السماح بتصدير الثوم من سوريا بعدما أصبح علفًا للماشية وتسبب بخسائر هائلة للمزارعين
أعلنت الحكومة السورية عن إزالة الحظر المفروض على تصدير بعض المحاصيل الزراعية الكاسدة في البلد، حيث تم السماح لـ "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي" بتصدير محصولي الثوم والبصل بالإضافة إلى زيت الزيتون، إلى خارج سوريا لمدة لا تتجاوز الشهرين فقط.
ووافق رئيس مجلس الوزراء "حسين عرنوس"، يوم الخميس الماضي على توصية تقدمت بها اللجنة الاقتصادية بناءً على تأييدها مقترح "وزارة الزراعة"، بالسماح بتصدير البصل والثوم لمدة شهرين فقط اعتباراً من تاريخ صدور التوصية، وفق وكالة الإعلام الرسمية "سانا".
ونصّت التوصية على ألّا تتجاوز كمية البصل المُصدّرة 3 آلاف و600 طنّ، وكمية الثوم الـ 5 آلاف و600 طن، على أن تتم إعادة دراسة واقع السوق وفق التطورات السعرية والإنتاجية لهاتين المادتين.
كما تضمنت التوصية السماح بتصدير كمية لا تتجاوز الـ 5 آلاف طن من زيت الزيتون لمدة شهرين أيضاً اعتباراً من تاريخ صدور التوصية، بشرط تصديره ضمن عبوات لا تزيد سعتها على 8 لترات.
وبحسب الوكالة، جاءت توصية اللجنة الاقتصادية "بعد دراسة واقع توافر بعض المنتجات الزراعية في السوق المحلية من قبل الوزارات المعنية ولوجود فائض من إنتاج البصل والثوم وزيت الزيتون أكبر من حاجة السوق خلال الفترة الحالية ولضمان حصول المزارعين على سعر عادل يوازي جهدهم وعملهم طيلة الموسم الزراعي ولتشجيعهم على الاستمرار بالعملية الزراعية".
وقبل ذلك، كان رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية "محمد كشتو"، قد دعا إلى إنقاذ موسمي الثوم والبصل والسماح بإعادة تصدير المادتين.
وقال "كشتو" قبل بضعة أيام: بعد العملية العسكرية في أوكرانيا في شهر آذار الماضي أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية قراراً منعت بموجبه تصدير مجموعة من المواد من ضمنها مادتا الثوم والبصل لمدة شهرين، وبعد انتهاء المدة صدر قرار بالسماح بتصدير المتة فقط، وما زال قرار عدم السماح بإعادة تصدير الثوم ساري المفعول"، لافتاً إلى أن الغرفة قامت بإرسال كتاب إلى وزير الاقتصاد للسماح بتصدير الثوم والبصل وتأمل الإسراع بالموافقة.
وعلى إثر كساد المحصول والانخفاض الكبير الحاصل بمستويات قياسية لسعر الثوم بسبب منع تصديره، عمد المزارعون إلى تحويل محصولهم إلى علف للماشية.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "الوطن"، عن أحد كبار الفلاحين في ريف دمشق، قوله إن سعر كيلو الثوم في عام 2020 كان يتراوح بين 1100 و1200 ليرة، أما اليوم ومع ارتفاع تكاليف الإنتاج لا بد أن يكون السعر المنطقي يساوي 10 أضعاف ذلك.
لكن ما حصل فعليًا أن سعر النوع الممتاز من الثوم البلدي أو الصيني بات يتراوح في سوق الهال بين 200 و300 ليرة سورية للكيلو الواحد، وبكميات تسويقية كبيرة. أي أقل من ثمن نقله ومن أجور جمع محاصيله.