حلويات العيد في سوريا تصعد بنسبة 120% آخر 3 أشهر... إليكم تفاصيل الأسعار

لا الراتب المتواضع، ولا المنحة التي اضمحلت في رمال التضخم، سيساعدان الأهالي في سوريا هذا العام على شراء حلويات العيد، التي ارتفعت أسعارها بنسب "تتجاوز المنطق"، مما يهدد طقوس وتقاليد العيد لدى السوريين بالاندثار.

"لا حلويات منزلية ولا جاهزة"، تقولها "أم هشام" في حديثها مع صحيفة محلية، مبينةً أن تكلفة صنع المعمول في المنزل باتت "خيالية"، بدءاً من السميد والطحين إلى الجوز الذي يتجاوز 40 ألف ليرة للكيلو الواحد، والتمور التي بلغت 11 ألف للكيلو.

علاوة على الزيت النباتي، والليتر الواحد منه لا يقل عن 22 ألف ليرة، أو السمنة النباتية التي يبدأ سعرها من 17 ألف ليرة للكيلو، وصولاً إلى الغاز بحوالي 100 ألف ليرة للأسطوانة.

وعن حركة سوق الحلويات، يؤكد أمين سر جمعية الحلويات والمعجنات في اللاذقية "باسم حاج ياسين"، أن الإقبال "ضعيف جداً جداً"، والناس باتت تشتري بـ "المبلغ لا بالوزن".

ويوضح "حاج ياسين" أن العديد من المواطنين اشتروا مؤخراً أنواعاً من الحلويات الشعبية على سبيل المثال بالقول "حط لي بـ 6 آلاف ليرة بقلاوة"، فلا أحد خلال الأيام الماضية اشترى كيلو، بل جميعهم يشترون بالمفرق حسب المبلغ المتوافر لديهم.

وأشار إلى ارتفاع أسعار الحلويات بنسبة 120 بالمئة تقريباً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، مبيناً أن قلة المواد الأولية في السوق أدت لارتفاع أسعارها بشكل كبير، ما انعكس على سعر الحلويات بأنواعها المختلفة.

وذكر أمين سر جمعية الحلويات أن سعر كيلو المبرومة ارتفع إلى 90 ألف ليرة لتتصدر أغلى أنواع الحلويات، وتليها علبة المشكّل، بـ 80-85 ألف ليرة حسب الأنواع الموجودة فيها.

وبيّن "حاج ياسين" أن الحلويات تُقسم إلى ثلاثة أقسام، منها النوع الشعبي، النخب الأول – النخب الأول سمن حيواني، ومنه "الإكسترا"، لافتاً إلى أن التصنيف حسب نسبة ونوعية الحشوة لكل نوع من الحلويات.

وأوضح أن النوع الشعبي، معظمه يتم تصنيعه بالسمن النباتي وحشوة الفستق العبيد، ليباع كيلو البقلاوة منه بسعر 12 ألف ليرة كحد أعلى، ومثلها لأقراص المعمول سيوا، مقابل 14 ألف ليرة للمعجنات المحشية والبيتفورات.

ونوه أن سعر الزبدة والشوكولا ارتفعت كثيراً ليصبح سعر علبة الشوكولا "سطل 4 كيلو" 65 ألف ليرة بعد أن كان قبل شهرين بسعر 28 ألف ليرة فقط.

وعن النخب الأول – سمن نباتي، قال إن الحشوة فيه تتكون من الجوز أو الفستق بنسب تتراوح بين 15-20 بالمئة، وتسعر فيه البقلاوة من 18-20 ألف ليرة للكيلو، وكيلو المعمول بـ 20 ألفاً، مقابل 16 ألفاً لأقراص السيوا.

وأضاف بأن النخب الأول – سمن حيواني، يباع سعر كيلو البقلاوة منه بحوالي 75 ألف ليرة، والمعمول بجوز 32 ألف ليرة، ومعمول بالفستق الحلبي 45 ألف ليرة، وأقراص السيوا 24 ألف ليرة. ومن هذا النخب يصنف الحلو الإكسترا بنسبة حشوة تتجاوز 40 بالمئة الذي يباع حسب التوصية كون أسعاره مرتفعة جداً مقارنة بباقي الأنواع، مبيناً بأن هناك مواطنين يوصون بكميات من هذا النوع قبل أيام من العيد.

ونوّه أمين سر جمعية الحلويات أن ارتفاع الأسعار يعود لغلاء مستلزمات الإنتاج واليد العاملة، موضحاً أن الأسعار ارتفعت كثيراً خلال الفترة الماضية، ليصل سعر شوال السكر (50 كيلو) إلى 180 ألف ليرة، والسمنة النباتية تتجاوز 160 ألف ليرة للتنكة سعة 16 كيلو، مقابل 280 ألف ليرة لتنكة الزيت النباتي، إضافة لارتفاع سعر كيلو الجوز ليباع بأسعار تتراوح بين 35-40 ألف ليرة حسب نوعه، والفستق الحلبي بين 55-70 ألف ليرة للكيلو الواحد.

كل ذلك بدون التطرق إلى ارتفاع تكاليف توليد الكهرباء في ظل التقنين وغيرها من العوامل التي أدت بالمجمل لارتفاع تكاليف إنتاج الحلويات وبالتالي ارتفاع أسعار مبيعها بشكل عام.