الروبل يقفز لأعلى مستوى منذ عامين بعد تسديد روسيا ديونها بالدولار ومن مصادر غامضة

سجل الروبل الروسي أعلى مستوى له في عامين مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات أمسٍ الجمعة. إذ ارتفعت العملة بعد أن قالت روسيا إنها تمكنت من سداد الدائنين بالدولار في الوقت الذي تحاول فيه الدولة تجنب التخلف عن السداد.

وحدث ذلك أيضًا بعدما أصبحت هنغاريا واحدة من الدول التي اتفقت مع روسيا على السماح لها بتحويل مدفوعاتها إلى عملة الروبل، في تحرك يختبر ضوابط عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وقال وزير مجلس الوزراء "جيرجيلي غوليس"، للصحفيين، يوم الخميس: "مثلما أفادت بلومبرغ صباحاً، هنغاريا وتسع دول أخرى تلتزم بسياسة عقوبات الاتحاد الأوروبي بهذه الرسالة، ستدفع بعملة اليورو إلى (غازبروم بنك)، الذي سيقوم بدوره بتحويلها إلى عملة الروبل".

روسيا تدفع ديونها بالعملة الصعبة... من أين؟!

قالت وزارة المالية الروسية، في بيان حديث، إنها دفعت سندات أوروبية بقيمة 565 مليون دولار كانت مستحقة هذا العام، بالإضافة إلى 84 مليون يورو كان من المقرر أن تستحق في عام 2024.

وزعمت وزارة المالية أن كلا الدفعتين تم دفعهما بالدولار الأمريكي، كما هو مطلوب بموجب شروط عقد السندات.

وسابقًا في 6 أبريل/ نيسان، قالت روسيا إنها سددت مدفوعات تلك السندات بالروبل، مما دفع شركة الأبحاث المالية "ستاندرد آند بورز" للإعلان بعد ثلاثة أيام أن روسيا تخلفت عن سداد التزامات ديونها الخارجية.

رغم أن المدفوعات بالدولار قد تأخرت بالفعل، فإن التأخر في سداد روسيا بالدولار يمثل محاولة أخيرة لتجنب التخلف عن السداد.

تأتي مدفوعات السندات عادةً مع فترة سماح مدتها 30 يومًا، وبالنسبة لمدفوعات السندات هذه، تنتهي فترة السماح في الرابع من مايو/ أيار.

وقد لا نعرف أبدًا ما إذا كانت "ستاندرد آند بورز" غيرت رأيها بشأن التخلف عن السداد في روسيا. فبسبب العقوبات، سحبت وكالة التصنيف الائتماني تصنيفها للديون الروسية منذ 15 أبريل/ نيسان.

الأمر الأكثر إثارة للجدل حاليًا، هو أن روسيا لديها بالفعل المال لتسديد ديونها، لكنها فاقدة لإمكانية الوصول إلى حوالي نصف هذه الأموال بعد أن فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على الاحتياطيات الأجنبية، والتي يبلغ مجموعها حوالي 315 مليار دولار. لكن يبدو أن روسيا وجدت طريقة لسداد ديون بمئات الملايين من الدولارات دون الوصول إلى احتياطياتها المجمدة.

في هذا الصدد، قال مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية، إن الدفعة ربما أتت من كومة جديدة من الأموال، لأنها لم ترفع قيودها على الدولارات الروسية التي تفرض عقوبات عليها، وفقًا لرويترز.

على أي حال، فقد دفعت تلك الأنباء الروبل الروسي، الذي ظل في ارتفاع لمدة شهرين، إلى أعلى مستوى في عامين مقابل الدولار الأمريكي.

يمكن للدولار الواحد أن يشتري حوالي 68 روبل يوم الجمعة، وهو أقل من نصف الرقم الذي يمكن أن يشتريه في أوائل مارس/ آذار. (في 7 مارس/ آذار، تم تداول الروبل عند 135 مقابل الدولار.)

وهكذا فقد تمكنت روسيا من دعم الروبل على الرغم من العقوبات العالمية من خلال رفع أسعار الفائدة، ومنع الوسطاء الروس من بيع الأوراق المالية التي يحتفظ بها الأجانب والمطالبة بدفع تسليمات الغاز والنفط بالروبل، إلى جانب إجراءات أخرى. فسمحت هذه الإجراءات لموسكو بزيادة الطلب على الروبل بشكل مصطنع، حتى مع بقاء اقتصاد البلاد في حالة يرثى لها.

وتمكنت البلاد منذ ذلك الحين من تقليص ارتفاعاتها الهائلة في أسعار الفائدة، بما في ذلك خفض مفاجئ آخر لسعر الفائدة يوم الجمعة.