غاز السوق السوداء في سوريا يصعد لأسعار باهظة بعد تلكؤ حكومي شديد بالتوزيع

يعاني الأهالي في سوريا، وفي محافظة دمشق تحديدًا، من أزمة غاز مستعصية وخانقة بسبب تأخر رسائل استلام مخصصاتهم من مادة الغاز عبر "البطاقة الذكية" لأكثر من 90 يوماً.

وعلى إثر ذلك، صعد سعر كيلوغرام الغاز المنزلي إلى مستويات قياسية جديدة بلغت 16 ألف ليرة للكيلوغرام، في حين تراوح سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء بين 130 و165 ألف ليرة للأسطوانة، وقد تحدث البعض عن أسعار أعلى من ذلك تصل إلى 200 ألف.

وفي تعليقٍ لها على الأوضاع الحالية، قالت "الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات النفطية" (محروقات)، إن توزيع مادة الغاز غير مرتبط بمدة زمنية، بل يرتبط بالكميات المتوفرة التي توزع وفق دور عادل.

وجاء توضيح شركة "محروقات"، على صفحة الخدمات الإلكترونية للشركة على فيس بوك، رداً على سيل تساؤلات غاضبة من المستهلكين حول سبب التأخر في توزيع مادة الغاز المنزلي.

ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة محلية مقربة من الحكومة، عن مصدر في جمعية معتمدي الغاز المنزلي، أن وضع القطاع سيئ وأن المدة بين الوجبة والأخرى اتسعت لدى المعتمدين لتتجاوز عند البعض عشرين يوماً في حين أصبحت أقل مدة 17 يوماً وذلك وفقاً لارتباطات كل معتمد.

وبيّن المصدر أن واقع توزيع المادة في دمشق وريفها لا يتجاوز العشرين ألف أسطوانة يومياً مقسمة بين الريف والمدينة، وهي بكل الأحوال لا تكفي حاجة الريف ولا حاجة المدينة ما يؤدي إلى إطالة مدة استلام الأسطوانة لتتراوح في الوقت الحالي بين 80 و90 يوماً.

وفي السياق ذاته، كشف مصدر في "محروقات"، عن تقديم "أيمن ديوب"، رئيس فرع دمشق وريفها للغاز، طلب إعفائه وتكليف معاونه "حسن البطل" بتسيير أمور الفرع حتى تعيين مدير جديد.

فشل يتبع الآخر دون أي حلول بالأفق لأزمة الغاز:

تعكف الحكومة السورية على تعديل آليات بيع المواد الأساسية عبر البطاقة الذكية، وتعلن كل فترة عن تجارب جديدة لعمليات البيع إلا أنها تفشل باستمرار بحل أي أزمة، في ظل شح المواد وارتفاع أسعارها، وتأخر توزيعها لأشهر عديدة.

وتشهد محافظات سورية عديدة، منذ عام 2019، أزمة حادة ومستمرة في توفير مادة الغاز، وعلى إثر ذلك طبقت الحكومة آلية توزيع الغاز عبر البطاقة الذكية في 2020، التي فتحت الباب أمام السوق السوداء لبيعه بأسعار مضاعفة مستغلين عدم توفر أسطوانات الغاز عبر "الذكية" وصعوبة آلية الحصول عليها.

ويشتكي المواطنون دائمًا من تأخر رسائل الحصول على المشتقات النفطية والمواد الأساسية عبر البطاقة الذكية باستمرار، والذي يطول أحياناً لأكثر من ثلاثة أشهر، ما يضطرهم للحصول على هذه المشتقات عبر السوق السوداء حيث تباع أسطوانة الغاز هناك بأكثر من 150 ألف ليرة سورية.