توطين الخبز بدمشق يتسبب بمضاعفة سعر الربطة وانخفاض الإنتاج بنسبة 25%
بعد أيام معدودة من البدء بتطبيق سياسة توطين الخبز في دمشق وريفها، ارتفع سعر ربطة الخبز عبر البطاقة الذكية عند المعتمدين وبات الاستغلال واضحاً عند نسبة كبيرة منهم.
وهكذا فقد بات الازدحام الشديد هو أفضل ذريعة للمعتمد كي يبيع ربطة الخبز بأسعار غير منطقية وأعلى بكثير مما حددته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك (250 ليرة للربطة الواحدة).
يتزامن ذلك مع بيانات تفيد بأن مخصصات مخابز دمشق شهدت انخفاضاً منذ بدء تطبيق الآلية الجديدة بنسبة 25 بالمئة تقريباً، وتبرر الجهات الرسمية ذلك بـ "خصوصية شهر رمضان"، ما يعني أنه من غير الممكن تحديد الانخفاض الدقيق في الإنتاج إلى حين انتهاء الشهر الفضيل.
سعر ربطة الخبز في دمشق وريفها بعد التوطين:
تراوح سعر ربطة الخبز عبر البطاقة الإلكترونية عند معتمدي الخبز في دمشق وريفها ما بين 350 و500 ليرة، فمنهم من يبيع الربطة بسعر 350 ليرة وهؤلاء قلة، ومنهم من يبيعها بسعر 400 ليرة، وآخرون بسعر 450 ليرة، وكثيرٌ منهم لم يعد يرضى بسعر 400 أو 450 ولا يبيع بأقل من 500 ليرة للربطة الواحدة.
وقد بيّن عدد من المعتمدين ردًا على ذلك، أن تكاليف النقل باتت مرتفعة، وأنهم يدفعون مبالغ عالية لقاء نقل الخبز إلى بقالياتهم لذا اضطروا إلى رفع سعر ربطة الخبز.
في حين أكد الأهالي أن الخبز عند نسبة كبيرة من المعتمدين ليس من النوعية الجيدة، ونتيجة لعدم تخصيص أماكن محددة في البقاليات تخضع لشروط التهوية ووضع الخبز فوق بعضه الآخر، فقد انخفضت جودة الخبز وبات من النوعية الرديئة.
وأوضح آخرون أنه بعد تطبيق التوطين حصل ازدحام عند المعتمدين، وفي كثير من الأحيان يقصد المواطن المعتمد في التوقيت المحدد فيجد أنه قد باع الكميات المخصصة له، مما يضطره لشراء الربطة من باعة أمام الأفران بسعر 1500 ليرة، ومعظم المعتمدين رفعوا سعر الربطة تحت ذريعة ارتفاع تكاليف نقل الخبز.
في معرض حديثه حول هذه المشكلة، قال رئيس جمعية حماية المستهلك "عبد العزيز المعقالي" لصحيفة محلية مقربة من الحكومة، إنه تم ملاحظة موضوع ارتفاع سعر ربطة الخبز عند المعتمدين بعد تطبيق التوطين في دمشق وريفها، لافتاً إلى أنه ليس هناك أي مبرر لرفع سعر ربطة الخبز عقب تطبيق التوطين.
وأضاف "المعقالي": "على ما يبدو أن وزارة التموين نسيت بعد تطبيق التوطين مراقبة أسعار الخبز عند المعتمدين"، مبيناً أن الرقابة التموينية على معتمدي الخبز عملية ضرورية وملحة، مشدداً على ضرورة تكليف لجان الأحياء مراقبة عمل المعتمدين وتوزيع الخبز.
وطالب "المعقالي" بضرورة تشديد الرقابة على المعتمدين والاستعانة بسيارات التموين من أجل إيصال الخبز إلى المعتمدين بطريقة صحية من أجل إلغاء أي حجة من المعتمد لرفع سعر الربطة، موضحاً في الوقت نفسه صحة ارتفاع أجور نقل الخبز التي يدفعها المعتمد عند نقل الخبز من المخبز إلى بقاليته لكن ليس هناك أي مبرر لبيع الربطة بأسعار مرتفعة وأعلى من السعر الذي حددته التموين لسعر الربطة.
وأكد أن الجمعية ستطرح على وزارة التموين موضوع إيصال الخبز للمعتمدين ومراقبة عملهم، مؤكداً أن عدد المعتمدين في دمشق وريفها لا يغطي الحاجة والدليل حصول ازدحام عند المعتمدين بعد تطبيق التوطين.