انتشار هائل لإنفلونزا الطيور في أمريكا وفرنسا يتسبب بغلاء أسعار البيض والدواجن عالميًا

قالت وزارة الزراعة الأميركية يوم السبت الماضي، إنه تم اكتشاف حالات إصابة جديدة بإنفلونزا الطيور في سرب دجاج تجاري في ولاية بنسلفانيا وسرب منزلي في ولاية يوتا، مع انتشار المرض الآن في أكثر من 30 ولاية وإصابة أكثر من 24 مليون طائر، في واحدة من أسوأ حالات تفشي المرض في تاريخ البلاد.

في الوقت ذاته تعاني فرنسا من أسوأ تفش على الإطلاق أدى لإعدام نحو ثمانية بالمئة من الدجاج (أكثر من 13 مليوناً من الطيور الداجنة في فرنسا منذ نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني).

وسبب هذه الأرقام المرتفعة أنه عند إصابة الدواجن بالعدوى يتم إعدام الأسراب بالكامل للسيطرة على المرض الذي ينتشر عادة عن طريق الطيور البرية.

وفي السياق ذاته، أفاد المعهد الاتحادي الألماني لأبحاث صحة الحيوان بأن أوروبا تشهد حاليا أسوأ تفشٍ لأنفلونزا الطيور على الإطلاق.

وقال "المعهد الألماني: "إننا نشهد حالياً أسوأ موجة تفشٍ لوباء إنفلونزا الطيور على الإطلاق في ألمانيا وأوروبا". ولفت إلى أنه يتم اكتشاف حالات إصابة جديدة يوميا، ولم تعد الإصابات تقتصر على الطيور البرية.

ووفقا للباحثين "لا تلوح نهاية في الأفق- وتتراوح الدول التي تواجه تفشياً لإنفلونزا الطيور ما بين فنلندا وجزر فارو وأيرلندا، وما بين روسيا والبرتغال". كما تم رصد حالات في كندا والهند، وشرق آسيا.

أسعار البيض والدواجن... بين مطرقة الإنفلونزا وسندان الحرب:

أدى تفشي إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة وفرنسا إلى تقليص الإمدادات العالمية من البيض والدواجن، ورفع أسعار المواد الغذائية الأساسية، في وقتٍ تعطل فيه الحرب الأوكرانية الشحنات إلى أوروبا والشرق الأوسط.

وقد ارتفع سعر البيض المعالج، المستخدم على شكل سائل أو بودرة في كل شيء من عجينة الكيك إلى الرقائق، إلى مستويات قياسية مما يعني تعزيز التضخم وتكاليف الإنتاج لمجموعة واسعة من العلامات التجارية للأغذية، فضلاً عن الضغط التضخمي الحالي.

إضافة إلى ما سبق، فإن اندلاع الحرب، وليس فقط المرض، تسبب أيضا في اضطراب سلاسل الإمداد للمشترين في الشرق الأوسط.

 وقال "سانتوش كومار"، الذي يستورد البيض لصالح مجموعة "فرزانة" التجارية في الإمارات، إنه لا يعلم بوصول أي شحنات من أوكرانيا إلى الإمارات خلال الأسبوعين الماضيين. مشيرًا إلى أن "فرزانة" تستورد البيض من تركيا بدلا من ذلك.

وأنتجت أوكرانيا 1.4 مليار بيضة في 2021 وفق مكتب الإحصاءات الرسمي الأوكراني. وقبل ذلك بعام بلغ الإنتاج 16.2 مليار بيضة وهو ما يفوق 15.7 مليار بيضة أنتجت في فرنسا وهي أكبر منتج للبيض في الاتحاد الأوروبي بحسب رابطة منتجي البيض الفرنسية.

وأصبحت أوكرانيا في الأعوام القليلة الماضية أكبر مورد بيض للاتحاد الأوروبي وتأتي منها نصف الواردات متفوقة على الولايات المتحدة.

وقال "لويك كولومبيل"، نائب رئيس رابطة منتجي البيض الفرنسية، إن الدول الشرق أوسطية التي كانت تشتري البيض الأوكراني قبل الحرب تحاول إيجاد بدائل للإمدادات في أوروبا.

وأضاف: "هناك مشكلة إنفلونزا الطيور في فرنسا لكن هذا بأنحاء أوروبا أيضا، ولا يوجد دولة أوروبية أخرى لديها قدرة كبيرة على التعويض على المدى القريب".