إيران تدرس إمكانية تصدير الغاز لأوروبا بدل الروس بعدما أغرتها الأسعار الباهظة لموارد الطاقة

أفاد مسؤول في وزارة النفط الإيرانية، يوم أمسٍ الأحد، أن بلاده تدرس إيران إمكانية تصدير إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا على خلفية ارتفاع أسعار موارد الطاقة نتيجة الحرب في أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، نقلت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية (شانا) عن نائب وزير النفط "مجيد تشغني" قوله إن "إيران تدرس هذا الأمر لكننا لم نتوصل إلى نتيجة بعد". وأضاف أن "إيران تسعى دائماً لتطوير دبلوماسية الطاقة وتوسيع السوق".

وعلى الرغم من امتلاك إيران أحد أكبر احتياطيات الغاز المؤكدة في العالم، إلا أن هذا القطاع تعرض لعقوبات أميركية مشددة أُعيد فرضها عام 2018، عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015.

الجدير بالذكر أنه بدأت في فيينا، العام الماضي، محادثات بهدف إحياء الاتفاق النووي، لكنها تعثرت منذ أسابيع بسبب بعض القضايا العالقة.

وقد أدّى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية، خصوصاً مع اعتماد العديد من الدول الأوروبية على موارد الطاقة الروسية.

وازداد الوضع سوءاً، الأربعاء الماضي، مع إعلان كييف أن روسيا أوقفت إمدادات الغاز إلى محطة رئيسية في شرق أوكرانيا تقوم بنقله إلى أوروبا، ما أثار مخاوف من تفاقم أزمة الطاقة في القارة الأوروبية.

ولتبيان مدى اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، يكفي ذكر أن الاتحاد الأوروبي قد استورد 155 مليار متر مكعب من الغاز من روسيا العام الماضي، أي 45% من إجمالي واردات الاتحاد من الغاز الطبيعي.

هل يمكن لإيران فعلًا أن تكون بديلًا عن روسيا؟

هذه ليست المرة الأولى التي تراود فيها فكرة تصدير الغاز إلى أوروبا الأوساط الإيرانية، إلا أن مراقبين في طهران يرون في تفاقم الأزمة بين روسيا والعالم الغربي فرصة لإعادة المياه إلى مجاريها، ووضع العلاقات الإيرانية الأوروبية على المسار الصحيح، لا سيما وأن طهران تخوض مفاوضات حثيثة مع الجانب الأوروبي ضمن جهود إحياء الاتفاق النووي.

بعد الشعور الأوروبي بأن أمن طاقته أصبح رهينة لأي خلاف مع روسيا، وضرورة التفكير في بدائل مناسبة، هناك من يعتقد في إيران أن امتلاك البلاد ثاني أكبر احتياطي غاز في العالم بعد روسيا يؤهلها إلى أن تحل محل العملاق الروسي في مد حلفاء الماضي القريب بكميات من الغاز عبر خطوط أنابيب تمر عبر تركيا ودول البحر الأسود إلى رومانيا، أو عبر العراق وسوريا والبحر المتوسط، ومن هناك إلى أوروبا.

ورغم كثرة الأصوات المنادية بالعمل على تفعيل اتفاقية أنبوب "خط الصداقة" الموقعة مع العراق وسوريا عام 2011 لإيصال الغاز الطبيعي الإيراني إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، فإن شريحة من خبراء الاقتصاد يرون فرص نجاح هذه المشاريع ضئيلة جدا نظرا إلى التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الماثلة أمامها.

إذ وصف رئيس تحرير الشؤون الاقتصادية بوكالة مهر الإيرانية "محمد حسين سيف اللهي" تنفيذ مشاريع مد أنابيب الغاز لآلاف الكيلومترات بأنه مضيعة للوقت ورؤوس الأموال.

وقلل من أهمية ما يقال عن تقديم إيران الغاز البديل لأوروبا، مؤكدا أن روسيا تغذي نحو 40% من الحاجة الأوروبية عبر عدة خطوط أنابيب، في حين أن إيران لم تستكمل خطا واحدا بعد، والأجدر بها العمل على إكمال مشروع خط نقل الغاز إلى باكستان الذي توقف منذ أعوام رغم الأموال الهائلة التي صرفت من أجله.