أفريقيا الوسطى القابعة على كنز من الذهب والألماس تعتمد البيتكوين عملة رسمية
أعلنت جمهورية أفريقيا الوسطى اعتمادها العملة المشفرة الشهيرة بيتكوين كعملة رسمية، لتصبح بذلك أول دولة في أفريقيا تبادر لهذه الخطوة، والثانية في العالم.
وقالت رئاسة الجمهورية، في بيانٍ نُشر مؤخرًا، إن البرلمان وافق بالإجماع الأسبوع الماضي على مشروع قانون ينظم استخدام العملة المشفرة. وجاء في البيان أن هذه الخطوة تضع جمهورية أفريقيا الوسطى "على خارطة أكثر دول العالم جرأة وأبعدها بصيرة".
وبيّن رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، أن “الرئيس يؤيد مشروع القانون هذا، لأنه سيحسن أحوال مواطني أفريقيا الوسطى".
وكانت السلفادور الواقعة في أمريكا الوسطى هي أول دولة في العالم تعتمد البيتكوين كعملة رسمية في سبتمبر/أيلول 2021 - في خطوة واجهت انتقادات من الكثير من المراقبين، بما في ذلك صندوق النقد الدولي الذي قال إن من شأن مثل هذه الخطوة زيادة حالة عدم الاستقرار المالي.
ماذا تعرف عن جمهورية أفريقيا الوسطى؟
جمهورية أفريقيا الوسطى هي بلد غير ساحلي في وسط أفريقيا، تحدها تشاد في الشمال والسودان في الشمال الشرقي، وجنوب السودان في الشرق، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو في الجنوب والكاميرون في الغرب.
وهي تغطي مساحة حوالي 620,000 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها ب حوالي 4.4 مليون اعتبارًا من عام 2008.
رغم ثرائها بكنوزٍ من الماس والذهب واليورانيوم، تعدّ أفريقيا الوسطى إحدى أفقر دول العالم. ومنذ عقود تشهد هذه الدولة صراعات مستمرة (منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960)، وهي حليف مقرّب من روسيا التي تمدها بمرتزقة من مجموعة فاغنر لمواجهة المتمردين.
وتعاني هذه الدولة من آثار الفقر والتخلف التكنولوجي الشديد، ففي عام 2019، لم يكن سوى 4% من إجمالي سكانها قادرون على الاتصال بالإنترنت، وذلك بحسب موقع "وورلد داتا" الإلكتروني. وهو ما أثار استغراب البعض إذ أن استخدام البيتكوين بفعالية يحتاج إلى الحد الأدنى من متطلبات التكنولوجيا المالية الموجود في دول العالم الحديث.
ويُستخدم الفرنك الأفريقي كعملة في جمهورية أفريقيا الوسطى، مثلها في ذلك مثل معظم المستعمرات الفرنسية الأخرى في أفريقيا.
ويرى البعض أن اعتماد البيتكوين كعملة هو محاولة لتقويض الفرنك الأفريقي المدعوم فرنسيًا، وسط صراع بين روسيا وفرنسا على النفوذ في الدولة الأفريقية الغنية بالموارد.
وبعد تولّي "فوستان آرشانج تواديرا" منصب رئيس الدولة في عام 2016، شرعت جمهورية أفريقيا الوسطى في التحوّل عن فرنسا كحليف استراتيجي والتوجّه صوب روسيا.