أمريكا تعتزم تطبيق نظام 0 رسوم جمركية على الصين بعدما أرهقها التضخم
كشف الرئيس الأميركي "جو بايدن"، في تصريحات حديثة، عن إمكانية إلغاء بعض التعريفات المفروضة على الواردات الصينية للمساعدة في السيطرة على ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، في وقت تستعد خلاله وول ستريت لإصدار تقرير عن ارتفاع التضخم أكثر من 8%.
هذا ويؤكد الخبراء أن الولايات المتحدة لا تنوي تطبيق نظام 0 ضرائب على الواردات الصينية بشكل فوري، لكنها تعتزم الوصول إلى هذه النقطة بالتدريج في إطار محاولة السيطرة على التضخم المرتفع لنسب تاريخية.
هل ذهبت جهود ترامب في حربه مع الصين عبثًا؟
تدرس إدارة "بايدن" هذا الشهر خطوة أولى نحو إجراء مراجعة قانونية مدتها أربع سنوات للتعريفات الأميركية على البضائع الصينية.
وفي خطابه من واشنطن، أفاد الرئيس الأميركي أن إدارته تعيد النظر في العقوبات التي تم فرضها في عهد الرئيس السابق "دونالد ترامب"، في إطار الحرب التجارية مع الصين حينها، والتي رفعت أسعار طيف واسع من السلع الصينية الهامة بما في ذلك الملابس والأثاث ووصلت حتى حفاضات الأطفال.
والسؤال هنا: "هل ذهبت جهود ترامب في حربه مع الصين ومعاندتها عبثًا؟"
الجواب قد يكون نعم، فلدى الولايات المتحدة ملفات وقضايا أهم بكثير حاليًا، خصوصًا بعدما أشار الرئيس الأمريكي مجددًا أن بروتوكولات مكافحة كوفيد-19 في الداخل والخارج وعملية الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" العسكرية في أوكرانيا قد تسببت في ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة لها منذ أوائل الثمانينيات.
وضع كل ذلك المواطن الأمريكي أمام نسب تضخم لم يعتد أن يراها، وباتت قدرة الدولار الشرائية معرضة للتدهور فعلًا بعدما كان سيد العملات والملاذ الآمن طوال السنوات الماضية.
شدد "بايدن" على أن الحرب أدت أيضًا إلى ارتفاع أسعار العقود الخاصة بالمنتجات الغذائية الأساسية مثل القمح والذرة، والتي ارتفعت بنسبة 40% و30% على التوالي في عام 2022، حيث تورد روسيا وأوكرانيا معًا أكثر من ربع الانتاج العالمي للقمح.
وبالحديث عن التضخم فقد أشارت العشرات من استطلاعات الرأي إلى أن الأميركيين يرون الآن أن التضخم هو المشكلة الأكبر التي تواجه الولايات المتحدة وتهدد التعافي الاقتصادي من كوفيد-19.
وتأتي تصريحات "بايدن" بعد يوم من إعلان إدارته أن الولايات المتحدة سترفع مجموعة مختلفة من التعريفات التي وضعها "ترامب".
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة والصين كانتا قد توصلتا إلى هدنة في عام 2020، حيث اتفق الجانبان على عدم إضافة تعريفات جديدة.
كما وافقت بكين على زيادة مشترياتها من السلع والمنتجات الزراعية الأميركية. لكن الدولة الآسيوية أخفقت في تحقيق هدفها، حيث اشترت 57% فقط من الصادرات الأميركية التي وعدت بشرائها بحلول نهاية عام 2021.
وقد ألغت إدارة "بايدن" بالفعل بعض الرسوم الجمركية التي تم فرضها في عهد "ترامب" على الواردات الصينية في مارس/آذار. لكن "بايدن" ترك تعريفة جمركية على 350 مليار دولار من البضائع الصينية. وفي غضون ذلك، تركت بكين تعريفاتها الانتقامية على بعض المنتجات الزراعية وبعض السلع أميركية الصنع.
وكان "ترامب" قد فرض خلال فترة حكمه رسوما بنسبة 25% على نصف صادرات الصين تقريبا إلى الولايات المتحدة.