الصين تبدأ مشروعًا لبناء محطات علمية على القمر واستكشاف الجانب المظلم منه

أعلنت هيئة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) أنها ستبدأ مرحلة جديدة من برنامجها لاستكشاف القمر.

وفي هذا الصدد، قال "وو يان هوا" نائب رئيس الهيئة: "هذا العام تبدأ رسميا المرحلة الرابعة من العمل الهندسي والبحثي في إطار البرنامج الوطني الصيني لاستكشاف القمر.. سترسل الصين إلى القمر مركبات Chang'e-6 وChang'e-7 وChang'e-8، خلال المهمات الفضائية القادمة للقمر سيتم اختبار تقنيات جديدة والمباشرة بالعمل على بناء محطة علمية هناك".

وأضاف: "مركبة Chang'e-6 سترسل إلى الجانب المظلم من القمر لجمع العينات، ونجري حاليا مباحثات لتطوير كوكبة من الأقمار الصناعية التي ستخصص للاتصالات والملاحة القمرية".

وكانت مؤسسة "روس كوسموس" قد وقعت مع هيئة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) اتفاقيات عام 2017 لتطوير برنامج للتعاون في مجالات الفضاء، ويتضمن البرنامج عدة مجالات منها دراسة القمر والفضاء السحيق، والتعاون في مجالات علوم الفضاء وتقنياتها، والتعاون في مجال الأقمار الصناعية وتطبيقاتها، والتعاون في مجالات استشعار الأرض عن بعد.

وفي مارس/ آذار العام الماضي وقع رئيس مؤسسة "روس كوسموس" أيضا مع رئيس (CNSA) اتفاقية إضافية لدفع التعاون في مجال استحداث محطة قمرية للأبحاث العلمية.

ما هو الجانب المظلم من القمر؟

الجانب المظلم (أو البعيد للدقة العلمية) من القمر هو الجانب الآخر أو نصف الكرة الآخر من القمر الذي لا يمكن رؤيته من الأرض.

التقطت أول صورة له لأول مرة بواسطة المسبار السوفيتي "لونا 3" في عام 1959، أما أول رؤية مباشرة له بالعين البشرية كانت بواسطة "رواد أبولو 8 "عندما داروا حول القمر في 1968.

ويتميز بالتضاريس الوعرة والعديد من الفوهات الصدمية، فضلا عن عدد قليل نسبيا من بحار القمر. ويوجد فيها ثاني أكبر فوهة صدمية معروفة في النظام الشمسي.

ما الهدف من التوجه للقمر ألا تكفي مساحة الأرض؟

يمكن أن توفر المحطة القمرية العديد من الفوائد لوكالات الفضاء العالمية وشعوب تلك الدول. وستكون بمثابة خطوة عملية فاصلة بين قدراتنا الحالية والتقنيات التي نحتاجها. 

تدعي بعض الدول أن أهدافها علمية بحتة، بغية تنفيذ مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل مراقبة الشمس والأجسام الفلكية، ودراسة موارد الأرض والبيئة والأجسام الأخرى في الكون.

لكن ليس من المستبعد أبدًا أن يكون لدى الدول المستعمرة للقمر أهداف وخطط عسكرية، بل إن إمكانية وجود "النوايا العسكرية الخفية" هو ما يحفز الدول على المنافسة في هذا المجال.

على أي حال، سيوفر بناء مثل هذه البؤر الاستيطانية أرضية بحث وإثبات لمجموعة متنوعة من التقنيات والقدرات المتقدمة المهمة بما في ذلك الروبوتات وأنظمة الاتصال والأنظمة الهندسية الحديثة، وطبعًا علوم الفلك والفيزياء.

بالإضافة إلى كل ذلك، لا ننسى رغبة الإنسان في استعمار الفضاء والبحث عن ملاذ أو كوكب آخر صالح للحياة غير الأرض، إذ ستكون الخطوة الأولى في هذا الطريق هي بناء القواعد والمنشآت في القمر.