أوكرانيا تتبنى تصعيدًا خطيرًا وتمنع مرور ثلث واردات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها

صرّحت شركة نقل الغاز الأوكرانية "جي تي إس"، بأنها ستحظر مرور حوالي ثلث الغاز الروسي الذي يمر عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا؛ بسبب حرب موسكو على البلاد.

في التفاصيل، أعلنت شركة "جي تي إس" الأوكرانية، في بيان قد نُشر على موقعها الرسمي على الإنترنت، وأوردته وكالة "أسوشييتد برس"، أنّ الحرب جعلت من المستحيل الوصول إلى مناطق من شبكة توريدات الغاز وضمان سلامتها، لا سيما في النقاط التي تسيطر عليها روسيا في منطقة لوغانسك.

وعلى إثر ذلك، أفادت الشركة بأنها ستوقف نحو 32.6 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، في إطار التطبيق العاجل لهذا القرار.

ووصفت الشركة الوضع الذي أدى إلى قرارها بأنه يأتي نتيجة "القوة القاهرة"، وهو مصطلح قانوني يستخدم عندما يحدث أي ظرف غير طبيعي يمنع تنفيذ العقود، مثل الكوارث الطبيعية والحروب.

وقالت الشركة إنّ الإغلاق سيبدأ اليوم الأربعاء، وستقدم لروسيا فرصة لمحاولة إعادة توجيه الغاز عبر معبر آخر تسيطر عليه الحكومة الأوكرانية.

وأضافت الشركة الأوكرانية أنها أبلغت غازبروم مراراً بتهديدات عبور الغاز بسبب تصرفات قوات الاحتلال التي تسيطر عليها روسيا، وشددت على وقف التدخل في تشغيل المنشآت، لكن تم تجاهل هذه المناشدات.

طلب أوكرانيا غير منطقي ومستحيل:

اعتبر "سيرغي كوبريانوف"، المتحدث باسم شركة غازبروم الروسية العملاقة للغاز الطبيعي التي تسيطر عليها الدولة، أنّ طلب أوكرانيا بتوجيه الشحنات عبر مركز آخر "مستحيل من الناحية التكنولوجية"، وأنّ الشركة لا ترى أي أساس للقرار.

وقد استغرب البعض من التصعيد الأوكراني الذي يمس بمصالح حليفها الأوروبي، واستشف محللون بأنه قد يحمل دلالات هامة أحدها أن الحكومة الأوكرانية استشعرت تهديدًا جديدًا وافترضت سكوت الحليف الأوروبي عنه، فأظهرت بهذه الخطوة أنها ما تزال قادرة هي الأخرى على تشكيل تهديد فعلي حينما يتطلب الأمر.

وعلى الرغم من كل ذلك، ما زالت أوكرانيا طريقاً رئيسياً للغاز الروسي إلى أوروبا، حتى بعدما أمر الرئيس "فلاديمير بوتين" بما أسماها "عملية عسكرية خاصة" في 24 فبراير/شباط.

ويسعى الغرب من خلال تشديد عقوباته إلى حظر استخدام الطاقة الروسية أو التخلص التدريجي منها، خاصة وأنها مصدر رئيسي لتمويل جهود "بوتين" الحربية ونقطة ضعف لأوروبا، وخاصة ألمانيا. لكن الخلاص من عبودية الطاقة لن يكون سهلًا بالنسبة للأوروبيين في عصر التضخم.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، أظهرت بيانات من الشركة المشغلة لشبكة الغاز عدم وجود أي تدفق للغاز الروسي عبر نقطة العبور.

وألقت شركة الغاز الأوكرانية باللوم في تعليق تدفق الغاز على تدخل "قوات الاحتلال الروسية"، وقالت، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز"، إنها ستعيد توجيه الغاز من نقطة عبور سوخرانيفكا، الواقعة في منطقة تحتلها القوات الروسية، إلى نقطة أخرى في منطقة تسيطر عليها أوكرانيا.