبية على سبيل المثال، لكنها ليست كذلك في محلات الماركات والمتاجر التي تعتمد أسعار ثابتة.

ثالثًا: النظام المالي السيء

يمكن أن يعيش شخص منتظم ودقيق بـ 100$ شهريًا، بينما يحصل شخص آخر على 500$ ويشتكي دائمًا أنها لا تكفيه.

السر يكمن في الانتظام المالي والتخطيط؛ كل شيء من حولنا يدفع الإنسان للإنفاق، لكن السؤال الأهم هو: "متى وكيف وكم سأنفق؟".

كلما زاد وعيك بكيفية استخدامك للمال لأسباب عاطفية، زادت قدرتك على الادخار، فمثلا إذا مر أحدهم بيوم عصيب، وكان يتوق إلى الرفقة للشعور بالتحسن، فمن السهل أن يطلب من صديق اللقاء لتناول العشاء، ولكن على المرء حينها إدراك حقيقة أن حاجته تكمن في التواصل الاجتماعي، والتي يمكن إشباعها دون إنفاق المال، إن تحديد الحاجة الأساسية يعد الخطوة الأولى نحو وضع خطة أكثر استدامة لتلبيتها.

رابعًا: الأقساط

قد يبدو الشراء بالتقسيط فكرة سديدة حينما تكون بحاجة إلى سلعة أو منتج لا تستطيع سداد ثمنه على دفعة واحدة. لكنه فكرة سيئة للغاية حينما يتحول إلى أسلوب حياة، وتصبح تستخدمه للحصول على الكماليات التي يمكن أن تنتظر.

يحصل بعض الأشخاص على مدخول شهري جيد وكافي لتلبية متطلبات المعيشة، لكنه يعيش فعليًا بالحد الأدنى وعلى حافة الفقر، والسبب أنه متورط بعدد كبير من الأقساط لمنتجات عديدة تعتبر من الكماليات وتتسبب بهدر سيولته على مدار العام.

 خامسًا: الإنفاق الاستهلاكي

الانفاق الاستهلاكي هو وحش جامح لا يعرف الشبع ويستمر بالتهام راتبك أو مصروفك الشهري باستمرار بدون أن تدرك. لا ينبغي أن تكون رغبتك بالاستهلاك هي سبب الإنفاق، بل حاجتك للاستهلاك.

لنوضح ذلك بمثال بسيط: خالد شخص ينفق حسب رغباته ويعتبر الدافع الوحيد لشراء أي منتج هو إذا كان يرغب به أم لا، بينما أحمد ينفق على الأمور التي يشعر أنه بحاجة لإنفاق الأموال عليها.

في كل أسبوع: يصرف خالد 50$ مثلًا على الطعام لكنه لا يتناول طعامًا جيدًا، لأنه يقرر دائمًا طعام اليوم حينما يشعر بالجوع، وينتهي به الأمر بطلب وجبة سريعة وإنفاق الكثير من الأموال على طعام منخفض الجودة. في الوقت نفسه، يستيقظ أحمد وهو يعرف جيدًا ما سيطبخ لهذا اليوم ويقوم بالتسوق منذ الصباح ليحصل في النهاية على طعام منزلي مرتفع الجودة وبتكلفة أقل.

متابعةً للمثال نفسه: ينفق خالد الكثير من الأموال على اللباس ودائمًا ما ينتهي به الأمر مفلسًا بقية الشهر بعد دخوله لأي متجرٍ أو سوق. بينما يقبض أحمد الراتب نفسه لكنه لا يشتري اللباس عندما يشعر أنه يرغب بذلك، بل يراقب أوقات الخصومات ونهاية المواسم جيدًا ليشتري القطعة التي يحتاجها فقط ويحصل عليها بسعر مناسب.

في النهاية يحصل أحمد وخالد على الراتب نفسه كل شهر، لكنك ستجد أحمدًا يعيش نمط حياة متزن ويتطور ماليًا بانتظام، في الوقت ذاته يتخبط خالد في الديون ويزعج من حوله بالشكاية حول غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة طوال الوقت.