أزمة المحروقات تشتد في سوريا... طوابير على مد النظر في حمص والسويداء
تستمر أزمة المحروقات بالاشتداد في أغلب المحافظات السورية، إذ عادت مشاهد الطوابير الضخمة على مد النظر إلى الواجهة مجددًا، وسط تواجد المواد في السوق السوداء بوفرة لكن بأسعار باهظة، مما يثير حفيظة الأهيل ويغضب الناس التي تقضي الساعات الطويلة على الطوابير.
في حمص مثلًا (مدينة وريفاً)، اشتكى العديد من المواطنين من تأخر وصول رسائل تعبئة البنزين للسيارات الخاصة وفق البطاقة الإلكترونية إلى ما يزيد على 15 يوماً متتالياً سواء كان البنزين المدعوم أو الحر، لافتين إلى أن مخصصاتهم التي تم تحديدها من مادة البنزين تعتبر بطبيعة الحال قليلة وليست كافية وفوق ذلك يتم أحياناً تأخير مدة التعبئة إلى أكثر من نصف شهر.
وأشار المشتكون إلى أن هذا التأخير يتكرر بين الفينة والأخرى، مطالبين بضرورة التقيد بالتوقيت المحدد لوصول الرسالة والذي تم تحديده من قبل شركة "محروقات" لمدة أسبوع، ولاسيما أنه لم يتم توضيح أسباب التأخير بوصول الرسالة من قبل المعنيين في الشركة.
ولفت عدد أخر من المشتكين إلى الازدحام الذي تشهده محطات الوقود التي تبيع البنزين الحر وطول انتظارهم لتتم تعبئة مخصصاتهم من البنزين في المحطة لمدة تزيد على ساعتين وأكثر.
واستهجن عدد من الأهالي عدم توافر مادة البنزين وفق البطاقة الذكية سواء المدعوم أو الحر وتأخر وصول الرسائل إلى هذه المدة الطويلة، مع توافر المادة في السوق السوداء وانتشارها على عدد من الشوارع والطرق الرئيسية في المحافظة بسعر يتراوح ما بين 5.5 إلى 6 آلاف ليرة سورية للتر أي ما يعادل 110 إلى 120 ألف ليرة سورية للغالون بسعة 20 لتراً.
وأشار عدد من أصحاب محطات الوقود بالمدينة إلى تأخر استلام طلبات مادة البنزين من شركة محروقات نظراً لنقص توريدات المحافظة من مادة البنزين، مؤكدين أنه فور وصول البنزين إلى محطاتهم يتم فتح الرسائل من دون تأخير وبالتالي تتم تعبئة مخصصات السيارات من البنزين في المحطة باعتبار المادة باتت في المحطة.
أزمة مواصلات نتيجة نقص المحروقات في السويداء:
بدأت أزمة المواصلات تتصاعد في السويداء وتدلّ عليها عودة طوابير سيارات النقل العامة (الشاحنات) العاملة على المازوت للاصطفاف ارتالاً أمام محطات الوقود بانتظار الحصول على مخصصاتها التي تم تقليصها واجتزاؤها.
حيث عجز الكثير من السائقين من الحصول على مخصصاتهم بعدما تعذر أصحاب المحطات بنفاذ الكميات الواصلة رغم وقوف الناس لساعات أمام المحطة بانتظار الحصول على مخصصاتهم تلك.
كما أدى التأخير في التوريدات الواصلة من المازوت للمحافظة إلى توقف كثير من آليات النقل العاملة على عدد من الخطوط إضافة إلى شلل الحركة في كثير منها على ساحة المحافظة.
وأكد أصحاب بعض الشاحنات أنهم طالبوا مراراً وتكراراً الجهات المعنية بضرورة اتباع سياسة توزيع مخصصاتهم عبر البطاقة الذكية، والتي في حال جرى تطبيقها فإنها تخفف عنهم عناء الانتظار الطويل مع إمكانية عدم الحصول عليها كما تجنبهم ابتزاز بعض أصحاب المحطات الذين يلجئون إلى تأمين المادة بعد اشتراط الحصول على نصف مخصصات سياراتهم من مادة المازوت.
أما محافظ السويداء "نمير حبيب مخلوف"، فقد أوضح في حديثه لصحيفة "الوطن" المحلية، أن النقص في كميات مازوت النقل خلال هذه الفترة ناتج عن النقص العام في التوريدات إلى المحافظة وكل المحافظات على حد سواء.
وأشار إلى وجود نقص حقيقي بكمية المحروقات الموزعة لجميع الفعاليات على ساحة المحافظة وأنه نتيجة نقص المادة تتم محاولة تأمين الاستمرارية بالعمل إلى حد ما ضمن الإمكانيات.