فاتورة إعادة إنعاش قطاع الدواجن في سوريا... جهة رسمية تعلن عن رقم صادم
يعيش قطاع الدواجن في سوريا أسوأ أيامه على الإطلاق خلال الفترة الأخيرة، وحتى لو أن اعتدال الجو وقدوم الربيع قد خفف من فواتير المحروقات قليلًا، لكن أسعار الأعلاف التي ترتفع بتسارع غير منطقي لم تترك متنفسًا للمربين.
على أي حال فإن مشاكل قطاع الدواجن لا تنحصر على غلاء هذه المادة أو تلك، بل إن المشكلة الأهم هي الإهمال الحكومي والتمويل المتواضع للغاية الذي يخصص لهذا القطاع الأساسي في معادلة الأمن الغذائي للسوريين.
في هذا الصدد، فقد طرحت المؤسسة العامة للدواجن مجموعة من المشاريع، قال إنه يمكن في حال وضعها قيد التنفيذ بين عامي (2023-2026) أن تصل المؤسسة إلى الطاقة الإنتاجية التي تؤهلها للتنافس والربحية.
وبينت المؤسسة في مذكرة تقدمت بها إلى الحكومة، أنها تحتاج إلى مبلغ يقدر بـ 38 مليار ليرة، لتشغيل جميع المشاريع المطروحة لتكون من المؤسسات الرائدة والرابحة، منوهة إلى أن رأسمال المؤسسة المحدد بـ 3 مليارات ليرة منذ عام 2010 لا يتناسب مع القيمة الحقيقة للممتلكات والأصول بالوقت الراهن.
وطلبت المؤسسة من وزارة المالية أن تقوم برصد الاعتمادات وتأمين التمويل اللازم لتطوير المؤسسة واستثمار الطاقات الإنتاجية الكاملة حيث تحتاج المؤسسة إلى 14 مليار ليرة لتأهيل المنشآت العاملة، إضافة إلى احتساب قيمة الفائدة 1 % على مجمل رصيد القروض الممنوحة والتي ستمنح للمؤسسة من صندوق الدين العام.
وطلبت أيضًا من مصرف سورية المركزي، رصد اعتماد 600 ألف دولار كقطع أجنبي، لاستيراد قطعان أمات بياضة لمنشأتي صيدنايا وحمص وقطيع جدات الفروج والتي تساهم في تأمين صيصان تربية البياض للمربين بالقطاع العام والخاص للعام (2023- 2022).
لكن واقع الدعم الحكومي أقل بأشواط من المتوقع والمطلوب، إذ وافق مجلس الوزراء منذ أيام، على منح سلفة مالية بقيمة مليار ليرة سورية فقط لصالح مؤسسة الدواجن، وقد اعتبرتها المؤسسة "حلًا إسعافيًا" لكنها لا تكفي.
قطاع الدواجن في سوريا ليس على ما يرام:
يعمل قطاع الدواجن حالياً بـ 20% من طاقته السابقة، وذلك بحسب عضو لجنة الدواجن "حكمت حداد" الذي عزا الأمر في حديث مع إحدى الإذاعات المحلية مؤخراً، لارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف الدعم الحكومي لتأمين الأعلاف، متوقعاً خروج أعداد أكبر من المربين خارج سوق العمل.
وحذر "حداد" من فقدان البيض والفروج من الأسواق بعد انتهاء شهر رمضان الجاري، لافتاً أن المربين أوقفوا عمليات التفقيص بسبب انعدام الطلب على الصيصان نتيجة عدم القدرة على تحمل تكاليف التربية وتأمين العلف.
ويشتكي مربو الدواجن حالياً من رفع أسعار الذرة الصفراء، بحجة تداعيات الأزمة الأوكرانية، مطالبين المؤسسة بالتدخل قبل قدوم شهر رمضان وتزايد الطلب على الفروج، حيث تحتاج تربية كل كيلو فروج لـ 2 كيلو علف ما يعادل 7 آلاف ليرة لكل كيلو فروج فقط، وهذا يعود بتكاليف كبيرة لا تغطيها أسعار المبيع الحالية.
وكان رئيس غرفة زراعة حمص "أحمد كاسر العلي"، قد اعترف أن الفروج ابتعد عن موائد السوريين وابتعد عن مزارع ومداجن المربين في الوقت ذاته.
وأشار إلى أن نحو 70 بالمائة من مربي الفروج بحمص توقفت مزارعهم وعزفوا عن التربية نتيجة لغلاء كلف الإنتاج ووصولها إلى "أرقام خيالية"، مبيناً أنه على سبيل المثال كان كلفة إنتاج 5 آلاف طير نحو 5 ملايين ليرة سورية، في حين حالياً باتت التكلفة ما بين 60 إلى 70 مليون ليرة سورية للعدد نفسه.
وما يحدث حاليًا أن المربي يخسر عند المبيع ولا يسترد رأس ماله بل إن رصيده المالي ينخفض مرة بعد مرة ما ألحق به خسائر متتالية وأدى إلى عزوفه عن التربية.